المشكلة : فتاة تعاني مِن وسواس الزنا، وكأن شيئًا يأمرها أو يدفعها إلى فِعْل ذلك، كنتُ أعاني مِن وسواسٍ قهري متعلق بالعنف وإيذاء الآخرين إلى درجة الخوف مِن الوقوف أمام السكين أو شيء حادٍّ، وكذلك وسواس متعلِّق بالله والذات الإلهية، ولكن تجاوَزْتُ كل ذلك والحمدُ والشكر لله، وشُفيتُ تمامًا مِن هذه الأمراض بمُجاهَدة نفسي، ووقوف أمي بجانبي، وكل ذلك بفضل الله ومنِّه، والآن أعاني مِن مشكلةٍ أخرى، وهي الخوفُ مِن الوقوع في الزنا والعياذ بالله، فأنا متزوجة منذ 4 أشهر، وأعيش في بلد غير مسلم، وكلما خرَج زوجي للعمل أخاف أن أخرجَ وراءه لأبحث عن الزنا! وفي بعض الأحيان أجدني غير متحكِّمة في نفسي، وأودُّ الخروج وأَتَوَهَّم أني أريد ذلك، مع العلم أنني لا أريد ذلك مِن داخلي، لكن وكأنَّ شيئًا يدفعني إلى فِعْل ذلك - والعياذ بالله، أجد نفسي ضعيفةً جدًّا، وأخاف أن أُقْدِم على مِثْل هذا العمل، فقد تعبتُ جدًّا، ولا أريد أن أعيشَ تلك المآسي التي عشتُها عندما كنتُ أُحارب الوساوسَ السابقة، أجد نفسي ضعيفةً، وأحس أنني لا أمتَلِك مثل تلك العزيمة السابقة، ولا أريد تَكْرار تلك الآلام، أرجو أن ترشدوني إلى طريقٍ آمنٍ، ولكم جزيل الشكر .
الحل : أختي الكريمة، إن ما تشعرين به الآن هو بداية وسواس قهري فكري، وهو ما يجعلك تفكِّرين بفعل الأشياء السيئة، وسنقول: إنك قادرة إن شاء الله على علاج نفسك بنفسك، بعيدًا عن الأطباء والأدوية العلاجية، فإنني أجد في كلامك ملامحَ الذكاء والثقة في النفس، وعدم الرغبة في الرجوع لما مررت به في السابق، وأنتِ قادرةٌ على ذلك بعَزْمِك وإصرارك، وعدم ترْك المجال للشيطان أن يستحوذَ على أفكارك، ولقد فهمتُ مِن كلامك أنك تلقيتِ تربية رائعة ولديك أمٌّ ساعدتْك في تجاوُز أزمتك، فاحمدي الله على ذلك، أكثري من الاستعاذة بالله مِن الشيطان الرجيم، وردِّدي دائمًا: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وأكثري من الصيام والأذكار، واجعلي صوت التسجيلات القرآنية في المنزل عاليًا، بحيث تشغل تفكيرك، وتجعل تركيزك منصرفاً إليها، أختي، إن تهميش الفكرة المتسلطة عليك - وهي ممارسة الزنا - وتجاهلها أمر مهم، وأهم من ذلك استبدال فعل مخالفٍ إيجابي بها، وأنت متزوجة ومُحْصَنة، ولله الحمد، حاولي ألا تؤجلي رغبتك في العلاقة الحميمة مع زوجك، واقرئي وِرْد الجِماع: (بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رَزَقْتنا)، وضعي في ذهنك أنك بذلك تكسبين أجرًا مِن الله، وأن الله سبحانه منَّ عليك بنعمة الزواج والعفاف. حاولي أن تبتعدي عنْ كل ما يجعل هذه الفكرة تُراودك، ومنها عدم الاختلاط بالجنس الآخر في الأماكن العامة، وما دمتِ في بلدٍ غير مسلم فحاولي ألا تخرجي إلا بصُحْبَة زوجك، أو إحدى صديقاتك، وشاهدي في التلفاز الأفلام الوثائقية والعلمية المفيدة، واشغلي نفسك بنادٍ رياضيٍّ، أو بأعمال المنزل، وقراءة الكتب، وحضور الدورات التدريبية عن طريق الإنترنت، حاولي أن تستغلي وقتك بالمفيد، واسعي للتغيير، ولا تستمري على روتين واحد؛ لكي لا يصيبك الملل، واعملي تمارين الاسترخاء، فهي رائعة لتصفية الذهن، إن علاجك يحتاج للصبر والمتابعة، وأنتِ قادرةٌ على الصبر، والتغلب على الوسواس لتعيشي حياة طبيعية آمنة، فتاة تشكو أباها وسُوء خلُقِه معها ومع أمها وأخيها، وهي تقوم بممارسة العادة المحرمة بسبب هذا الحرمان العاطفي .
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك