القلق هو شعور يتسم غالباً بالخوف الشديد والتوتر، وقد اعتدنا على التفكير في القلق على أنه حالة سيئة تؤثر سلباً على جودة حياتنا، فالجوانب السلبية للقلق هي المسيطرة دائماً على تفكيرنا، ولكن هل يمكن أن يكون هناك أي مزايا أو فوائد تأتي من القلق؟
أعراض القلق مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بأي نوع من اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب الهلع، ولكن يؤكد العلماء أن وجود درجة معينة من التوتر أو القلق ليس بالضرورة أمراً سيئاً.
وفي السطور التالية، ستتعرفين إلى الفرق بين القلق الإيجابي والسلبي للتعرف إلى مشاعركِ وتحديدها بشكل أفضل.
القلق الإيجابي
قد يكون القلق مجرد علامة تحذيرية تحتاجينها لزيادة الوعي بحالتك الحالية وإجراء بعض التغييرات الضرورية في حياتكِ.
ويمكن أن يكون القلق والعصبية المتكررين مؤشراً على أن بعض مجالات حياتكِ خرجت عن المسار الصحيح وتحتاج إلى التعديل.
على سبيل المثال، قد تجدين أنكِ تعيشين في علاقة لم تعد ناجحة، أو ربما وظيفتكِ تسبب قدراً كبيراً من التوتر، أو ربما تجعلك المشكلات المالية تفقدين نومكِ وتشعرين بالقلق.
قد يكون من الصعب التحكم في أعراضكِ، لكن استكشاف قلقكِ والتعامل معه يمكن أن يكون فرصة حقيقية للتغيير.
في المرة القادمة التي يصيبك فيها القلق، فكري في الرسالة التي يحملها لك والتعديلات المحتملة التي قد تحتاجين إلى إجرائها في حياتكِ.
القلق كدافع إيجابي
بدلاً من اعتباره عائقاً دائماً، قد يساعدك القلق في الواقع على الشعور بمزيد من التحفيز والاستعداد عند مواجهة التحديات.
أظهرت الأبحاث أن الطلاب والرياضيين الذين عانوا من بعض القلق أظهروا بالفعل أداءً محسناً في الاختبارات أو أثناء المشاركة في الألعاب الرياضية التنافسية.
وبالمثل، فإن درجة معينة من القلق لدى أولئك الذين لديهم ذاكرة عاملة جيدة قد تؤدي في الواقع إلى تعزيز الأداء في الاختبارات المعرفية، لذلك فكري في الطرق التي يخلق بها قلقكِ حافزاً لك لتكوني ناجحة في بعض مجالات حياتكِ.
على سبيل المثال، ربما يساعدك قلقك في بذل جهد إضافي في العمل أو المهام الشخصية، أو ترك انطباع جيد، أو المضي قدماً نحو أهدافكِ، لذلك عند التفكير في قلقكِ، حاولي التفكير في الطرق التي يمكنك من خلالها استخدامه لتحسين نفسكِ.
التفوق في العمل
يكون الأشخاص الذين يعانون من القلق أيضاً ماهرين في الأدوار القيادية، حيث يأخذون في الاعتبار بعناية إمكانية حدوث نتائج متعددة.
على سبيل المثال، يصف العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق أنهم يدركون تماماً ما يمكن أن يحدث من خطأ، مما يجعلهم مفكرين أكثر حذراً، وصناع قرار حذرين، وقادرين على حل المشكلات.
القلق السلبي
القلق هو رد فعل على إطلاق هرمونات التوتر التي تلعب دوراً أساسياً في استجابتنا الطبيعية للقتال أو الهروب للخطر.
عند التوتر، يفرز الجسم الأدرينالين والكورتيزول، مما يحافظ على ارتفاع حواسنا وردود أفعالنا للرد بسرعة وبشكل مناسب، وبمجرد زوال التوتر، تعود مستويات الهرمون إلى وضعها الطبيعي.
عندما يتعطل هذا النظام الطبيعي، فإن عدم التوازن الكيميائي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات القلق.
ويعتقد أيضاً أن العوامل الوراثية والبيولوجية والصدمات والبيئية تساهم في ظهور اضطرابات القلق.
تميل نوبات القلق إلى أن تنجم عن توقع حدث مرهق، ويمكن أن تختلف أعراض نوبات القلق بشكل كبير من شخص لآخر، وتتراوح من خفيفة إلى شديدة، ومع ذلك، يمكن لنوبات القلق في كثير من الأحيان أن تؤدي إلى نوبات هلع تظهر فجأة وبشكل مكثف تُنتج خوفاً غامراً من الموت أو الخروج عن نطاق السيطرة.
آثار القلق على المدى القصير
يشكل القلق المزمن والمستمر العديد من المخاطر على الصحة العقلية والجسدية، فعندما تتعرضين لنوبة قلق، تكون التأثيرات المباشرة واضحة وتتضمن أعراضاً مثل:
-خفقان القلب؛
-صعوبة في التنفس؛
-الدوار؛
-دوخة؛
-غثيان؛
-صداع؛
-اهتزاز.
آثار القلق على المدى الطويل
تشير الدراسات إلى أن التعرض طويل الأمد لهرمونات التوتر التي تغمر الجسم أثناء نوبة القلق يشكل مخاطر صحية خطيرة، بما في ذلك:
-زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب؛
-اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي؛
-الصداع النصفي المتكرر؛
-زيادة أو خسارة الوزن بشكل ملحوظ؛
-ضعف جهاز المناعة؛
-توتر العضلات مما يسبب آلام المفاصل والجلد والعضلات؛
-زيادة خطر الالتهاب والألم.
ووجود جهاز مناعي ضعيف يجعلك عرضة للعدوى الفيروسية والأمراض المتكررة، وهذا قد يكون السبب وراء احتمالية ذهاب الأشخاص الذين يعانون من القلق إلى الطبيب أكثر من أولئك الذين لا يعانون من القلق.
علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات متزامنة مثل الاكتئاب.
لا يؤثر القلق المزمن على صحتك العاطفية فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى أمراض جسدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز التنفسي المزمنة، ومشاكل الجهاز الهضمي، مما يسلط الضوء على الأهمية القصوى لطلب المساعدة والتدخل في الوقت المناسب.
قد يهمك أيضا:
GMT 09:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر
كلما طالت مدة زيادة الوزن زادت فرص الإصابة بسرطان القولونGMT 09:49 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر
الفرق بين دهون البطن والانتفاخات وطرق العلاجGMT 09:45 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر
أسوأ الأطعمة والمشروبات لصحة الدماغGMT 09:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر
بروتين نباتي يُساعد في تقليل دهون البطنGMT 09:24 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر
عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الفم Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك