أسطورة الماكياج فرانسوا نارس يقدم عرفانه بالجميل لآندي وارول

يمتلك فرانسوا نارس طاولة قهوة عليها كتب آندي وارول وخزانة ملابس بها ملابس إيف سانت لوريان، إذ نشأ وترعرع في سبعينات القرن الماضي في جنوب فرنسا. وقال نارس "دائمًا ما أشعر بالشفقة على الأشخاص الذين ولدوا بعد تلك الفترة، لقد فاتهم الكثير، لقد كانت هناك أشياء مجانية وحرة كثيرة، والأمور الآن أكثر مادية وفجة ويصعب التحكم فيها".

وفي الذكرى السنوية الـ 25 لوفاة وارول، كرم نارس الراحل بوضعه كأيقونة على باليتة مجموعته الجديدة للمكياج، إذ طبع صورة من أشهر صوره على الوجه المقابل للمرايا الخاصة بالرموش والحواجب والعين ضمن مجموعته التي ستكون متاحة حصريًا في متاجر سيفورا حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

إنها المرة الأولى بالنسبة لمؤسسة آندي وارول للفنون البصرية التي تتعاون فيها مع شركة منتجات مكياج، إذ قدمت المجموعة المكونة من 29 قطعة التي صنعها نارس تحت اسم " شكرا وارول 60 فنانا, 50 عامًا " إضافة إلى معرض في متحف متروبوليتان الشهير ضمن مجموعة عروض فنية حتى الـ 31 من كانون الأول/ديسمبر.

ويقول مايكل هيرمان مسؤول الشهادات في مؤسسة وارول إنهم "قرروا دعم تلك المنتجات من ابتكار نارس بسبب " الشجاعة واتباع أحدث النهج". وأضاف "بالنسبة لوارول، فإن المكياج لم يكن أكثر من سلاح من أسلحة اتجاهه الديمقراطي، إذ يسهم في تحسين المظهر الذي يجعل من الكل جميلا"، إذ قال ذات مرة " إن لم يكن الجمال للجميع فلا أحد يبدو جميلاً".

ولقد انتفل نارس في أواخر الأربعينات من عمره إلى نيويورك العام 1984 مفوّتا على نفسه فرصة مقابلة وارول، ولكنه أظهر ولاءه لوارول أخيرًا بعد أن وضعه على مجموعته "تشيلسي جيرلز"لتلميع الشفاة. وكان هذه المرة أكثر جرأة، ووضع صورته في مقابل مرايا العين الصغيرة التي تقدم مع المجموعة الجديدة التي تتكون من مجموعة من ملمع الشفاة الموضوعين في علبة تشبه علب الحساء وعلبة المرايا المرسوم عليها الصورة من الأخضر اللامع والأزرق في واحدة من أشهر صوره الشخصية. وقلل نارس عمله إلا مع المصممين الذين يعجبونه، ومن ضمنهم مارك جاكوبز إذ عمل خلف الستار خلال عرض مارك خلال أسبوع الموضة في نيويورك، إذ ابتكر مظهر العين الستيني.

ولا يزال نارس الذي يعمل مدير إبداع في شركته الخاصة لإنتاج المكياج الذي صنعها بعد تعاونه العام 2000 مع شيسيدو، يصور حملته الإعلانية. وقال عن وارول "إذا كان آندي على قيد الحياة كنا سنتلاقى في نقاط محددة ربما كنت لأصور غلاف أحد كتبه، كنا سنتواصل, نعم كنا سنتواصل جيدًا ". وعمل نارس مع الكثير من صانعي الموضة المشهورين، مثل كريستي تورلينجتون، وسيندي كراوفورد، وليند إيفانجاليستا وناومي كامبيل, وعمل كمصور للكثير من مجلات الموضة، وقدم مجموعة من الكتب من فن البورتريه، ويعمل الآن على واحد يخص مدينة "تاهيتي" التي يملك فيها جزيرة.

وذات مرة قال نارس إن أمه "هي أكثر من أثرت عليه في العمل". وأضاف "أمي وجدتاي, لقد كنت محظوظًا للحصول على ثلاث نساء قمن بتربيتي جيدًا، لقد كان هذا فريدًا, لقد كن جميلات وأنيقات للغاية". وأوضح "لقد دعمن أولى خطواتي في مجال الجمال , ثم مجال الموضة في العالم بالطبع". ويتذكر نارس جولات التسوق التي كان يقوم بها في باريس بالقرب من منزلهم تاربس. وقال" لقد كنت ولدًا محظوظا, إذ في سن الـ 16 والـ 17 اشترى لي والداي الملابس من "إيف سان لوريان" والذي كان وقتها الأكثر فخامة وأناقة, قد اجتذبني ذلك في عمر صغير إلى عالم الموضة بأكمله ".

وأضاف" كنت أملك خزانة ملابس رائعة، وأنا في الـ 17 من عمري ". وبعد تخرجه من مدرسة كاريتا للموضة في باريس في عمر الثامنة عشرة، أراد نارس أن يمتلك ستوديو خاصًا به، ليعمل فيه، ولكنه كان في حاجة إلى وظيفة لذلك أتصل بكلاوديت، ليقوم بعمل جلسات مكياج للكثير من أشهر أسماء الموضة في هذا التوقيت، ويسأل الجميع إن كانوا يحتاجون مساعدين لهم، الأولى لم تصب، والثانية أصابت وكانت مع أوليفر إيكوديمايزون. ويقول نارس " لم أكن معروفًا هناك، لأني كنت خجولا ذهبت إليه مع أمي، وقال لي بعد أن أريته عملي " حسنا ستبدأ عروض الموضة في باريس بعد شهر لماذا لا تساعدني " وهكذا بدأت ".

ولم تمر سوى سنوات قليلة قبل أن يلمع نجم نارس ويلفت أنظار خبيرة مجلة "فوج" بولي ميلين وينتقل للعمل في نيو يورك. وأضاف نارس " عرفتني بولي على الكثير من المجلات الفرنسية"، وقالت لي "أريد أن أعرفك بأرفين بين، وريتشارد أفيدون، وستيفين كلين، أنا أريدك أن تعمل مع فوج". ولم تتغير مقاييس نارس منذ ذاك الوقت، حتى أطلق شركته بادءًا بـ 12 نوعًا من أحمر االشفاة بيعًا في متجر بارني في العام 1994 وقال" لطالما أردت أن يكون لدي اتجاه خاص للجمال, لأني حين قدمت إلى أميركا كان المكياج ما زال مصطنعًا وثقيلا للغاية, وكانت الإعلانات ثقيلة للغاية وهدفي دائمًا أن أجعل الفتاة تبدو حقيقية وجميلة, ليس الأمر بكم المكياج الموضوع حتى لو لم تكن تحتاجه مطلقًا, المهم أن تبدو جميلة ".