نعم هو أمرٌ مدهش؛ إذ كيف يمكن لمولود صغير جداً أن يتمتع بقبضة قوية! وهو ما تلاحظه غالبية الأمهات.. فرضيعها يقوم بالقبض على يديه بشكل كبير ولمدة طويلة، ولا تعلم أسباب هذه الحركة اللاإرادية، بينما يحلل الأطباء هذا، بأن الطفل لازال في مرحلة نموّ واستكمال وظائف الأعضاء، وسوف يبدأ بالتخلص من قبضة اليد بشكل تدريجي بعد عمر الشهرين، عندما يحاول أن يمسك الأشياء المحيطة، أو عند رغبته بوضع يده في فمه.. التقرير التالي يستعرض أسباباً أخرى كثيرة وراء تلك القبضة المشدودة للرضيع، وتفاصيل جديدة سترحبين بمعرفتها.. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري.
أسباب القبضة المشدودة
يولد الأطفال ولا يمكنهم الرؤية جيداً، أو التجشؤ بسهولة، أو التحكم في رؤوسهم، ولا يستطيعون التحكم في ردود أفعالهم أيضاً.. ولهذا السبب، نجد عديداً من الرُضّع حديثي الولادة، يقبضون أيديهم أو يتحركون حركات تشنجية أو حركات تبدو غريبة.
يمتلك الأطفال خلال أول 8 أسابيع من حياتهم ردَّ فعل لاإرادي يسمى برد فعل راحة اليد؛ حيث يقبض الطفل يده في حال ملامسة أيّ أمر لراحة يده.. عادة ما يقضي الطفل أغلب وقته قابضاً يده، وتزداد شدةً عند الجوع أو عند المغص، بينما تصبح مرتخية ومفتوحة بعد الرضاعة وعند النوم بعمق.
يبدأ الرضيع بالتخلص من قبضة اليد بشكل تدريجي بعد عمر الشهرين؛ إذ يحاول أن يمسك الأشياء المحيطة، ويضع يده في فمه.. ولكن استمرار قبض اليد بعد هذا العمر طوال الوقت، وشكوى الأهل منها.. فيحتاج لفحص من قِبل طبيب الأطفال.
وذلك لاستثناء أيّة مشكلة في الأعصاب، في مفصل اليد، الشلل الدماغي، أو لا يسيطر على دماغه بأيّة درجة، أو يعاني من مشاكل في الرضاعة.
تفسيرات أخرى للقبضة المشدودة
الرُضّع يقبضون يدهم كرد فعل لاإرادي طبيعي، ولكن يمكن أن يحاول الأهل تحفيز فتح اليد عن طريق اللعب، والمساج، أو محاولة إعطاء لعبة أو جسم للطفل.
ويمكن كذلك عن طريق مداعبة أصابعهم بلطف، ويفضَّل عمل ذلك عندما يكون الرضيع يشعر بالشبع، وبعد الاستيقاظ من النوم؛ ليكون متفاعلاً ولا يوجد ما يزعجه.
ضم الأصابع بشدة يُعتبر سلوكاً شائعاً وطبيعياً، بسبب رد فعل عصبي، يسمى Palmar Grasp.. ويحدث عندما يوضع بقبضة راحة اليد شيء ما في كف الرضيع.. مثال أصبع الأم.
كما تُعتبر قبضة الطفل ليده أمراً غريزياً، يعكس وضع الجنين الذي كان عليه في رحم الأم، وقد تكون علامة على جوع أو إجهاد الطفل.
متى يفتح الأطفال قبضتهم؟
يفتح الرضيع قبضته عند تطور نظامه العصبي -4 أشهر-
عادة ما يختفي هذا الفعل بين ثلاثة أو أربعة أشهر، وقد ترين التغيّرات قبل 4 أشهر.. ويبدأ طفلك إرخاء يديه مع تطور نظامه العصبي، وتتحسن قدرته على فتح يديه، وسيحاول الوصول إلى الأشياء.. وإذا علق شيء أمامه؛ فسيحاول الإمساك به، وسيطور تحكمه في قبضته، وسيبدأ الوصول إلى الأشياء وحمل الألعاب.
تفسيرات حركة اليدين لدى الرضع
يلجأ الأطفال الرُضّع إلى القيام بعمل بعض الحركات والإشارات، من أجل أن يتواصل مع أبويه ومع من يحيط به، كبديل عن اللغة.
يُجمع خبراء التربية على أن لكل حركة يقوم بها الطفل العديد من الدلالات، والتي يُفضل الآباء أن يكونوا على علم وفهم للمعاني الحقيقية لها.
يقوم الرُضّع ببعض السلوكيات التي لا يجب أن تؤوّل دائماً لتأويلات سلبية، وذلك لكثرة دلالاتها، ومن ضمن هذه الحركات.. حركة اليدين.
ومن أجل فهم الطفل ورعايته بالشكل الصحيح، لا بد من تعلم لغتهم؛ مما يساعد كثيراً على معرفة كيفية التعامل معهم.
وكذلك بناء ثقة الطفل، بأن هناك أشخاصاً يهتمون به وبفهمه، بجانب إحساس الرضيع بذاته، كما يعزز من ثقة الأم أيضاً.
في الشهر الثالث يبدأ الطفل يكتشف يديه؛ فيفك قبضة يديه.. خاصة حينما يبدأ في رؤية محاولات مَن حوله إمساك الأغراض، وربما قبل عمر ثلاثة شهور.
وحينما يصل إلى سن أربعة شهور؛ فإنه يحرك يديه، ويمسك دميته، وأول حركة له هي قيامه بإدخال يده بالفم؛ حيث يقوم بمص الأصبع.
ويتمكن أيضاً من أن يقوم بتحريك يديه في اتجاه الوسط لجسمه، بهذه الحركة تتحرر يد الطفل قليلاً، ثم بعدها يكتسب مهارة نقل دميته من يد لأخرى.
وفي الشهر السادس يصبح الطفل قادراً على أن يمسك برجليه ويقوم بإدخالهما في فمه.. في النهاية.. قدرة الطفل على تحريك يديه، تعتمد على إدراكه وتمكنه من إمساك الأشياء، وتتأثر كذلك بالوقت الذي يقضيه أثناء تسلقه على بطنه.
قد يهمك أيضا:
GMT 12:10 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر
تأثير الوجبات السريعة على ذكاء الأطفالGMT 11:56 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر
قلة التواصل مع الأطفال الرضع قبل عمر السنة قد يكون علامة علي التوحدGMT 15:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر
تأثير استهلاك الكافيين أثناء الحمل على الطفل والأمGMT 14:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر
أثر الرضاعة الطبيعية على معدل ذكاء الطفلGMT 09:53 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
أخطاء ترتكبها الأمهات عند تغذية أطفالهن Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك