المشكلة: أنا فتاة جزائرية عمري ٣٢ سنة، تعرفت على شاب في الجامعة قبل 10 سنوات، وأحببته، وطلب مني انتظاره لأنه لا يمتلك الامكانيات للتقدم لأهلي وخطبتي منهم، وقال لي أنه لابد أن يسافر إلى أوروبا ليستطيع جمع النقود الكافية للزواج، لكنني لم أوافق على ذلك وقلت له إذا لم تخطبني قبل سفرك فما بيننا منتهي، فسافر ولم يخطبني. الآن، وبعد مرور 10 سنوات، اتصل بي من فرنسا، ويطلب مني أن انتظره ريثما يتزوج فرنسية من أجل الوثائق، ثم يعود بعد عامين للزواج مني. لقد رفضت ذلك للمرة الثانية وأخبرته برفضي، لكنني متألمة، وأشعر بتأنيب الضمير، وأنني ظلمته، وتركته، ما الحل؟
الحل: مرحباً بك عزيزتي: أقدر حيرتك، وأحييك لرفضك وعود "في الهواء" بلا دليل، ولكنني أشفق عليك أن تتلبسك مشاعر الذنب، فهي مشاعر سلبية معوقة لك، وتفقدك ثقتك في نفسك، ومن ثم عدم تقدير ذاتك، في سلسلة مروعة من الانهيار النفسي. لابد أن تتخلي تمامًا عن هذه المشاعر فهي ليست في محلها بالمرة، فقد سافر ولم يعبأ بقولك له أن كل شيء منتهي إن لم يتقدم لأهلك قبل سفره، وأراد أن تستمر العلاقة في الظلام حتى يقرر هو اعلانها بالتقدم رسميًا، ربما هو متردد، ربما هو متحسس للرفض ، لكن ذلك كله ليس مبررًا للسفر والرضى بانتهاء العلاقة لو كان متمسكًا بك، وربما يتقدم لك غيره أثناء سفره وتتزوجيه، فهذه تصرفات رجل غير متمسك بمن زعم أنه يحبها ويريدها زوجة، وشريكة حياة. وهاهو يعود مرة أخرى عندما علم أنك لم تتزوجي بعد، مكررًا وعوده السابقة، وبلا جديد، ولا دليل، ولا فعل على أرض الواقع، ولا ضمانات، ولا أي شيء. إن أسوأ ما يمكن حدوثه هو قيامك بدور "المنقذ" له، وهو دور قاتل لك لو قمت به يا عزيزتي وأنت لا تعلمين ماذا فعلت به الأيام وماذا فعل فيها، وكيف مرت عليه هذه السنوات العشرة، كما أنه لم يتزوج بعد!! علامات استفهام كثيرة غير مطمئنة لابد أن تجعلك ترفضين، وأنت واثقة أنك لم تظلميه أبدًا بل على العكس، فأنت طلبت منه التقدم لأهلك على الرغم من معرفتك بحالته المادية الصعبة قبل سفره، وهو الذي رفض. الزواج يا عزيزتي يحتاج إلى "جدية" وبدون ذلك فهو شيء آخر لا يليق بك، وبتقديرك لذاتك.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك