أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، من بلد عربي، أراد أن يخطبني شاب، مثقف، طبيب متدين، يواظب على صلاة الفجر، وعلى كل الصلوات، وله أخلاق عالية، المشكلة أنه من غير بلدي، هو من سورية. والدي رفض أنه حتى يقابله أو يعرف عنه أي شيء، وفي نفس الوقت الدي يرضى أن يزوجني لشخص غير متدين، المهم أن يكون خلوقا، فهو لا يجعل الدين معيارا، أنا تعلق قلبي بهذا الشاب جدا، وقد تواصلت معه، أعرف أن ما قمت به خطأ، وهو كذلك، وكنا أحيانا كثيرة نندم على تواصلنا، ونحاول تجنب الأمر، لكن لم نقدر على ذلك، حاولت مرارا وتكرارا قطع علاقتي به، خوفا من الله أولا، ومن ألا يتم هذا الزواج ثانيا، إلا أني لم أستطع، أصبحت الأفكار الشيطانية تراودني، حتى أريد الانتحار أو أتسبب بالأذى لنفسي، أريد فقط الحلال، أريد الزواج بهذا الشاب، أو عمل عقد شرعي معه ليرتاح ضميري، أنا لا أستطيع تركه، وخاصة أن عنده ظروف قاسية جدا، لا أريد أن أكون سببا لألمه، هل أستطيع الزواج دون موافقة والدي ؟ وكيف أستعين بالدعاء ؟ وماذا أقول في الدعاء ليستجيب لي ربي ؟ أرجو أن أجد حلا غير ترك هذا الشاب .
لا بد أن تعلمي أن هذه العواطف الجياشة وشعورك بأنه لا يمكنك الاستغناء والابتعاد عن هذا الشاب ؛ كثيرا ما يكون مبالغا فيه، وفوق حقيقة الأمر بكثير ؛ لكن الظروف التي تعرض فيها المشكلة، والمعايشة لها : تصور للإنسان : إنها بلا حل، إلا حلا واحد يطلبه هو ؛ وأنها بكل هذا التعقيد . إن أكثر ما جنى عليك، وأنت تعرفين، والشاب يعرف أيضا : هو هذا الاسترسال في المحادثات، والمراسلات بينكما ؛ وفي ظل ذلك الأمر : فشعورك هذا طبيعي جدا ؛ فماذا تنتظرين من شاب وفتاة في سنك يتواصلان معا بعيدا عن أي رقابة لأهلهما؟ هل تنتظرين أن ينتفض جسمكما من خشية الله ؟! أم أن الشيء الطبيعي هنا : أن يتعاون الشيطان مع النفس الأمارة بالسوء، ويزين لكل واحد منكما ما يفعله، ويوجد له المبررات حتى يستمر في ذلك، ويتطور إلى ما هو أعظم ؟ لقد أثنيت على دين هذا الشاب وخلقه، ونحن ندعوك إلى التعقل مع الأمور والابتعاد عن العاطفة التي تتغلب على العقل، لاسيما في مثل هذه المواقف. لقد اعترف كل واحد منكما بأن ما يتم بينكما من تواصل هو خطأ، ومع ذلك لم يمنعه دينه، ولا خلقه من الاستمرار في ذلك. نعم ؛ قد يكون هذا الشاب عنده دين وخلق، ولكنه ليس بالقدر الذي يستحق ما تصفينه به. ولعلك تدركين ذلك إذا تفكرت في الأمر بعقلك، لا بعاطفتك. إذا نظرت إلى الواقع فسوف تجدين أن اختلاف الجنسية بين الزوجين في كثير من الأحيان يتسبب في متاعب ومشاكل للأسرة، وذلك نتيجة لاختلاف العادات والتقاليد، بل قد تكون الخلافات السياسية بين بلديهما سببا كبيرا في هذه المشاكل والمتاعب، فقد يمنع هو من دخول بلد زوجته، أو تمنع هي من دخول بلده، أو على الأقل يضيق عليهما في إجراءات التأشيرة والإقامة ... إلخ . ولذلك: فالنصيحة لك أن تطيعي أباك، وهو الحريص على مصلحتك، وعلى إبعادك عن كل ما يضرك. ولا تجعلي هذا الأمر يفسد العلاقة بينك وبين أبيك، فتكونين قد وقعت في خطأ آخر، وهو أعظم من الأول.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك