المشكلة:أنا مرأة متزوجة منذ خمس سنوات، هل يجوز لي أن أمنع زوجي من معاشرتي؟ وسبب ذلك: عدم نظافته الشخصية، ورائحة فمه، مع العلم أني كل يوم أنصحه بالنظافة الشخصية، وقد وصل الأمر إلى أني أُحممه. عملت له جلسات تنظيف بالمنزل بنفسي؛ حتى أعطيه الدافع للاستحمام دائمًا، لكن لم ينفع معه الكلام ولا النصح، وأرسلت له أحاديث شريفة عن الحرص على النظافة، لكن لا يستجيب، ويقول لي: أنت كذابة. أنا لم أقصر معه بشيء، فأنا جميلة، وأرتدي له أجمل الملابس، وحريصة على نظافتي ورائحتي، وبالمقابل هو لا يهتم لما أشتكي منه! سمحت له من قبل أن يعاشرني وكنت كارهة لذلك بسبب عدم نظافته، لكن الآن لم أعد أتحمل أكثر من ذلك، مع العلم أنه دائما يحاول أن يوقعني، لكني أمنعه، وحاليا أتممت الشهر السادس من منعي له. ماذا أفعل لزوجي؟! كلما حدثته عن النظافة ينزعج ويغضب ولا يبالي، وتمر أيام وهو على نفس الملابس الداخلية! ويحاول أن يواقعني وهو بهذه الملابس التي يرتديها لعدة أيام! هل ما أفعله أنا من منعه من معاشرتي يجوز؟ مع العلم أنه جامعي ومهندس ولا ينقصه شيء من الناحية المالية. أنا لا أريد الطلاق منه، فأنا أحبه. أريد حلا لمشكلتي، فقد أصبحت أكره نفسي بسببه، فأنا نظيفة وجميلة ومهتمة بجمالي ونظافتي ورائحتي، وهو يستمتع بي وبشبابي، وبالمقابل أنا لا أستمتع بزوجي ولا أشم منه إلا ما يضيق به الصدر.
الحل:بخصوص عدم اهتمام زوجك بنظافته الشخصية، فهي وإن كانت مشكلة مقرفة ومزعجة -نسأل الله أن يعينك عليها- إلا أن مما يسهم في تخفيف مشاعر الحزن والضيق لديك اعتبار الآتي : - حاولي أن تتفهّمي أولاً أسباب هذه المشكلة، والتي تكون غالباً بسبب سوء التربية والكسل من زمن الطفولة، أو من مبالغته في الجديّة بالعمل، وتوهم أن النظافة من الفضول والكماليات، ونحو ذلك من الأعذار غير المبررة واقعاً وشرعاً، ومن المعلوم أنه (إذا عُرف السبب، بطَل العجب) ، لذا فإن الواجب عليك أن تحرصي على إقناعه بالحوار الهادئ والحكيم والمتزن، ويمكن الاستعانة بمن تأنسين من الأهل والأقارب توفُّر ثقة زوجك بهم في نصحه بطريقة حكيمة ولبقة. - ومن المهم هنا أن تثقي بنفسك وتدخلي معها في تحدٍ على قدرتك على تغيير زوجك بإذن الله تعالى، شريطة عدم اليأس من تكرار محاولة تغييره، وأن تتحلي بالاستعانة بالله والتوكل عليه، والصبر على زوجك واحتماله (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه...)، وقد صح في الحديث : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم. - حاولي أن تُغيّري من أساليبك في التعامل معه، وذلك بإظهار المحبة والاحترام والشكر له، وعدم المبالغة في العتاب والإنكار؛ منعاً من توهمه قصدك في السخرية والاستهزاء، ويمكن أحياناً الابتعاد عنه قليلاً بدعوته بطريقة غير مباشرة على إصلاح نفسه، واحرصي على دمج نصحك إياه بإظهار محبتك له. - احرصي على مساعدتك إياه على التخلص من عيوبه بالأسلوب العملي أيضاً، كالاهتمام بغسله، وبتوفير الحمام والمنظفات ومزيلات العرق، ومعجون الأسنان المناسب، واللبان قوي الرائحة، والعطور، والملابس، وأدوات التنظيف والزينة، وإزالة الشعور عنه، وفيه دعوة غير مباشرة لدعوته بالاهتمام بنفسه ونظافته. - تجنّبي إظهار جرح مشاعره وكبريائه وكرامته واستفزازه بالعبارات الجارحة أو مقارنته بغيره من الرجال بما يُفهم منه كراهيتك وانتقاصك له، وتذكّري أن غيره من الرجال ممن ليست لديهم هذه السلبية، كثيراً ما تكون لهم سلبيات أكبر وأكثر. - احذري أن تفكري –فضلاً عن أن تطالبيه– بالطلاق؛ كون هذا العيب يُمكن تغييره واحتماله والتكيُّف والتعايش معه رغم صعوبته؛ إذ لا ننصح بطلب الفسخ والطلاق إلا عند الضرورة وعدم القدرة على الاحتمال، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس إلا حرّم الله عليه رائحة الجنّة). - ولا أجمل وأفضل من الإلحاح على الله تعالى بالدعاء (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ).
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك