السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، أتمنى أن تكونوا بصحة جيدة و بأمان انا فتاة في ٢٣ من عمري و قريبا سأتخرج من الجامعة إن شاء الله لطالما كنت فتاة نجيبة و متفوقة دراسياً خلال المدرسة و خلال سنواتي الأربع في الجامعة، لكن آخر سنتين حدث لي شيئاً خرّب حياتي لا أعرف كيف اوصف حادثتي لكن سوف أسردها، و كلي أمل أنكم تساعدوني لم يكن لدي أي أصدقاء أبدا خلال حياتي كلها ولكن (كما نقول بالعامي في سوريا من بعيد لبعيد) و لقد أشبعت هذا الفراغ الاجتماعي من خلال تنمية هوايات عديدة لدي كالقراءة والكتابة والرسم ومهارات البحث والسباحة و زيارة الآثار والمتاحف، ناهيك عن المعسكرات الصيفية عرفت ماذا أريد من الحياة منذ صغري، و هذا كان ممتاز بالنسبة لي ومصدر فخر لأهلي حيث إني أبرع في مجال دراستي لوصول لمبتغاي ولي حديث شيق إذا ما حادثني أحدهم ولي تفهم كبير للناس و دائما أحب أن أساعدهم اخر سنتين تعرف شاب علي و صرنا اصدقاء ولم يكن عقلي يتحمل أن لدي صديق! كان أول صديق في حياتي كلها كنا نقضي طول الوقت سوية ندرس نأكل و نسرد القصص عن بعضنا البعض، و شاءت الأقدار أننا أحببنا بعض، فقلت بعضاً من أسراري له لأني لا اريد ان اسبب احراجات له عندنا نتزوج فقال هو أن لا بأس في ذلك لأنه يعرف أنني ذات أخلاق عالية و طموحة وأعرف الصح من الغلط لقد جعل حياتي جميلة جداً و لم أعرف طعم السعادة و لا طعم نعمة الاصدقاء الا معه وكنت دائما اعيش في احلام اليقظة طول مدة سنة و شهرين عندما اخبرت اهلي عنه ساندوني و قالوا انهم معي و شعرت بسعادة اكبر لاني رأيت اهلي المنفصلين يجتمعون سوية و يتكلمون بودٍ عن المستقبل فقد أحيا ذلك شيئا ما بداخلي و اصبحت بصدق سعيدة جدا بالحياة و مندفعة و اكثر ثقة بنفسي و خسرت وزنا زائدا وكنت على يقين أن الكوكب لا يسع لسعادتي فما بالكم بسعادة غيري من العشاق! للأسف ذلك لم يستمر طويلاً، فجاء اليوم الذي هو صديقي و حبيبي و زوجي المستقبلي قد قال لأهله كل أسراري الشخصية و حطمني بذلك كثيرا بحجة أن يجب أهله كلهم ان يعرفوا من كبيرهم و صغيرهم، و صار يحادثني فقط بمشاريع الجامعة، وصار أكثر مادية و أقل جوهرية (بعيداً عن التفاصيل) و وضع قائمة من العواقب التي سوف تواجهنا فقلت أننا سنسير معاً ولا أرى داعي للتأجيل ولا للخوف من أهالينا فسكت عن الموضوع قليلا أصبح وأمسى لا يحادثني و فضل عمله اني وأنا و أباه قلنا له لاداعي للعمل بل داعي للدراسة، و قلت له أنتي لا أريد المهر لأنه يجب أن نبني أنفسنا بالأول من خلال بيت و أثاثه ولا أريد سيارة لأني استخدم مواصلات عامة (ليس لدي رخصة و أخاف من القيادة) لكنه أضحى أيضا يرافق أصدقاء ذوي خلق سيء وأظن أن هذا أثر على علاقتنا سويةً أصبح يتغير عليي رغم أنه يحبني و أنا أحبه فأرجحت هذا التغيير إلى ضغط السنة الأخيرة سنة التخرج، حيث أنا تغيرت و سقط معدلي ليرتفع معدله حيث انني ساعدته كثيرا، لكنني كسبت سعادة عظيمة معه المصيبة أن ليلة العيد، و بعد تسليم أخر امتحان الذي انا ساعدته بالحل (بسبب كورونا الامتحانات مسموح استخدام كتاب او مساعدة صديق)، قد قال لي أن لم يعد يريدني كزوجة و لن يخطبني و قد بكيت بكاءا كثيرا لانني شعرت بالخيانة رغم اني جلست جنبه و ساعدته و ساندته ولطالما سمعت شكواه و عدلت من نفسيتي لمراضاته، عملت كل ما بوسعي لأجله و عندما سلم اخر امتحان قال لي هذه الكلمات القاسية قلبي مكسور لا أعرف لماذا و مجروحة جداً لا أعرف ماذا أفعل، أخبرت والدي و حزن لحزني لكنني صرت أبكي بالخفاء بعيدا عنه كي لا يحس عليي أو يزعل عليي كتبت قائمة بما يجب أن أفعله و خلاصتها للقائمة أنني يجب أن أركز على نفسي لكن صعب أشعر بأن شيئا ما عالق في حلقي، ضعف ووهن في جسدي حرقة في قلبي كيف لي أن أعيش و أتناسى كل هذا ؟ لم أطلب بحياتي الحب و عندما طلبه أحبته بكل صدق و إخلاص كتبت هذه القصة عبرة للفتيات أن الأسرار يجب أن لا تقال، الحوار في العلاقة مهم و يجب أن يُسأل لماذا و كيف لا تصدقي كل ما يقال، فبعض البشر يعيشون للمصلحة الشخصية أرجوكم قولوا لي كيف أبدأ من جديد و أنا لوحدي ؟ والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اهلا بك يا ابنتي والحمد لله لم يأخذ منك شيء اكبر من الكلام والحب وهدر الوقت، احمدي الله انك خرجت باقل الاضرار من علاقة واهية كخيوط العنكبوت، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع وهذا ليس حب واعتقد انك لا تعلمين امر في موضوع الحب الحرام والمدمر بهذه الطريقة ولهذا ساقول لك بعض النصائح وستضعيها حلقة في اذنك ان شاء الله وتعيشين براحة ضمير وطبعا اول نصيحة ليس فقط ان تعملي له حظر بل تمسحي كل الحسابات والارقام التي يتواصل معك بها وتعملي على تغييرها حتى لا يعود لاي اتصال معك، -اعلمي اولا انه لا يوجد صلة قربى اسمها حبيبي ولا صديقي، ودوما أقول ان اردت ان تعيشي بسلام فاعلمي ان الرجال حولك قسمان، الأول محارم وزوج، والثاني اجانب ولا يجوز ان يكون لك اي علاقة تتجاوز الحدود معهم الا فيما اقتضى السلام والاحترام ان كانوا من العائلة. والمعاملات وقضاء الحاجة أو الزمالة ومهام العمل ان كانوا من خارج العائلة. ولن تجدي من ضمنهم قرابة تسمى حبيبي او صديقي فهي حرام وغير جائزة. لذا تعاملي مع الرجال الأجانب عنك باحترام وأدب وضمن ما تقتضيه الحاجة بدون زيادة. فلا يجوز أن يكون لك أي علاقة مع شاب أجنبي تظهري له ما لا يجوز إظهاره من حركات وكلمات وعواطف.- اعلمي ان اي علاقة بين شاب وفتاة بدون إطار شرعي هي علاقة حرام ولا تجوز وكلها اخطاء وفيها الكثير من هدر الوقت والعاطفة وخيانة ثقة الاهل والمبادئ الشعور بتقليل القيمة لأنها كلها امور في الخفاء. ولهذا أي علاقة مع أي شاب مهما كانت صفته بالخفاء هي خطأ وإن كنت مقتنعة أن هذه العلاقة قد يكون لها مستقبل كوني واثقة من نفسك وتربيتك وأخبري على الأقل أمك بأن هناك شاب تعتقدين أن هناك مجال للارتباط به، ودعي أهلك يكونوا على اطلاع على أنه قد يحدث نصيب، على الأقل لا تتعاملي في الخفاء وتكذبي وتغشي وتخوني وان لم تكوني قادرة على فعل هذا اعلمي أنك تفعلين أمرًا خطأ وسيعذبك ضميرك عليه. وان تم اكتشافك ربما تكون العواقب وخيمة، لا تضحي بعلاقتك بأهلك لأجل علاقة بشاب لا تعلمين نهايتها.- اعلمي ان ما تمرين به لا حب ولا عشق والسبب ان الحب يحتاج الى الكثير ليكون حبا، الحب يحتاج الى العشرة والتعامل والتفاهم ومواقف حياة مشتركة والنقاش وتبادل الآراء والاتفاق ووجود الكثير من الأمور المشتركة واهمها الرابط الشرعي، والعلاقة بدون تعب ضمير وكذب فالحب يحتاج للصدق ويحتاج للأمانة ودخول البيوت من أبوابها وكلها غير موجودة فهو لا حب ولا غرام.- ونصيحتي لك قبل ان تقرري الارتباط باي شاب ادرسي احتمالية نهاية العلاقة فان كانت مقبولة ولها نهاية شرعية واضحة، وقالها الشاب صراحة بأنه راغب بالتعرّف اليك وخطبتك ضمن اطر التشريع والأعراف المقبولة فاقبلي، هو له لسان وقادر على أن يقولها لك ويوضح لك نهاية العلاقة، لا تقبلي بكلمة أحبك وفقط، ولا تقبلي بأنه يريد الخروج معك والتواصل معك وارسال صور، فكل هذا لا يدل على أي أمر سوى هدر لوقتك وعواطفك وطاقتك وثقة أهلك به. وإن قالها لك أنه يريدك شرعًا اقبلي نعم اقبلي واعط لنفسك وله فرصة للتعارف ولكن تحت ضوء الشمس وفي ظل موافقة الأهل.-يجب أن لا تهدري عواطفك في علاقة قبل أن تحظي بموافقة أهلك وهو يحظى بموافقة أهله، ففي معظم حالات الزواج القرار جماعي بين الأهل والشابان، فالزواج نسب بين عائلتين كما هو متعارف عندنا. ولهذا لا بد من اخبار الأهل وعلى الأقل الأم بمواصفات العريس وتأخذي الموافقة المبدئية فهي تعرف كيف يفكر أبيك وما يريده.- عدا عن ذلك ارفضي أي علاقة غير مشروعة ولا تهيني نفسك وكرامة اهلك فلا تعرفين ماذا يحدث غدا ولا تعرفين ماذا يحصل بينكما ولا تعرفين من يمكن أن يراكما ولا تعرفين كيف قد يصل الخبر لأهلك فتدمري الثقة بينكم. احفظي كرامتك وثقة اهلك بك ولا تكوني خائنة وكاذبة وتعيشين في غش اهلك، والزواج قسمة ونصيب فاحفظ سريرتك نظيفة وضميرك مرتاح وانتظري الحب الحلال لتسعدي به وتكوني محل ثقة اهلك واحترامك لذاتك ولهم وربي يوفقك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك