arablifestyle
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل

الرئيسية

تدير أيضًا مأوى للأبقار المريضة

"أم الأيتام" الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار

لايف ستايل

لايف ستايل"أم الأيتام" الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار

سيندهوتاي سابكال
نيودلهي - لايف ستايل

منذ نحو 48 عامًا كانت حاملًا في شهرها التاسع عندما ركلها زوجها في بطنها في إحدى نوبات غضبه وطردها خارج المنزل وتركها في حظيرة الأبقار، متوقعاً على الأرجح أنها ستموت دهساً تحت أقدام الأبقار. في تلك الليلة أنجبت ابنة قطعت حبلها السري بنفسها بحجر ذي حافة حادة لتفصلها عن جسدها. 

وأخذت المرأة تنشد أناشيد تعبدية تبتلية وتتسول؛ حتى تتمكن من العيش وتنام في حظائر الأبقار والمقابر ومحطات القطار. رغم تلك المصاعب أصبحت تلك المرأة المرتعبة أم اليتامى في العالم.

تبنت تلك السيدة، التي تدعى سيندهوتاي سابكال، مئات اليتامى من الشوارع، وتخفي الكثير من القصص المؤلمة وراء شخصيتها القوية. قصة بقائها وصمودها وانتصارها في النهاية على الظروف المعاكسة الصعبة لتصبح أماً للأطفال المعوزين والأيتام قصة تبدو سريالية. تقول "لقد أنجبت طفلتي في حظيرة أبقار، وذهبت إلى أقاربي وأمي ولم يدعمني أحد، وطردني الجميع".

وبدأت سيندهوتاي في التسول للحصول على طعام يمكّنها من البقاء هي وطفلتها على قيد الحياة. وقد منح الله سيندهوتاي موهبة الغناء، فكانت تذهب إلى المعابد وتسافر بالقطار وتستجدي الناس، وتنشد أغاني تبتلية للحصول على الطعام في المقابل، وكانت تقضي ليالي في أماكن حرق الجثث والقبور لتنقذ نفسها من الرجال فقد كانت شابة وبلا مأوى.

تحكي سيندهوتاي ضاحكة "كان الناس يخافون الذهاب إلى هناك ليلاً، وأحياناً كان من يراني يصرخ قائلاً (شبح، شبح) ويركض مبتعداً. كان خوفهم يبقيني في أمان". مع ذلك، لم تتمكن من التأقلم مع ضغوط الحياة؛ لذا قررت ذات يوم الانتحار، وربطت طفلتها وتناولت الطعام حتى لا تموت ومعدتها خاوية واستعدت للانسحاق تحت عجلات القطار المسرع، لكن كان للقدر خطة أخرى.

وتقول سيندهوتاي "كنت أجلس يوماً ما في محطة القطار وقررت الانتحار، فأكلت حتى شبعت لأنني لم أرغب في أن أموت جائعة، وكان لا يزال لدي بعض الطعام، وألصقت طفلتي بجسدي واستعددت للموت. سرت بضع خطوات فسمعت صريخ شحاذ، وكان متألماً للغاية ويقول (ليس لي أحد، أنا مريض وأشعر بالعطش، سأموت، من فضلك اسقيني بعض الماء قبل أن أموت). حين سمعته قلت لنفسي إذا كنت أسعى للموت فعلى الأقل أقوم بعمل طيب وأمنح ذلك الرجل شربة ماء. توقفت وذهبت إليه وتبيّن لي أنه محموم، فأطعمته وسقيته؛ فنظر لي وصافحني شاكراً".

في تلك الأثناء وجدت طفلاً يبكي بجوار أمه المتوفاة على رصيف القطار، فحرك ذلك المشهد مشاعرها وأخذته ورعته بعدما رفضت السلطات تسلمه، وكانت تلك هي نقطة التحول في حياتها. وبدأت سيندهوتاي تقدم الطعام الذي تحصل عليه مقابل التسول والغناء إلى الشحاذين الآخرين والأطفال المتخلى عنهم. ومع تزايد أعدادهم بدأت تحاول الحصول على المزيد لتوفر للأطفال مأوى مريح وتعليم جيد.

عندما تسألها من أين أتتها تلك الشجاعة، تقول "الجوع هو ما شجّعني. أتمتع بمهارات تواصل جيدة بفضل الله، واستطيع الحديث والتفاعل مع الناس والتأثير عليهم. لقد جعلني الجوع قادرة على التحدث وأصبح ذلك هو مصدر دخلي". وتدير سيندهوتاي الآن بمساعدة ابنتها ماماتا وديبيكا، أول طفل تبنته، أربع دور أيتام، اثنتان للفتيات واثنتان للفتيان. أصبح الكثير ممن تبنتهم محامين وأطباء ومهندسين وأكاديميين، وعادوا وتبرعوا لمؤسستها التي تعمل من أجل مساعدة المعوزين. وهي لا تعرض الأطفال الذين تتبناهم للتبني، بل تعاملهم كأبنائها وليس عليهم مغادرة الدار قبل بلوغ الثامنة عشرة من العمر، ويتم الاهتمام بهم حتى يحصلوا على وظيفة ويتزوجوا.

المذهل، أنها قادرة على التواصل مع كل طفل من أولئك الأطفال، ولديها حاليًا 282 زوج ابنة، و48 زوجة ابن، وما يزيد على ألف حفيد. يفتخر الأطفال، الذين ربتهم ومنحتهم الرعاية، بحمل اسمها جزءاً من أسمائهم، حيث يستخدم الفتيان اسم سابكال، والفتيات اسم سيث، وهو اسمها الحقيقي قبل الزواج لقباً لهم. يُعزى نجاح سابكال أيضاً إلى الدعم الذي تلقته ممن رعتهم، حيث يتولى إدارة العمل اليومي في دورها أطفالها وأسرهم.

كانت ديباك غيكواد في الحادية عشرة من العمر عندما سلمه أقاربه إلى سابكال، وعندما أصبح بالغاً رشيداً ورث منزل أجداده، وباعه وأعطى المال إليها لتتمكن من مواصلة عملها، وهو يدير حالياً منزل "ساسواد". كذلك، يعمل معها نحو خمسين من أبنائها الآخرين. وتزوجت نساء قامت بتربيتهن، ويشارك أزواجهن حالياً في العمل معهم، في حين يساهم آخرون بجزء من رواتبهم.

وتقول سيندهوتاي ذات الشعر الرمادي الفضي"«ما زلت شحاذة، وقد أحسست بمعنى ألا يكون أحد إلى جوارك ولا يكون لديك مكان تأوي إليه أو طعام تتناوله لأيام. يجعلني عملي أشعر بأن شخصاً ما يساعدني حتى تشفى جروحي. الفارق الوحيد هو أني لم أعد أستجدي الناس من أجل العيش في القطارات، بل ألقي خطابات عامة وأطلب المال لأبنائي".

وتسافر سيندهوتاي حتى اليوم كثيراً حتى تلقي خطابات لجمع تبرعات لمواصلة عملها، وعندما تذهب أحياناً إلى قرى نائية تعود ومعها اثنين أو ثلاثة من الأطفال الأيتام.

وتروي قائلة "بعدما ينتهي الخطاب، يتوجه عمدة القرية نحوي ويخبرني بأن هناك طفل يتيم ولا يوجد من يرعاه، فاصطحبه معي. ويقدم لي العمدة ما يفيد كتاباً بأن الطفل من تلك القرية ولا يوجد من يتولى رعايته وأن القرية تمنح حق رعايته لي فيصبح من أبنائي".

تحب سيندهوتاي الحيوانات أيضاً وتدير مأوى للأبقار المريضة أو التي تتعرض لسوء المعاملة أو يتم التخلي عنها. ويوجد في ذلك المأوى 175 بقرة تعتبرها من أفراد عائلتها. وقد تم توثيق قصة حياة سيندهوتاي على مدى سنوات في شكل كتاب، وحصلت على أكثر من 750 جائزة وكرّمها رئيسان للهند، وقد استغلت أموال الجوائز في شراء أراضٍ لبناء منازل للأطفال الأيتام.

كذلك، فاز الفيلم، الذي أخرجه صانع الأفلام أنانث ماهاديفان، والذي يدور حول قصة حياتها، بأربع جوائز محلية، وتم اختياره ليكون الفيلم الافتتاحي في الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان لندن السينمائي. يقول ماهاديفان «لقد بدت حياتها غير واقعية. بقرة تقف أعلى وليدتها لحمايتها في حظيرة الأبقار، ثم تذهب إلى قبر وتأكل ما يتم تقديمه من عطايا على روح المتوفين بطهيها على الأدوات الجنائزية، كل ذلك صدمني وأذهلني. لقد كانت حياتها مليئة بالميلودراما مقارنة حتى بالسينما؛ مما جعلني أخفف من حدتها. لقد كان من الصعب تحديد ما الذي يمكن الإبقاء عليه من تفاصيل قصة حياتها في الفيلم وما يمكن استبعاده».

يقول فيناي، البالغ من العمر 26 عاماً، والذي تبنته سيندهوتاي من محطة قطار حين كان طفلاً، إنه لولاها لكان لا يزال مقيماً في محطة القطار. وأضاف قائلاً «هناك الكثير من الأطفال الذين يلجأون إلى الجريمة مما يهدر حياتهم ويجعلها بلا معنى. لقد حصلت على شهادة الحقوق وساعدتني سيندهوتاي في الزواج مؤخراً. يعود الفضل إليها في أن يكون لي العائلة التي لدي الآن. لقد تمكنت من تحقيق الكثير بسببها. لو لم تساعدني لأصبحت نكرة». ويقول فيناي، بحب، إن سيندهوتاي تحب كل طفل من أطفالها وكأنهم زهور. ويوضح قائلاً «لست وحدي الذي رعته، فقد قامت بتربية آلاف مثلي بكثير من الحب والعطاء. هناك الكثير من الأطفال الذين تم العثور عليهم في محطات قطار وفي مكبّات النفايات، والأطفال الذين تجرّهم كلاب ضالة، وأطفال تم التخلي عنهم. تجلب سيندهوتاي كل هؤلاء وترعاهم. يشعر الجميع بحب عائلة وأم وأب وأخ وشقيق".

على الجانب الآخر، تقول سيندهوتاي، إنه لا يتم عرض الأطفال في ملاجئها للتبني، ولا يُضطرون إلى مغادرة تلك الدور بمجرد بلوغ الثامنة عشرة من العمر. وفي تعويض إلهي عما مرّت به جاء إليها زوجها في سن السبعين، وقدّم اعتذاره، وقد قبلت اعتذاره بصفته طفلاً؛ فهي ليست سوى أم الآن، وعندما تُوفي العام الماضي قالت إنها فقدت واحداً من أبنائها.

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار أم الأيتام الهندية تبنت المئات بعد تفكيرها في الانتحار



GMT 10:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة
لايف ستايلإطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 15:37 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد
لايف ستايلالأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد

GMT 13:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
لايف ستايلقرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 20:31 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 16:51 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كيف تتخلصين من رائحة الجسم الكريهة

GMT 21:17 2020 الإثنين ,31 آب / أغسطس

أسباب تفرق الأصدقاء

GMT 11:46 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

النقّاد يختارون أفضل ممثل وممثلة في دراما رمضان

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المسعود يؤكّد أن السياحة تؤدي إلى النهوض بالتعليم والصحة

GMT 05:49 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

شلال ماء يتجمد ويصبح مزارًا لهواة التسلق

GMT 22:14 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

العطور أقوى أسلحتك لجذب أي رجل

GMT 12:45 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أبحث عن السعادة

GMT 04:01 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نسرين أمين تجسد شخصية "شربات" في "شقة فيصل"

GMT 08:17 2017 الخميس ,09 شباط / فبراير

الغموض و السحر يسيطران على تشكيلة Dior لعام 2017

GMT 06:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة توضح تأثير تناول "الأسبرين" على منع أنواع السرطان

GMT 12:58 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

عائشة رمضان تقدم مجموعة راقية من الأزياء للمرأة العربية

GMT 18:10 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

أنماط الجينز الأكثر شعبية لخريف وشتاء 2024
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle