المشكلة:أنا شاب في سن الثلاثين، تزوجت من بنت جيراني، وملخص الموضوع بأنني أعمل بوظيفتين صباحا ومساءً، لأنني أعتمد على نفسي، وقمت بادخار الأموال لشراء منزل والقيام بتكاليف الزواج، وأصبح هناك بعض الديون علي، ولكنني -والحمد لله- أعمل نهارًا وليلًا للعيش بحياة كريمة، وأشهد الله أنني أفهمت زوجتي كل تلك الظروف، ولم أكذب عليها بشيء، ووعدتني بالصبر معي؛ لأننا نقوم ببناء مستقبلنا. وللعلم زوجتي وحيدة أهلها وهي مدللة عند أهلها للأسف، بدأت المشاكل منذ الأشهر الأولى لذلك الزواج، والأسباب تافهة، وعند مواجهتها من قبل الأهل تقوم بحجة الأوضاع المادية الصعبة بالرغم من أنني أشهد الله أنني لست مقصرا، ولكنها تطمع بكل شيء يخطر في بالها مثل شراء سيارة، وخصوصا في وضعنا الحالي، وللأسف قامت ولأكثر من مرة بالخروج لبيت أهلها وتركي بالأيام ولأسباب تافهة. صبرت عليها حيث أذهب وأردها أكثر من مرة حتى أنها في كل مرة لا تعترف بأنها مخطئة بترك بيت زوجها، وفضح أسرار الزوجية للأهل، وغيرها قمت بنصيحتها كثيرًا، وصبرت عليها جدًا، وبالرغم أنني كنت أحبها أصبحت أشعر تجاهها بالنفور بسبب إنكارها للجميل، وفي النهاية قامت بترك بيتها، والمشكلة أن أمها تقف معها، وأبوها متوف، وأنا أشهد الله أنني أحبها، وأريد إرجاعها لرشدها، ولكني أخاف أني إذا أرجعتها أن يزداد غرورها، وأخاف من شيء أكبر أن يقوم أحد من أهلها بطلب للتفريق بيننا، فأخسر كل شيء، علما أني لا أستطيع الزواج مرة أخرى بسبب تكاليف الزواج.
الحل:نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به. وبخصوص ما سألت عنه أخي الفاضل، فنحب أن نخبرك بما يلي: أولا: إن كانت الأخت صاحبة دين وخلق، وترى أن ذهابك إلى بيتها لن يضرك في المستقبل، وأنهم سيثمنون لك هذا الموقف فبادر وسل الله التوفيق. ثانيا: إن كانت الأخت صاحبة دين وخلق وذهابك قد يقلل منك، أو يستغل الأمر، أو يفهم على غير مراده فأرسل بارك الله وسيطا عاقلا من أهلها أو وسيطا يحترموه ويقدروه ويخبرهم أنه يريد التوسط بينكما لا أنه مرسل من طرفك. ثالثا: إن كانت قناعتك أن الأخت لا تصلح لك أو أنك تعيش معها مكرها خوفا مما أنفقته أو خوفا من استحالة الزواج بعدها نظرا للمادة فافعل بارك الله فيك بما يلي: 1- لا تذهب إليها الآن، ولا تطالب برجوعها. 2- تخير رجلا عاقلا من أهلها يكون صاحب دين وأمانة واجلس معه وناقش الأمر. 3- أبلغ إليهم رسالة واضحة المعالم أنك حريص على زوجتك، وحريص على إقامة بيتك، لكن لا يعني ذلك التنازل على الحقوق الشرعية، والأصول العامة في الحياة الزوجية، وأنك على استعداد أن تجلس معهم في وجود طرف محايد صاحب دين ليس من أهلك، ولا من أهلها وأنك موافق على ما يحكم به الوسيط. رابعا: توقفنا كثيرا عند قولك: (وأريد إرجاعها لرشدها، ولكني أخاف أني إذا أرجعتها أن يزداد غرورها، وأخاف من شيء أكبر أن يقوم أحد من أهلها بطلب للتفريق بيننا، فأخسر كل شيء، علما أني لا أستطيع الزواج مرة أخرى بسبب تكاليف الزواج). ونريد أن نبين لك ما يلي: 1- الأصل في الحياة الزوجية أن تقوم على الود والرحمة لا على المكابرة والغرور، وبيت بلا رحمة ولا ود هو بيت بلا سعادة. 2- مفهوم كلامك أنك تخاف الفراق، وترى أن هذا أكبر وأعظم خطرًا من رجوعها متكبرة عليك أو متجبرة، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة منك، فإن كنت تريدها وفقط بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى ككبر، أو غرور، أو تكليفك ما لا تطيق، فاذهب الآن وأعدها، وإن كنت تريدها زوجة فاحسم أمرك، وأدخل وسطاء أمناء عقلاء فإن قرروا الرجوع رجعت، وإن قرروا التفريق لعنادها أو كبرها، وغرورها، أو طلبها ما لا تستطيع عليه فلا تطلق ولها أن تخلع نفسها منك. خامسا: نود منك أخي الكريم أن تجلس مع نفسك جلسة مصارحة ومكاشفة، وانظر إلى علاقتك مع الله هل فيها من تقصير، أو مالك هل فيه من شبهة حرام، أو رحمك هل تجد قطيعة، قال الفضيل بن عياض: "إني لأعصي الله فأجِد شؤمَ معصيتي في خُلُق دابَّتي وزوجتي". نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك