المشكلة: أنا فتاة أبلغ من العمر ٤٣ سنة، معلمة، والحمد لله محافظة وطيبة، ولا أزكي نفسي على الله، ولا أقبل إلا ما يرضى الله، ولا أؤمن بالعلاقات والصداقات مع الشباب . تقدم لي شاب أصغر منى بـ 15، منذ 3 سنوات، ولا زال يحاول بعد رفض أمي وأهلي. كلمته وقتها وصارحته بمخاوفي من فارق العمر لصالحه، فكان رده أن الرسول قدوة وأنه تزوج أمنا السيدة خديجة وهي أكبر منه، وقال لي أنه معجب بأخلاقي، وطلب مني أن أعطيه الاذن بالتقدم لخطبتي من أهلي، وأنه يدعو الله ليل نهار أن أكون زوجة له، بالطبع أنا أحببته وأحسست فيه برجولة، ربما لا توجد في كثير ممن يكبرونه في السن. وقال لي أنه مستعد للزواج، وجاد، وأنه أقنع أهله، ولكنني رفضت بشدة، خاصة أنني وجدت ردود فعل من أهلي رافضة، وهو لازال متمسك بي وقال لي أنه سيصبر حتى يوافق أهلي عليه. المشكلة أنني أحببته وتعلقت به، وأراه رجلًا، ومحترمًا، وحريص على رضى الله، وأحيانًا أعاتب نفسي على رفضي له، واحترامي رأي أهلي، ثم أعود وأقول لنفسي لابد أن أنساه، أنا متعبة، ماذا أفعل؟
الحل: مرحبًا بك عزيزتي أسأل الله أن يجعل لك من اسمك وافر الحظ والنصيب، وأقدر مشاعرك وموقفك وحيرتك وأنت محقة في ذلك كله. ليس من الصواب يا عزيزتي في الزواج على وجه الخصوص النظر تحت أقدامنا، وهو ما فعلته والدتك، فربما أنت الآن لا زلت شابة وجميلة ونضرة، وهو ما اجتذب هذا الشاب إليك بالاضافة إلى حسن خلقك، ولكن الواقع يقول أنك بعد 10 سنوات ستكونين قد تخطيت الخمسين، وهو في الـ 38 ولم يبلغ الأربعين، فماذا ستكون نظرته إليك حينها، وهل ستتحملين رغبته في الارتباط مثلا بأخرى أكثر شبابًا وأوفر حظًا في الانجاب؟! صحيح أن هناك زيجات تنجح على الرغم من هذا الفارق، ولكن أيضًا هناك زيجات تفشل، لا ضامن يا عزيزتي ، لذا عندما نقبل على زيجة كهذه لرؤيتنا مزايا في المتقدم مدهشة ورائعة ومميزة بالفعل، لابد أن نضع جميع الاحتمالات أيضًا، ونختبر أنفسنا وبصدق " هل سأتحمل كذا وكذا وكذا لو حدث؟"، ثم تتخذين القرار بناء على ذلك. الخلاصة، لا أريدك أن تضحكي على نفسك مهما تكن المغريات لدى الطرف الآخر، وأن تنظري إلى الأمر بعقلانية وواقعية، وتختبري حقيقة مشاعرك، وقدراتك، وبصرف النظر عن آراء كل من حولك بما فيهم أهلك، فهذا قرارك أنت المصيري ونتائجه مسئوليتك، وهو واجبك تجاه نفسك. ما أريده منك يا عزيزتي الأربعينية أن تفكري وتتصرفي كإنسان، بالغ ، راشد، عاقل، يتدبر أمره ويفكر جيدًا، ويخطط لحياته بأكبر قدر من المسئولية بلا تردد ولا تهور. وهناك حل وسط، وهو عقد خطبة، حتى تقطعين بالشك باليقين، عما إذا كان هذا الشاب "مناسب" لك أم غير مناسب على الرغم من ميزاته التي ذكرت، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك