المشكلة: أنا فتاة عمري 22 سنة ، كنت أحب شابًا يكبرني ب7 سنوات، وتمت خطبتنا لمدة ثلاث سنوات، رأيت فيها معه الويلات، فقد اكتشفت بعد شهر واحد أنه متعدد العلاقات، وواجهته واعترف واعتذر ووعد بعدم التكرار، وسامحته لأنى كنت أحبه، وفي كل مرة كان يكذب علي، ويكرر الوعد ويخلفه، وأنا صابرة وأقول في نفسي غدًا نتزوج ويتغير، حتى اكتشفت أنه على علاقة مع إحدى قريباتي التي حضرت حفل خطوبتي، عندها طلبت فسخ الخطوبة وأنا منهارة، ومن وقتها وأنا خائفة من تكرار التجربة، أخشى أن أخطب مرة أخرى لرجل يخونني ويصدمني من جديد.. ما الحل؟
الحل: أقدر تداعيات ما حدث معك من صدمة وخذلان وأرجو أن تجدي عبر السطور التالية ما يسليك ويرشدك لتجاوز الأزمة. أستسمحك أن أبدأ حديثي معك بالتبريكات لفسخ هذه الخطبة، وطلب الشكر وكثير الإمتنان لله عزو جل أن نجاك من هذه الزيجة قبل فوات الأوان. إن من أصعب ما يمكن حدوثه يا عزيزتي هو الوقوع في فخاخ رجل"متعدد العلاقات"، أتعس الزيجات تلك، فاحمدي الله أن نجاك أولًا، وثانيًا العتب الوحيد عليك هو صبرك عليه لثلاث سنوات، ففيم كان ذلك؟ وأي حب هذا الذي يدفعك لهذا السلوك؟! إن العلاقات جعلت لنا نحن البشر لكي نسعد بها وفيها لا لكي تؤلمنا وتسبب لنا كل هذه الأوجاع وما وصفتيه بالويلات! ليس في الحب الحقيقي يا عزيزتي "ويلات" وعذابات، بل أمان وراحة وثقة وانطلاق في الحياة وعطاء متبادل، لقد كان وهمًا ولم يكن أبدًا حبًا. متعدد العلاقات يا عزيزتي مهما اعتذر لا يتوقف ولا يكف ولا يفي، فـ"تعدد العلاقات" اضطراب نفسي يحتاج أن يدركه صاحبه ويقرر أن يتشافى منه ويتعافى مع متخصص نفسي وبدون ذلك حرث في البحر. أما ما تعانيه من خوف من تكرار الارتباط فهو ناتج عن خطأ في التفكير يدعى "التعميم". لا ينبغي أن تعممي الأمر يا عزيزتي، فالرجال ليسوا سواءً وأنت بذلك تظلمين نفسك وتبعدينها عن الحب الحقيقي الذي ينتظرها مع أحد النبلاء! نعم، فكما أن من الرجال من يتصف بالخسة هناك من يتصف بالنبل، وتجربتك هذه التى خصتك بها الأقدار هي خير لو أحسنت الوصول إلى الحكمة من حدوثها، إنها تجربة معلمة بشكل واقعي لكي تحتاطي ولا تقعي في الاختيار نفسه، ليس إلا، ولكنها ليست أبدًا للإصابة بالعقدة والبقاء في أسر الصدمة بل وتعميمها. لا تدعي هذه التجربة تفسد عليك حياتك ومشاعرك وعلاقاتك القادمة بشريك حياتك. سيكون لك شريك جيد، مخلص، خلوق، لو وثقت في نفسك، وأحسنت الظن بربك، ومنحت قلبك الفرصة من جديد، ومشيت بنفسك في الطريق الصحيح، فافعلي، وتوكلي، وإن احتجت لمساعدة متخصص نفسي فلا تترددي، واستعيني بالله ولا تعجزي.
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك