المشكلة : أنا متزوجة منذ عقد من الزمان، وليس لدي أطفال، وقد اقتربت من الأربعين، وزوجي مريض بالسكر، ويُعاني من العجز الجنسي، حاولتُ كثيرًا أن أُطلَّق، وأذهب إلى أهلي، ولكن بسب المشاكل والحالة المادية لأهلي؛ أرجع لأعاني من الاكتئاب، وطول اليوم أكون جالسةً بالبيت وحدي، لا أخرج، ولا يدخل عليَّ أحد، ليس لي أصدقاء، ولا أعمل، وأنا لم أكمل دراستي؛ فقد درستُ سنتين بالجامعة، وتزوَّجت. وأخاف على نفسي من الجنون والأمراض، وأنا جالسة، وأنتظر المجهول، وعمري يمرُّ، والسنون تمضي، وأنا واقفة، أُعاني من الوَحْدة وعدم الأطفال، وليست هناك حياة جنسيَّة، مراتٍ أبكي، ومرات أحاول أن أشغل نفسي بالإنترنت أو التلفزيون، والأذكار والقرآن، ومرات لا أُحب أن أفعل أيَّ شيء، أخاف من المستقبل، هل هناك حل؟
الحل : ما أنت فيه أمرٌ يثير حزنك، ويبعث في ذهنك أفكارًا سلبيَّة عديدة، لو استسلمتِ لها، لكن ثقتك برحمة الله تعالى، ثم رغبتك في تجاوز هذا الحال بإيجابيَّة، ستنقلك إلى حال تتفوَّقين فيه على الكثيرات؛ فالإنسان - يا عزيزتي - ليس بيديه أن يغيِّر القدَر، لكن بمقدوره أن يُفكِّر في حلولٍ تُدخل إلى نَفْسِه ووضعه الارتياح، ويسعى إلى تحقيقها. ولهذا؛ فإني أنصحك يا عزيزتي أن تَلتفتي إلى إمكاناتك وقدراتك، وتسعَيْ إلى استثمارها في إحداث ما تَطْمحين إليه من تغييرٍ إيجابي في حياتك؛ فعلى سبيل المثال، يمكنك الالتحاق مجددًا بدراستك، وتُواصلي ما انقطعتِ عنه، دون أن تلتفتي أبدًا إلى سنِّك، وإلى ما فاتك من سنوات، ثم يمكنك بعدها مواصلةُ تعليمك في مراحلَ متقدِّمة، والتي تَفْتح لك مجالاتٍ وفرصًا مختلفة في حياتك، بالإضافة إلى مزاياها الأخرى. وكما يمكنك الانخراطُ في الأعمال والمؤسَّسات الخيرية، من التي تجدين في نفسك ميلاً إليها؛ كتلك المعنيَّة برعاية المُسنِّين، أو المعاقين، أو رعاية الأيتام، ولا يشترط التزامُكِ بهذه الأعمال بشكل انتظامي؛ إذْ يمكنك التواصل مع تلك المراكز بعملٍ جزئي، فتقديمك ما تستطيعين لأيٍّ من تلك الفئات، لا تقف فوائده عند الجانب الدِّيني، أو شغل الوقت والفكر فقط، بل يتعدَّى ذلك إلى مَنْحِك شعورًا بالرِّضا النفسيِّ وتحقيق الذات، بالإضافة إلى شعورٍ بالسعادة، ينجم عن مقارنة حالك كمتطوِّعة تقدم الرعاية، مع حال مَن تُقدِّمين إليه تلك الخدمات، والتي لا شك أنها ستكون أكثر ألَمًا. واعلمي يا عزيزتي، بأن جلَّ ما يَجْتاحُكِ اليوم من مشاعر سلبيَّة، هي مشاعر إحباط، وشعور بالفشل، وعدم القدرة على تحقيق شيء؛ ولهذا فإنَّ طَرْدَك لهذه المشاعر بالسعي الإيجابي في تحقيق نجاحاتٍ في متناول يديك، وضمن قدراتك الحقيقيَّة التي عكسَتْها سماتك الشخصيَّة الإيجابية، هي أدوات مهمَّة لتحقيق الرِّضا عن الذات والثقة بالنفس. أما عن خوفك من الغد، فلا مجال لطرده إلاَّ بِحُسن ظنِّك بالله تعالى، وبِتَضرُّعِك إليه، وتذكَّري يا أختي بأنَّ عدد الأولاد وكثرة المال، لم توفِّر الأمن والطُّمأنينة لكثيرٍ من الناس، بل كانت هي في كثيرٍ من الأحيان سببًا لقلقٍ وتوتُّر مستمِرَّين لهم. وأخيرًا: أدعو الله تعالى أن يصلح حالك كلَّه، ويفتح لك أبواب فضله وخيره، وكلُّنا أملٌ في سماع أخبارك الطيِّبة مجددًا.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك