المشكلة : أنا سيدة متزوجة منذ ٢٥ عامًا وعندي ٣ أولاد، ومنذ ٥ سنوات تقريباً طلبت الانضمام إلى مجموعة على فيس بوك لتعليم العلوم الشرعية، لأنتفع علميًا، وأنا ملتزمة وأحفظ القرآن وأخاف الله تعالى، فوصلتني رسالة من رئيس تلك المجموعة طالباً أن أخبره عن نفسي وعلومي ليقرر إن كان سيضيفني أم لا، وفعلت وقبل انضمامي لهم. ولكنني لاحظتُ منذ أن قرأتُ رسالته التي طلب مني التعريف بنفسي وعلومي، بأن شيئاً ما وقع في قلبي، شعور غريب لم أشعر به من قبل، بدأت أتعلق بذلك الشاب الذي يصغرني سناً ب١٥ عامًا، وكلما قرأت مقالاته وكتاباته كلما تعلقت به أكثر. وخلال تلك السنوات كانت بيننا أسئلة وإجابات، وبعض الأحيان يستشيرني في أموره العائلية، فتعلقت به أكثر وأكثر. وعندما وجدت ذلك، خفت، فمسحت حسابي من على فيس بوك لكي أنساه، ولكن دون فائدة، عملت حسابا آخر واستمرت المعاناة، وأنا أبكي ليلاً من كثرة شوقي إليه، وإحساسي به وشعوري بأنني زوجة خائنة ( باطنيًا ) يعذبني كثيراً. وحاليًا وصلت الحالة لأكثر من ذلك فأصبحت الآن روحي وروحه تلتقيان وتتحادثان مع بعضهما لدرجة أنني أشعر أنني أسكن معه في عالم آخر، ماذا أفعل؟
الحل: أقدر مشاعرك واحساسك بالتورط بدون قصد، وأحييك لشجاعتك وحرصك على السؤال للخروج من المأزق، وكما أن لكل داء دواء ، فلكل مشكلة حل، ولكل مأزق مخرج بإذن الله. لاشك أن الحوم حول الحمى يوشك أن يوقع فيه بالفعل، وهو ما حدث يا سيدتي ويحدث وسيظل يحدث مع الناس حتى قيام الساعة، والمشكلة أن نقع ولا نستطيع القيام، والهرب من الحمى. نعم، أنت بحاجة إلى الهرب، كصحيح يهرب من أجرب، ودجاجة تهرب من أسد، فالتعلق يحدث في لحظات، ثم يأتي دور العقل لكي نتراجع، أو نلغي العقل ونطلق لمشاعرنا العنان لتقودنا نحو الهاوية. إن المشاعر يا عزيزتي حصان جامح إما أن يقود هو وإما أن تقودي أنت وتكبحين جماحه وبدون ذلك لافائدة. أغلقت صفحتك ولكن ارادتك ليست قوية، أغلقت صفحتك ولكن مشاعرك تقودك، أغلقت صفحتك ولكن الخوف من الجليل خفت نسبته أمام الرغبة في المزين لك وهو المزيون، الشاب، اللطيف، الذي يعرف الله، وبينكما مشتركات كثيرة تستهويك، إلخ!. أغلقت صفحتك ولكن صفحته في قلبك مفتوحة، ويبدو أن حيايتك الزوجية بها خلل ما في العلاقة مع زوجك مما يستوجب علاجها وليس الهرب من ذلك بتخيل نفسك مع آخر. فكري يا سيدتي بالله عليك، ماذا عن "عبد الله "؟! ألست أم عبد الله وإخوته، ولهم أب، هو زوجك الذي لا ينبغي أن تخرج أية مشاعر خاصة إلا له؟! هي بالفعل خيانة، فلا تخففي الأمر بأنها باطنية أو خارجية، فانشغال القلب بهذه الدرجة ووصولك إلى مرحلة مضطربة هكذا نذير خطر شديد على صحتك النفسية، غير أنك ستفقدين ثمار 25 سنة حياة زوجية وهو رقم غير عادي، وغير هين، حتى تفقدينه في لحظة خادعة.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك