arablifestyle
آخر تحديث GMT 18:17:35
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 18:17:35
لايف ستايل

الرئيسية

تتسبّب لهم بمشكلات نفسية نتيجة عدم قدرتهم التعبير عن ميولهم بصراحة

الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف

لايف ستايل

لايف ستايلالشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف

الشذوذ
بغداد – نجلاء الطائي

يرفض أحمد علاء، 28 عامًا، وصف حالته بـ "الشذوذ"، ويُصر على أن ميوله "طبيعية"، لكنه لا يصرح بذلك علناً، خوفاً من النظرة الاجتماعية التي تزدري الرجال الذي يقيمون "علاقات حب" مع أقرانهم، لكن الخوف الأعظم هو القتل والتصفية الجسدية على يد أحزاب دينية متطرفة، ورغم أن علاء متزوج من "امرأة" وله 3 أطفال، لكنه يشعر بـ "الاضطهاد" نتيجة زواجه وتقيّده بعلاقة تعد مشروعة وفقاً للدين والقانون والأعراف الاجتماعية، لكنها تتسبب له بمشكلات نفسية، نتيجة عدم قدرته التعبير عن ميوله الجنسية بصراحة.

ويبدو علاء شخصًا عاديًا في مظهره، لم تبد عليه أية مظاهر "أنوثية"، فهو يحتفظ بلحية خفيفة، وشارب أسود، وحركاته لا تشي أبدًا بميوله التي يتحدث عنها بثقة ويدافع عنها بـ"موضوعية"، ويبيّن أن "تلك الميول غالباً ما ترتبط لدى الناس بمظاهر الخنوثة، هذا أمر غير صحيح بالمرة، الميول المثلية هي انتماء جنسي، للرجال أو النساء على حد سواء، هي جينات في حقيقتها، لكن الكثير من الناس لا يصدقون هذا الأمر، وغالبية المثليين يجهلون ذلك أيضًا"، وثقافة علاء ساعدته على فهم ميوله، ويخوض حوارات مستمرة مع أشخاص لديهم ذات النزعة الجنسية من مختلف البلدان، ودوّن بعضاً من تجاربه.

و"المثلية الجنسية" ظاهرة اجتماعية يعرفها العراقيون جيدًا، وتعود جذورها إلى العصر العباسي، حيث كانت ظاهرة "الغلمان" واضحة في المجتمع والبلاط وقصور الأمراء، وراجت قصص وحكايات عن "الحب المثلي"، حتى إن بعضاً من المؤرخين رصدوا بعض خلفاء بني العباس المثليين، إذ يؤكدون ان "الأمين حين أفضت إليه الخلافة قدَّم الخصيان وآثرهم فشاعت قالة السوء فيه"، وانتشر شعراء يمدحون "المثليّة" صراحة مثل والبة بن الحباب، وأبو نوَّاس، ورغم حملات رجال الدين ضد الظاهرة، إلا أنها لم تصل إلى اصدار فتاوى بقتلهم "لاسيما وأن قصور الخلفاء والوزراء كانت تحميهم".

وعزا المؤرخون بروز "المثلية" إلى حالة الرفاه الاقتصادي، والترف الاجتماعي، غير أن تلك الظاهرة اختفت مع سقوط بغداد، لتبرز مع بدايات القرن العشرين في مناطق محددة من بغداد والبصرة والموصل، وأشارت أمثال وأغان قديمة إلى تجدد تلك الظاهرة، لكنها غالباً ما كانت تمثل نوعاً من "استفراد" رجال أقوياء بـ"شباب" أو "أولاد" لديهم ميول "أنثوية"، وخلال فترة الانفتاح السبعيني عبر عدد غير قليل من المثليين عن انتمائهم، لكن مع دخول العراق بحرب قاسية وشرسة مع ايران بداية الثمانينيات، باتت "المثلية" متنفساً "جنسياً" لعدد كبير من الجنود المحبوسين في جبهات قتال نائية.

وبعد انهيار النظام في 2003، ازدادت تلك الحملة ضراوة، بفعل انتشار الجماعات الدينية المسلحة، والتي ترى في الظاهرة فسادًا وانحرافًا أخلاقيين، لا يمكن السكوت عليه، وأن من واجبها الحفاظ على المجتمع من أمثال هؤلاء "المثليين" و"بائعات الهوى"، وبحسب تقرير نشرته صحيفة الاوبزيرفر البريطانية، في الربع الأخير من عام 2009، استناداً إلى أقوال منظمة عرّفت نفسها بـ"جماعة المثليين جنسياً في العراق" ويرأسها ناشط يدعى "علي بن حلي" ومقرها لندن، أن 680 مثلياً قتلوا بين عام 2004 و2009، من بينهم 130 مثلياً قتلوا على يد جماعة دينية متطرفة (شيعية) ترتبط بميليشيا "جيش المهدي" عبر شخص يدعى "حمزة" ويعمل مهندس تقنيات.

ويقوم "حمزة" وفقاً لتصريحاته بـ"اصطياد المثليين من على شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الشات"، ليتم استدراجهم بعدها وقتلهم.
وفي غمرة الحذر يقول الباحث الاجتماعي "واثق صادق"، إلى ضرورة "السعي للوصول إلى حقائق وبيانات ومعلومات ميدانية بشأنها، والتصدي لمناقشتها، وكشف أسرارها، في ظل قلة الدراسات التي تعالج قضايا وندرة البحوث ذات العلاقة بالجنس"، منوهاً إلى أن "ذلك يعدّ تحديا من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام دراسات أخرى".

وينوّه صادق إلى العوامل التي تلعب دورًا في التحولات المثلية، باعتبار أن "هناك عاملين نفسي واجتماعي يؤثران في توجهات الفرد الجنسية وميله الجنسي نحو المثيل"، مبيناً أن "هذين العاملين يتفاعلان بشكل جدلي في ذات الفرد، سواء بعد تعرضه إلى تجربة جنسية محددة في الصغر، أو تحسسه لاضطراب البيئة الأسرية من حوله، أو عوامل الصدمة النفسية الناتجة عن تجربة اجتماعية قاسية كالفقد والحرمان العاطفي والإذلال والعنف والقسوة سواء في داخل العائلة أو في خارجها".

ويصنّف صادق، مثيلي الجنس في المجتمع العراقي، إلى صنفين (عام وخاص)، ويعرفهما، بأن (العام) هم الفئة التي "تجاوزت مرحلة الاضطراب النفسي"، بمعنى أنهم تآلفوا على وضعهم المثلي، بينما يجد أن الفئة الثانية (الخاص) هم من "يعانون من أزمة عميقة ناتجة عن اختلال المكانة والهوية الجنسية".

ويرى الباحث أن "موقف أفراد فئة العام ينحو بشكل أكبر باتجاه رفض المرأة، واستهجانها"، مضيفاً أن "فئة الخاص يعيشون موقفا متذبذبا إلى حد كبير من قبول أو رفض المرأة – التي يتقمصونها في ذواتهم – وهذا ما يفسر، بشكل ما، طبيعة العلاقات الزوجية التي وجد عليها الباحث الوحدات المبحوثة من المتزوجين، إذ يطبع البرود والتوتر علاقاتهم الزوجية"، ويعلق علاء، على آراء صادق بأن "المثلية هي توجه ينشأ منذ الولادة مع الإنسان"، معترفاً أن "البيئة قد تلعب دوراً في التحولات الجنسية، لكن بالأساس تعتمد على وجود تقبل مسبق للميول".

وانتقد عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي، انتشار ظاهرة الشواذ في بعض شوارع العاصمة بغداد  وارتفاع نسبتها بشكل غير طبيعي بسبب بعض الجهات الموسونية  التي تسعى إلى خراب المجتمع من خلال نشر ظواهر كمثل الشواذ وغيرها في بغداد، مشيرًا إلى أنّ سبب انتشار ظاهرة الشواذ في بعض مناطق بغداد هو غياب تفعيل دور الشرطة المجتمعية "، ومبينًا أن "الحكومة المحلية في بغداد وبالتنسيق مع شرطة محافظة بغداد للتخلص من حالات الشواذ وغيرها من الحالات التي تؤثر على المجتمع البغدادي والعراقي بصورة عام، هناك جهات ماسونية خارجية تسعى إلى نشر  ظواهر الشواذ  في العاصمة بغداد للتأثير على المجتمع العراقي ".

 

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف



GMT 18:12 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري تعلن أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية

GMT 17:45 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نيللي كريم تتحدث عن تأثير أعمالها الدرامية على المجتمع
لايف ستايلنيللي كريم تتحدث عن تأثير أعمالها الدرامية على المجتمع

GMT 12:55 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 10:59 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:47 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 14:26 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يفون بوعودهم

GMT 10:06 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

أمير صلاح الدين ينشر صورة مع أحمد عز في "الممر"

GMT 07:34 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

حقن بسيط في العضلات يُنهي عذاب مرضى "الكتف المتجمدة"

GMT 09:55 2020 الخميس ,16 إبريل / نيسان

اكتشاف جين يساعد عضلات القلب على إصلاح نفسها

GMT 22:46 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

تعرف علي أهم 8 زيوت لحرق الدهون

GMT 09:14 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كيف أساعد طفلي على خسارة وزنه الزائد

GMT 02:14 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"جاواي في الهند" أهم الفنادق البرّية في العالم لعام 2017

GMT 21:03 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة لتعتني بشعرك الدهني

GMT 04:21 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

استاذة أميركية مسلمة تتلقى رسالة تهديد بالقتل

GMT 08:04 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

محمد الحلو يشدو بأغاني كبار المطربين رغم تعبه
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle