المشكلة:مشكلتي معقدة للغاية، فأنا أبلغ من العمر 31 سنة، ولا زلت آنسة، وأتعالج نفسيا من الوسواس القهري، هذه هي مشكلتي رغم جمالي، ولم يتقدم لي شاب لعدة أسباب، أهمها: وزني الثقيل، ولا زلت أتبع حمية للتخفيف منه، حيث فقدت 12 كيلو خلال فترة بسيطة، فقد زاد وزني بسبب الدواء النفسي، فأنا جميلة جدا كما يقولون، ولكن لم يخطبني أحد بسبب وزني. دعوت الله كثيرا أن يرزقني بزوج صالح، فقد كبرت بالعمر، وأصبحت عانسًا، وراضية بما قسمه الله لي، كما أني لم أحصل على وظيفة بعد، فماذا أفعل؟ أبي صعب للغاية، لا يريدني أن أخرج إلا ومعي أخي، يخاف علي بشدة، كيف سيأتي نصيبي وأنا بهذا الحال؟ أتمنى مساعدتكم.
الحل:ثقي بالله وتوكلي عليه، ونسأله سبحانه أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يصلح حالك، ويرزقك بابن الحلال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته السعادة والآمال. كل أنثى جميلة بأدبها وحيائها، ثم بما وهبها الله من خصال وصفات، ولكل أنثى ما قدره الله لها من شاب يسعد بها ويفرح ويقدمها على من سواها؛ فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، واعلمي أن الناس يختلفون حتى في نظرهم للطول والقصر والنحافة والبدانة، وتلك حكمة الحكيم، ولو لا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع. وأرجو أن لا تنخدع -ابنتنا الفاضلة- بمن يخرجن بلا ضوابط، ويتوسعن في العلاقات بحثا عن فارس الأحلام، فقد ثبت أن الشاب يمكن أن يجارى الفتاة، ويثني على جمالها وظرفها، لكنه لا يرضاها أما لعياله أو أمينة على داره، وباختصار نقول: الرجل ينفر من المرأة التي تقدم له التنازلات، وتجري وراءه، ولكنه يلهث خلف من يكون لها حماة وحراس من محارمها، وتلوذ بعد الله بحيائها وحجابها، وكل فتاة سوف تنال ما قدر لها، ومن الخطأ أن نظن أن النصيب لن يأتي إلا بالخروج عن الأخلاق والقيم وتقديم التنازلات. وأرجو أن لا تنزعجي إذا تزوجت فلانة أو علانة، فلكل أجل كتاب، ولكن توجهي للكريم الوهاب، واتبعي هذه التوجيهات: 1- أشغلي نفسك بطاعة الله، وواظبي على ذكره وشكره، وأكثري من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن بذلك ذهاب الهموم ومغفرة الذنوب. 2- برى والديك وصلي رحمك؛ فإن في ذلك سبب لطول الأجل، وسعة الرزق، والتوفيق في الحياة، ولا تنزعجي من حرص والدك عليك؛ فأنت عنده درة غالية. 3- كوني في حاجة الضعفاء ليكون في حاجتك رب الأرض والسماء، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. 4- كوني حاضرة في تجمعات النساء، وأظهري بينهن ما وهبك الله من جمال وذوق وأدب وحياء، واعلمي أنهن يبحثن عن أمثالك لأبنائهن أو إخوانهن أو محرم من محارمهن. 5- طوري من مهاراتك الحياتية، وثقافتك الشرعية، ومعارفك الأسرية، وأشغلي نفسك بالخير والطاعة والعبادة، وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغله الشيطان بغيره. 6- تعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ولكن كيد عدونا ضعيف، وليس له سلطان على أهل الإيمان والتوكل، فكوني مؤمنة متوكلة على ربك، وأبشري بالخير ممن بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. 7- أعلني رضاك بقضاء الله وقدره، وثقي بأن ما يقدره الله لك ويختاره أفضل مما تحبيه وتختاريه لنفسك، وقد قال عمر رضى الله عنه لو كشف الحجاب ما تمنى الناس إلا ما قدر لهم، ومن رضى فله الرضا. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك