المشكلة :أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وهو إنسان طيب جدا، ويصلي ويصوم ويتصدق كثيرا، ويفعل كثيرا من الخير، ولكنه يدخن، ويفعل شيئا آخر ينغص عليّ حياتي، من أول ما تزوجت اكتشفت صدفة أن زوجي يرى فيديوهات وأشياء محرمة على النت، وكنت أحزن وهو يلاحظ حزني، ولا أدري كيف أتحدث معه؟ فهذا شيء يهز ثقة المرأة بنفسها، وعندما تحدثت معه أكثر من مرة كان يحلف ويوعد ويخلف الوعد، وفي آخر مرة وعد، وقال إن الله تاب عليه، ولكني بدأت أشك، ولم تعد ثقتي به كالأول، وأحببت أن أريح قلبي، بحثت ووجدت أنه لم يف بوعده فحزنت جدا.
الحل :تفتيش الهاتف والتجسس على ما يفعله الزوج أو الزوجة باب من أبواب الشيطان يريد من خلاله التوصل إلى نزع الثقة بين الطرفين وإفساد الحياة الزوجية والوصول إلى الطلاق. الأصل في زوجك الصلاح، وهذا ما شهدت به، وهذا من فضل الله تعالى، ولذلك ينبغي أن تستغلي هذا الجانب وتجتهدي في تذكير زوجك بأن ما يفعله أمر لا يليق به كشخص ملتزم. استغلي أوقات صفاء نفسه والمكان المناسب للحوار معه بحكمة ورفق، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه. الوقوع في مثل هذه المحرمات ينتج عن ضعف في الإيمان، ولذلك أوصيك أن تجتهدي في توثيق صلته بالله وتقوية إيمانه من خلال الإكثار من العمل الصالح، فقوة الإيمان تولد في النفس مراقبة الله تعالى وتوجد حاجزا يمنع من ارتكاب ما يغضبه سبحانه. من الطبيعي جدا مع وجود ضعف في إيمانه أنه في حال محاصرته في زاوية ضيقة أن يلجأ للكذب والأيمان الكاذبة، فإذا كان قد وقع فيما وقع فيه فوقوعه في الكذب يراه أهون. أنصحك بعدم تفتيش هاتفه، وأن تكلي أمره إلى الله تعالى، وأن تستمري في نصحه على فترات متباعدة بالكلام اللين. خوفيه بالله تعالى ومن عقابه، وليس صحيحا ادعاؤه أنه يفرغ طاقته فهو رجل متزوج، وإن أراد يفرغ ما عنده من طاقة فزوجته بين يديه. أنصحك ألا تجعلي هذه القضية تزرع حاجزا بينك وبين زوجك، بل اجعليها حافزا لك كي تقتربي منه أكثر، وأن تتفقدي احتياجاته في الجانب العاطفي والجنسي، فإن من الناس من إذا فقد من زوجته أمرا بالحلال، وبسبب ضعف إيمانه يذهب لتسوله والحصول عليه بالحرام. تعرضي له بمفاتنك ودلالك وغنجك وابتدئيه بالكلمات العاطفية، وأشبعي رغبته الجنسية، ونوعي له وضعيات العلاقة الحميمية دون أن يطلب منك ذلك، فذلك أدعى أن يقنعه عما يراه بالحرام. احذري أن تفضحي زوجك واستريه، فذلك أدعى لأن يكون لك في قلبه مكانة كبيرة لن ينساها لك، وتعلمين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة). تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يصلح زوجك، وأن يمن عليه بالتوبة والاستقامة ولا تيأسي من روح الله، فإن الله تعالى يستحيي أن يرفع عبده إليه بالدعاء، ثم يردها صفرا. أكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ). لا تكثري عليه العتاب فإن كثرته لا يجعل له قيمة ويفقده الشعور بالذنب. الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ). أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجك، وأن يمن عليه بالتوبة والاستقامة، وأن يقر عينيك بصلاحه إنه سميع مجيب.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك