arablifestyle
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل

الرئيسية

مهد البيتزا والموتزاريلا وجارة أمالفي ترفع شعار "الفوضى المنظمة"

نابولي الوجه المتمرد في إيطاليا تجذب ملايين الزوار الباحثين عن الأصالة

لايف ستايل

لايف ستايلنابولي الوجه المتمرد في إيطاليا تجذب ملايين الزوار الباحثين عن الأصالة

مدينة نابولي الايطالية
نابولي - لايف ستايل

منذ قرون، يردد أهلها: "حرام أن تموت قبل أن ترى نابولي". قول مأثور ذكره "غوتيه" في مؤلفه الشهير "رحلة إلى إيطاليا"، واستعاره كثيرون عنوانًا إما لفيلم سينمائي أو لأغنية، أو لنقشة على كل ما يخطر على البال من تذكارات. لكن ليس هناك ما يستدعي الاستعجال والموت، ففي هذه المدينة دائمًا جديدٌ يستحق المشاهدة، وقديم تحنّ إليه الذاكرة ويستحضره الخيال.

في بدايات القرن الثامن عشر، كانت نابولي، إلى جانب باريس ولندن، ثالثة الحواضر الأوروبية من حيث الأهمية في المعالم المعمارية، والتأثير في الحركات الثقافية والفنية، ومقصدًا لسياحة النُخب الاجتماعية التي كانت تتهافت على زيارتها أو الإقامة فيها.

لكن نابولي اليوم تبدو نقيض كل ما كانت عليه في الماضي من أناقة التنظيم وأرستقراطية العيش، وتجسد كل الأفكار السائدة عن الفوضى والعنف والعبث في الشخصية النمطية الإيطالية. ولعل هذه الصورة عن المدينة المتهالكة في العمران والبنى التحتية، المتلاحمة بفضل شبكتها الاجتماعية الوطيدة، هي التي تجذب اليوم ملايين الزوّار الذين يبحثون عن الوجه المتوحش المتمرد في إيطاليا. كما تجذب أيضا أعدادًا متزايدة من الفنانين والمبدعين الشباب الذين يبحثون فيها عن مصادر إلهام بديلة.

أقرأ أيضًا:

إليك أفضل الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها

نابولي هي عاصمة إقليم "كامبانيا"، وثالثة أكبر المدن الإيطالية بعد ميلانو وروما. تنام عند سفح "فيزوف"، البركان الضخم الرابض فوق خليج المدينة، الذي يذكّر فورانه من حين لآخر بأنه في عام 97 قبل الميلاد طمرت حممه الثائرة مدينة "بومبيي" بأهلها ومبانيها. وهي أيضا المحطة الرئيسية على شاطئ "أمالفي" الذي يعد من أجمل المناطق الساحلية وأشهرها في العالم.

قبل بداية التجول السياحي في نابولي، من المستحسن تخصيص يوم على الأقل للتسكع في المدينة ومعاينة هذه الفوضى المنظمة التي تسيّر كل مرافق الحياة فيها. إنه السبيل الأسرع لكي ندرك أننا في مدينة إيطالية لا تشبه أي مدينة أخرى في إيطاليا، وأنه لا بد من التكيّف مع قواعدها للتمتّع بما يمكن أن تقدّمه لنا من مفاجآت ومتعة.

عندما كانت الإمبراطورية الرومانية في أوج عزّها، كانت العائلات الأرستقراطية في روما تتنافس في بناء القصور الفخمة على طول الخليج الذي يزنّر نابولي، تقضي فيها إجازاتها وتقيم الاحتفالات الصاخبة، كما يتبيّن من الآثار الكثيرة التي يُكشف عنها منذ سنوات، وينطلق منها أهل المدينة لاستعادة التقاليد القديمة، واستنباط الجديد منها.

كثيرة هي الكنوز الفنية والأثرية التي تنتظر السائح في هذه المدينة، من الوسط التاريخي الذي وضعته منظمة اليونيسكو تحت رعايتها بعد وضعه على قائمة التراث العالمي، إلى القصور المذهلة التي يعود معظمها إلى الحقبة التي كانت فيها نابولي خاضعة للتاج الإسباني طوال القرنين السادس عشر والثامن عشر، والكاتدرائيات التي تزخر بروائع فنية لا تحصى. ومن المباني التي تستحق أن تخصص لها زيارة منفردة مسرح دار الأوبرا "سان كارلو" الذي كان أوّل مسارح الأوبرا في القارة الأوروبية، والنموذج الذي اقتدت به المسارح الأخرى، وهو اليوم أقدم دار للأوبرا ما زالت ناشطة في العالم.

ومتحف الآثار هو محطة أخرى لازمة في زيارة المدينة، إلى جانب القصر الملكي والمباني المحيطة به بكثافة التي كان الهدف منها تأمين الحماية له. وفي قصر "كابو دي مونتي" توجد مجموعة من اللوحات الكلاسيكية التي يقل نظيرها في العالم.

لكن نابولي التي ما زالت تجد صعوبة في الحفاظ على تراثها الفني والتاريخي القديم الذي يتهاوى جزء كبير منه، أقدمت على تنفيذ مشاريع عمرانية حديثة استحقت الثناء والإعجاب، مثل مدينة العلوم التي استعادت مجموعة من المباني الصناعية القديمة، وقصر الفنون، ومتحف الفن المعاصر الفريد من نوعه في العالم الذي يقصده طلاب الهندسة المعمارية من كل صوب. ومن المواقع التي تشهد على حيوية الحركة الإبداعية في نابولي محطات المترو التي تحوّلت إلى صالات فنية لعرض أعمال الرسّامين والنحّاتين الشباب. وقد صنّفت جريدة "الدايلي تلغراف" البريطانية، مؤخرًا، هذا المترو على أنه الأجمل في العالم، لما يحويه من أعمال فنّية لكبار الفنانين المعاصرين في المدينة.

وهناك أيضًا مدينة تحت المدينة في نابولي، يعود حفرها إلى بدايات القرن السادس عشر لاستخراج الصخور البركانية لبناء القصر الملكي، ثم راحت الحفريات تتسّع لبناء خزّانات للمياه ودهاليز وممرات غالبًا ما كان يستخدمها المهرّبون، ولعبت دورًا مهمًا خلال الحرب العالمية الثانية في تخزين أسلحة الجيش الأميركي ومعدّاته بعد نزوله على شواطئ نابولي، ليبدأ منها حملة استعادة إيطاليا من القوات النازية.

ومن الزيارات المشّوقة في نابولي الأسواق الشعبية التي يتبضّع منها يوميًا أهل المدينة بأسعار في متناول الطبقة المستورة. فهي تعطي فكرة دقيقة عن نبض المدينة ومزاج أهلها، وتعرض أمام الزائر المأكولات والأطباق التقليدية التي اشتهر بها مطبخ المدينة. ومن بين المتاحف الكثيرة التي يزيد عددها على الثلاثين في هذه المدينة، لا بد من تخصيص زيارة للمتحف الوطني الذي يضمّ مجموعة من التماثيل الرخامية الفريدة من نوعها في العالم، إلى جانب مجموعة من المنحوتات الجريئة من "بومبيي"، تحتاج إلى إذن خاص وتحديد موعد لزيارتها.

ومع مرور الوقت، يدرك الزائر أنه رغم الصعاب والتناقضات التي تعاني منها كل المدن الكبرى، تبقى نابولي حالة خارجة عن المألوف، تنادينا كي نعيشها ونتمتع بها بكل حواسنا: الآثار والروائع الفنية التي تطالعنا عند كل زاوية، والصخب الذي يرافق أنشطتها المسرحية والموسيقية ومهرجاناتها طوال العام، والهوس الذي تجاوز كل الحدود بكرة القدم حتى رفع مارادونا إلى مرتبة القداسة، ناهيك من كونها مهد أشهر طبقين في المطبخ الإيطالي والعالمي: البيتزا والموتزاريلا المصنوعة من لبن الجاموسة.

نابولي هي أيضًا منطلق لزيارة مواقع كثيرة من أجمل ما يمكن أن تقدمه إيطاليا للسائح في منطقة ذائعة الصيت برومانسيتها ومناظرها الطبيعية الخلابة. مواقع على مسافة قصيرة من نابولي، مثل جزيرة كابري التي تغنّى بها الشعراء وغنّى لها المطربون وكانت مسرحًا لغراميّات شهيرة في التاريخ... أو قرية "بوزيتانو" التي تتدلّى كالعقد فوق الشاطئ، ويعدها كثيرون أجمل قرية في العالم... أو مدينة "بومبيي" التي تنام تحت رماد البركان الذي قذفها بملايين الأطنان من الحمم اللاهبة في القرن الأول قبل الميلاد، والتي ما زالت جوهرة أثرية تكشف لنا أسرار حياة الطبقة الأرستقراطية في الإمبراطورية الرومانية، وأنماط العيش فيها.

وعندما يتجول الزائر في شوارع "بومبيي"، ويرى منازلها ومبانيها الرسمية، يشعر بأن الزمن قد توقف يوم انفجر البركان، وطمرت حممه المدينة بمن فيها، وبقي كل ساكن في الوضع الذي كان عليه عندما فاجأته الكارثة. أجساد وأدوات مفحمة، وفسيفساء ورسوم جدارية ملونة، كأن السنين لم تمرّ عليها. وتشرف منظمة اليونيسكو حاليًا على مشروع لصيانة الموقع الذي يتعرض منذ سنوات للتداعي بسبب الإهمال، وتقوم بنقل القطع الأثرية النفيسة إلى المتحف الوطني، حيث توجد مجموعات من الأدوات المذهلة بإتقانها وفخامتها، مثل الأثاث المنزلي ولوازم الطهي والمعدات الجراحية.

ونختم زيارتنا بنزهة مسائية على الطريق البحري في حي "سانتا لوتشيّا" الذي يربطه جسر بالقصر البحري الذي يعرف بقصر البيضة، إذ يقال إن الشاعر فيرجيل دفن في أساساته علبة سرية، وضع فيها بيضة يُعتقد أن سلامتها من سلامة القصر والمدينة. لكن المهم في هذا القصر المطاعم الممتازة التي تقدم أطايب الأطعمة البحرية في نابولي، وحيث نتذكر أنه ليس بالبيتزا وحدها يحيا الإنسان.

وقد يهمك أيضًا

إيطاليا تُعلن عن استراتيجية "عائد المواطنة" بإقليم "موليزي" وتمنح القاطنين 700 يورو شهريًا

 

13 نصيحة عليك اتباعها عند السفر إلى إيطاليا في الخريف منها تجنب السرقات والنصب

 

 

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نابولي الوجه المتمرد في إيطاليا تجذب ملايين الزوار الباحثين عن الأصالة نابولي الوجه المتمرد في إيطاليا تجذب ملايين الزوار الباحثين عن الأصالة



GMT 13:57 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

بورميو الإيطالية وجهة مثالية لعشاق رياضة التزلج

GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشطة سياحية يمكنك القيام بها في أومبريا الإيطالية

GMT 09:23 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات السياحية الجديرة بالزيارة في فصل الشتاء

GMT 09:39 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح يجب معرفتها قبل السفر إلى الجزائر للمرة الأولى

GMT 15:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد زاهر يتعاقد علي بطولة مسلسل سيد الناس رمضان 2025
لايف ستايلأحمد زاهر يتعاقد علي بطولة مسلسل سيد الناس رمضان 2025

GMT 10:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة
لايف ستايلإطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 15:37 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد
لايف ستايلالأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد

GMT 13:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
لايف ستايلقرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 20:31 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 16:51 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كيف تتخلصين من رائحة الجسم الكريهة

GMT 21:17 2020 الإثنين ,31 آب / أغسطس

أسباب تفرق الأصدقاء

GMT 11:46 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

النقّاد يختارون أفضل ممثل وممثلة في دراما رمضان

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المسعود يؤكّد أن السياحة تؤدي إلى النهوض بالتعليم والصحة

GMT 05:49 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

شلال ماء يتجمد ويصبح مزارًا لهواة التسلق

GMT 22:14 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

العطور أقوى أسلحتك لجذب أي رجل

GMT 12:45 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أبحث عن السعادة

GMT 04:01 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نسرين أمين تجسد شخصية "شربات" في "شقة فيصل"

GMT 08:17 2017 الخميس ,09 شباط / فبراير

الغموض و السحر يسيطران على تشكيلة Dior لعام 2017

GMT 06:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة توضح تأثير تناول "الأسبرين" على منع أنواع السرطان

GMT 12:58 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

عائشة رمضان تقدم مجموعة راقية من الأزياء للمرأة العربية

GMT 18:10 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

أنماط الجينز الأكثر شعبية لخريف وشتاء 2024
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle