المشكلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا رجلٌ تزوجتُ زوجة ثانية منذ أشهر، والحمدُ لله زوجتي الثانية على خُلُق وسيدة طيبة، وجامعية، وأنا حريص على العدل بين الاثنتين. حصل أن تعِبَت ابنتي من زوجتي الأولى، فأخذتُها للطبيب في يوم زوجتي الثانية، فغضبتْ زوجتي الثانية لأني منعتُها من الذهاب معي، وطلبتْ يومًا غير يومها لأني مِن وجهة نظرها أخذتُ يومها لزوجتي الأولى، وتكرَّر الأمر مرة أخرى وغضبت. بعدها بفترة تعبتْ وكنتُ في العمل واتصلتْ عليَّ، لكني كنتُ مشغولًا باجتماعاتٍ وعمل عاجلٍ، فأرسلتُ لها رسالة أوضح لها انشغالي وميعاد عودتي، وعندما عدتُ طلبتْ مني الذهابَ لأهلها حتى تشفى مِن تعبها، وبعد أسبوع عادتْ وأخذتْ أغراضها وذهبتْ لأهلها مع والدها، حاولتُ الاتصال بها، لكنها لا ترد على هاتفي! أنا أعاملها بلطفٍ ولين، ولا أعاملها بقسوة، بل أحترمها وأقدِّرها، لكني غضبتُ منها لأنها أخذتْ قرارًا بالخروج من البيت دون إذني، وأراها بذلك غير حريصة على الحياة الزوجية.
الحل : الغيرةُ أمرٌ طبيعي في النساء، لكن ما هو غير طبيعي هو عدم القدرة على التحكُّم في هذه الغيرة وانفلات عقالها، والدخول في سلسلة مشاكل كما حصَل معك، فبمجرد اصطحاب ابنة الزوجة الأولى يَحْصُل غيرة مِن الزوجة الثانية، وفي نهاية المطاف اعتزلتْ في بيت أبيها. في مثل هذه الحالة لعله مِن المناسب أن نضعَ لك بعض الخيارات: • لا تَحرصْ على إعادتها سريعًا، ولكن كنْ حريصًا على بيان موقفك أمام أهلها - لا سيما والدها - وذلك بالتواصُل معه هاتفيًّا، أو زيارته وشرح ما حصَل مِن موقفٍ، وهنا تضعه أمام الأمر الواقع، فإن كان حريصًا على ابنته فسيأمرها بالعودة إلى بيت زوجها. • لا مانع مِن قَبول الصُّلح الذي سيتَوَلَّاه أبوها بينكما. • إن طالت الأمور وكان موقفُ أبيها سلبيًّا، فهنا يمكنك توسيط شخصٍ لحل الموضوع بينك وبين أسرتها؛ امتثالًا لقول الحق جل وعلا: ﴿ فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 35]. • في حال عودتها لا بد مِن الاتفاقِ على الخطوط العريضة في موضوع التعامُل، وبيان قائمة الحقوق والواجبات، إضافة إلى وعْظِها وتذكيرها بالصبر وحدود المسؤولية الزوجية، وبالطبع لا يشترط أن تقومَ بتقديم هذا الوعظ والتذكير بنفسك، إنما يمكن الاستعانة بآخرين، أو حتى بنصوص ومحاضرات جاهزة عن طريق الجوال مثلًا. • لا بأس مِن مراجعة أسلوبك العاطفي معها؛ حيث قد يكون جانبُ التواصل العاطفي ناقصًا، أو بحاجة لمزيدٍ مِن العناية والاهتمام، فتقديم هديةٍ أُسبوعية أو حتى شهرية، ولو رمزية كوردة مثلًا، أو رسالة غرامية في الجوال، أو ثناء لها أمام أسرتها، هي رسائل تعزيز مهمة في حياتها كزوجة، ونفس الشيء بخصوص الزوجة الأولى. • قد لا تستقيم الأمورُ معك على ما يُرام، فلا تَعْجَلْ عليها بالطلاق، وإنما مع الصبر والتربية تتغيَّر أخلاقُها إلى الأفضل، وتكتشف أنَّ الحياة الزوجية ليستْ حديقةً خضراء، وأزهارًا وَرديةً فقط، وإنما قد تُصادف مع هذا الورد شيئًا مِن الشوك، فوَجَب الاحتراسُ والصبر إذا أصابها.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك