arablifestyle
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 16:13:39
لايف ستايل

الرئيسية

بلدة بنجوين العراقية تحوّلت إلى منتجع لهواة التزلج

لايف ستايل

لايف ستايلبلدة بنجوين العراقية تحوّلت إلى منتجع لهواة التزلج

بلدة بنجوين العراقية
كردستان - لايف ستايل

شهدت بلدة بنجوين الجبلية العراقية الكردستانية حركة سياحية نشطة في الشتاء الأخير بعدما حوّلها مدرّب باسكي إلى منطقة للتزلج، ليستبدل صوت الحرب والطلقات في هذه الرقعة بمتعة ارتداء زلاقتين وممارسة الرياضة على الثلج. حين رأى إيغور أوريزار بلدة بنجوين الجبلية، التي تبعد 300 كلم شمال شرق بغداد، ارتسمت في مخيلته صورة لهذه البلدة الحدودية المنزوية في جبال ناصعة تكسو الثلوج قممها وقد تحوّلت إلى منتجع يرتاده هواة التزلج على الجليد. 

بعد أربع سنوات من العمل الشاق يفتخر أوريزار اليوم بأنه مؤسّس أول مدرسة للتزلج على الجليد في العراق، وبالكاد يستطيع إخفاء شعوره بالارتياح. وقال أوريزار، وهو مدرّب على التزلّج من مقاطعة الباسك الأسبانية، إن طريق الوصول إلى هذه المرحلة كان طويلًا، ولكنه يستحق العناء. 

وفي شتاء العام الماضي حتى الأشهر الأولى من 2013 توافد أكثر من 100 زائر على هذه المنطقة المنسية، التي شهدت نزاعات لا تُحصى، بينها حرب الخليج الأولى عام 1991، وغزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003. واكتشف الزوار أن هناك شيئًا غير الحرب في هذه الرقعة، هو متعة ارتداء زلاقتين والانطلاق بهما على سطح ناعم من الثلج.  لكن غالبية الزوار غافلة في غمرة استجمامها عن التحديات التي واجهت بناء هذا المنتجع في واحدة من أشد المناطق الجيوسياسية تفجّرًا في العالم.  ونقلت صحيفة الغارديان عن المدرّب الباسكي أوريزار أن محاولته الأولى كانت عام 2009 في قرية بشكالة الكردية في تركيا، التي تبعد نحو 1000 كلم شرق أنقرة.

وأضاف "إن حالة الثلج كانت مثلى، ولكن الشرطة التركية نظرت بعين الشك إلى وجود غربي في قرية كردية على الحدود مع إيران، حتى إنني وجدتُ نفسي مضطرًا لمغادرة المكان بعد أسبوع على وصولي".  من مدينته دورانغو على بعد 400 كلم شمال مدريد، اتصل أوريزار بجمعية دجلة، التي أسّسها باسكيون وكرد لدعم المشاريع التنموية في المنطقة الكردية. واقترحت عليه الجمعية أن يكرّر محاولته عام 2010، ولكن هذه المرّة في كردستان العراق، حيث يتمتع السكان بقدر واسع من الحكم الذاتي منذ عام 1991. 

اكتشف أوريزار بلدة بنجوين خلال البحث عن أفضل بقعة للتزلج على الجليد في المنطقة. ومن حسن حظه، كما يقول، إنه أخذ معه زلاقتين، فكان بمقدوره أن يقدم مشروعه للسلطات المحلية على الطبيعة. وفي النهاية تلقى الضوء الأخضر من الحكومة المحلية في ذلك العام. وما كانت فكرة المشروع لتُترجم على أرض الواقع لولا مساعدة المسؤول في حكومة إقليم كردستان فلاح صلاح عضو جمعية دجلة أيضًا. وقال صلاح لشركة خدمات المشاريع الصناعية الأسبانية "إن هدفنا على المدى البعيد هو استيراد نموذج "الأسبوع الأبيض"، الذي أثبت نجاحه إلى كردستان"، في إشارة إلى توافد أكثر من 5000 تلميذ وتلميذة من مدارس شمال أسبانيا للتزلج على الجليد في جبال البرانس بين فرنسا وأسبانيا خلال فترة تمتد 14 أسبوعًا كل عام.  وأصبح هذا البرنامج قطاعًا حيويًا من الاقتصاد المحلي لوادي رونكال في أسبانيا، بحيث إن كثيرين يخشون ألا تتمكن المنطقة من العيش بدون سياحة التزلج على الجليد.

ويعتقد صلاح أن منطقة الحدود العراقية المحرومة اقتصاديًا، حيث تربية الأغنام والزراعة هما مصدر الرزق الأساسي تقليديًا، يمكن أن تحقق منافع كبيرة من تنفيذ مشروع مماثل فيها.  يرتاد المتزلجون محال خاصة لاستئجار عدّة التزلج منها، ويتناولون وجبات الكباب في المطاعم المحلية، وفي النهاية يقضون نهاية الأسبوع في بنجوين نفسها، التي لم تكن قبل ذلك سوى نقطة عبور، يمر بها اللاجئون الهاربون على جانبي الحدود الإيرانية ـ العراقية. لم تكن إقامة علاقة حميمة بين السكان المحليين والرياضة الشتوية عملية صعبة.

فالكرد، الذين نشأوا وكبروا في الجبال التي تغطيها الثلوج أشهرًا عديدة من السنة، سرعان ما أقبلوا من كل الأعمار تقريبًا على المشاركة في هذا النشاط الممتع، الذي يسميه أوريزار "تزلجًا مستدامًا".  ولا تفسد المشهد الخلاب في هذه المنطقة من كردستان العراق مصاعد نقل المتزلجين إلى قمم الجبال أو غيرها من الإنشاءات الحديدية، بل هناك مبنى بلدي بسيط قريب من موقع التزلج، يضم عدّة هذه الرياضة.

وفي الخارج يشق الأرض ممر غير ظاهر لإرشاد المتزلجين مسافات طويلة عبر الأحراش إلى الفضاء المفتوح.  حصلت دلوش فتاح معلمة التربية البدنية في إحدى مدارس قضاء رانية على بعد 330 كلم شمال شرق بغداد، على زلاقتين في بنجوين عام 2012، وقالت إنها قضت وقتًا ممتعًا، حتى إنها عادت بعد عام لتكون هذه المرة مدرّبة ضمن مجموعة مدرّبين تعلموا في جبال البرانس خلال الأسبوع الأول من نيسان/إبريل.  ورغم أن دلوش البالغة من العمر 25 عامًا ما زالت بحاجة إلى تحسين طريقتها في التزلج، فإنها أكدت "أن الأهم في الوقت الحاضر هو نقل ما تعلمتُه إلى أطفالنا هنا"، ثم أشهرت باعتزاز شهادة نالتها من مدرسة وادي رونكال للتزلج في أسبانيا.  تشيا حسن مدرّب تزلج كردي آخر من المرجّح أن يسلّمه أوريزار إدارة المدرسة في شتاء 2014. وقال حسن البالغ من العمر 31 عامًا "خلال زيارتنا لجبال البرانس شاهدنا التطور الذي حققته رياضة التزلج في منطقة جبلية مماثلة لمنطقتنا". وأضاف إن "سكان تلك المنطقة كانوا مثلنا يعيشون على الحطب وتربية الماشية، إلى أن اكتشفوا أن الثلج أيضًا يمكن أن يكون مربحًا من الناحية الاقتصادية". 

تلقى مركز التزلج في بنجوين دعمًا كبيرًا هذا العام حين تناقلت قصته قنوات تلفزيونية وصحف محلية. وأثار النبأ فضول الجانب الآخر من الحدود، فوصلت دعوة إلى صاحب فكرة المشروع أوريزار من بلدة سردشت الكردية الإيرانية لإطلاع المسؤولين فيها على تفاصيل المشروع. ويعتقد أوريزار أن أفضل بقعة للتزلج على الجليد هي في هضبة قنديل الشاهقة على ارتفاع 3000 متر في مثلث الحدود العراقية ـ التركية ـ الإيرانية. وقال صلاح بتفاؤل إن التزلج في جبال قنديل قد يكون ممكنًا ذات يوم إذا تكللت المفاوضات بين أنقرة وكرد تركيا بالنجاح. في هذه الأثناء تبقى جبال قنديل معقلًا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يخوضون كفاحًا مسلحًا من أجل حقوق الكرد في تركيا. وأشاع وقف إطلاق النار، الذي أُعلن أخيرًا أجواء من التفاؤل بحلّ النزاع عن طريق المفاوضات بعد أكثر من ثلاثة عقود من العنف. وينتظر سكان المنطقة بفارغ الصبر أن يحل صوت الزلاقات تتهادى على ثلوج المنطقة محل أزيز الرصاص وهدير المدافع في بقعة، يقول صلاح "إنها فردوس ينتظر من يكتشفه".    

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلدة بنجوين العراقية تحوّلت إلى منتجع لهواة التزلج بلدة بنجوين العراقية تحوّلت إلى منتجع لهواة التزلج



GMT 10:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة
لايف ستايلإطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 15:37 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد
لايف ستايلالأسبرين يقلّل من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد

GMT 13:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
لايف ستايلقرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 20:31 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 16:51 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

كيف تتخلصين من رائحة الجسم الكريهة

GMT 21:17 2020 الإثنين ,31 آب / أغسطس

أسباب تفرق الأصدقاء

GMT 11:46 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

النقّاد يختارون أفضل ممثل وممثلة في دراما رمضان

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

المسعود يؤكّد أن السياحة تؤدي إلى النهوض بالتعليم والصحة

GMT 05:49 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

شلال ماء يتجمد ويصبح مزارًا لهواة التسلق

GMT 22:14 2016 السبت ,24 أيلول / سبتمبر

العطور أقوى أسلحتك لجذب أي رجل

GMT 12:45 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أبحث عن السعادة

GMT 04:01 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نسرين أمين تجسد شخصية "شربات" في "شقة فيصل"

GMT 08:17 2017 الخميس ,09 شباط / فبراير

الغموض و السحر يسيطران على تشكيلة Dior لعام 2017

GMT 06:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة توضح تأثير تناول "الأسبرين" على منع أنواع السرطان

GMT 12:58 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

عائشة رمضان تقدم مجموعة راقية من الأزياء للمرأة العربية

GMT 18:10 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

أنماط الجينز الأكثر شعبية لخريف وشتاء 2024
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle