المشكلة : أعاني من أفكار دينية مثل الاستهزاء بالله، وأي شيء ديني، فعندي خوف شديد، وغير مرتاحة بحياتي، وخائفة أني آخذ ذنباً عليها، وكنت أعاني من وسوسة بالصلاة.
الحل :داية مرض الوسواس مرض يسهل الخلاص منه، إذا قررت ذلك على وجه السرعة، لأن الخلاص منه ضروري، لأنه إذا تساهلت معه يمكن أن ينتقل إلى ما هو أشد، وستكون حياتك في ضنك ومشقة. للخلاص من الوسواس هناك طريقان: طريق عام: وطريق خاص: أما الطريق العام فيكون بكثرة الذكر والمحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن والاستغفار، فإن الذاكر لله تعالى ينصرف عنه الشيطان. قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، قال تعالى: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجهًا إلى الله بقلبه، جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطْعَ الطريق عليه". من طرق الخلاص طلب العلم الشرعي. قال ابن الجوزي: " اعلم أن الباب الأعظم الذي يدخل منه إبليس على الناس هو الجهل، فهو يدخل منه على الجهال بأمان، وأما العالم فلا يدخل عليه إلا مُسارقة، وقد لبَّس إبليس على كثير من المتعبدين بقلة علمهم، لأن جمهورهم يشتغل بالتعبد ولم يحكم العلم" فطالب العلم يعرف الأحكام المتعلقة بالشرع وما يصح منها وما لا يصح، ويعرف الوسواس وطرق الخلاص منه. من ذلك أيضاً: الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصِدق وإخلاص، كي يُذهِب عنك هذا المرض. أما العلاج الخاص للوسوسة: فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" رواه البخاري. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا، خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله. وفي رواية: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ من خلق الأرض؟ فيقول: الله ثم ذكر بمثله. وزاد: ورسله " رواه مسلم. ويمكن أن نستخلص طريقة علاج الوسواس من هذين الحديثين، فكلما جاءت إليك تلك الأفكار السلبية فعليك بعمل الآتي: قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقولي آمنت بالله ورسوله، أو قل آمنت بالله ورسله، واتركي الاستطراد في الوسواس، فلا تلتفتي لما جاء فيه مطلقاً، ولا يضرك ما يحصل لك، وليس عليك فيه إثم، فقد جاء في الحديث "فليستعذ بالله، ولينته". معناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله - تعالى -في دفع شره عنه، وليعرض عن الفكر في ذلك، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها. قال ابن حجر الهيتمي: "للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردُّد ما كان، فإنه متى لم يلتفتْ لذلك، لم يثبت، بل يَذهَب بعد زمن قليل، كما جرَّب ذلك الموفَّقون، وأما مَن أصغى إليها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها". راجع رقم الاستشارة رقم: (2319982). اعلمي -أختي الكريمة- أن مرض الوسواس قد يكون مرضاً نفسياً، وأنت بحاجة إلى أخذ مشورة طبيبة نفسية، كما أن هذا المرض قد يكون سببه البعد عن الله تعالى والإكثار من المعاصي والذنوب، وإذا كان هذا فيك فعليك بسرعة التوبة إلى الله تعالى. قد يكون سبب الوسواس مرض الحسد أو العين أو المس، ولذلك عليك بالمداومة على الرقية الشرعية من قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، ونحو ذلك. كان الله في عونك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك