قرأ "تدوينة" ديما صادق عن والدتها. ابتسم شامتاً. اتصل بصديقه وقال له بالحرف الواحد: "هيدي اخرة الي بيتطاول علينا". تلذذ بشعور النصر الذي انتظره طويلاً. فها هي الإعلامية التي تمردت مرارًا على بيئتها وعلى الخط السياسي الذي كانت تؤمن به، تقدّم أيّ شيء كُرمى لنظرة من والدتها. وتعترف بأيّ سيد أو رئيس فقط كي تراها مرة أخرى.
كلّ كلمة كتبتها ديما. دوّنها في سجّل انتصاراته. لم يتعاطف، ردّ على صديقه الذي علّق بغضب "شو خص إمها ليدقولها" ."هي بتستاهل". ولم يتوقف بل تابع "هي نتيجة عمايلها وهي الي وصلت إمها لهون". وجلس بعدها يراقب كل تعليق يشمت بها. يؤذيها. كل تعليق يحملها المسؤولية وذكرها "بما جنت يداها". ولكن ماذا فعلت هي لتجنيَ هذا الألم؟ ماذا فعلت والدتها كي تمارس عليها الضغوطات؟ ما جريمة ديما غير "الحرية" وما جريمة والدتها غير أنّها "أم" في وطن يؤكد محازبوه يوماً بعد يوم أنّ الأخلاق "فعل ماضٍ".
وفي نشوة كلّ هذا النصر. سمع سعالاً من الغرفة المجاورة. ترك كل شيء وركض إلى مصدر الصوت. فهناك والدته المريضة وهو عليه أن يعطيها الدواء. اقترب منها قبل يديها طالباً رضاها لا شيء إلا رضاها. أعطاها الدواء بكل حب ونظر إليها وهو
يفكر كيف ستكون حياته في غيابها. وكيف سيحيا إن رحلت. هي أمّه. هي كل ما يملك.
أقرأ أيضًا:
في وسط هذه اللحظة "العاطفية". لم يتذكر أنّ هناك أماً وابنة في مكان آخر يتألمان. لم يبصر دموع ديما ولا وجه والدتها الشاحب. لم يرَ في وجه أمّه كل الأمّهات. فهو فقط من يمتلك "أمّاً". ربما هكذا كان يفكر!
ديما الجالسة الآن في المستشفى، هي مثلنا، مثل هذا الوطن. هي وجه من وجوه "الثورة" في مواجهة "الفساد". لا حبّاً في ديما ولا دفاعاً عنها. وإنّما حبّاً في كل أم ودفاعاً عن كل أم.
ديما الباحثة عن صوت أمها. فيما آخرون يقهقهون لحالها. هي من الأصوات التي تهتف بالساحات. هي تشبه صورتنا.
ديما التي تضع كل شيء تحت أقدام والدتها ولأجل كلمة منها. هي جزء من معركة الحرية التي نخوضها جميعاً في مواجهة السلطة التي تريد أن تسرق الصوت منّا. ان تبتزنا بكل ما نملك بأغلى ما نملك.
+
GMT 08:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر
الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذهاGMT 19:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر
الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفةGMT 18:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر
كيت ميدلتون تستضيف حفلها السنوي للكريسماس للعام الرابع على التواليGMT 16:30 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر
ميلانيا ترمب لن تعيش بشكل دائم في البيت الأبيض خلال ولاية زوجها الثانيةGMT 15:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر
جيل بايدن توجه دعوة إلى ميلانيا ترامب والأخيرة تفاجئ السيدة الأولى بالرفض Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك