الحنين إلى الحبيب السابق بعد الانفصال ظاهرة شائعة قد تتكرر على مدار حياتنا، ولعل التماس الصفح من الحبيب السابق بعد الانفصال هو عادة متأصلة في نفسياتنا، وفي هذا الصدد عللت هيلين فيشر، عالمة الأعصاب في معهد كينسي، ذلك بالقول إن المرء عندما يحدث الانفصال يدخل في طور "احتجاج"، إذ يتملك الطرف المرفوض رغبة جارفة لاستعادة حب الطرف الذي يقرر إنهاء العلاقة، وفقا لتقرير نشرته "بي.بي.سي".
وأجرت فيشر ومجموعة من العلماء دراسة أخضعت فيها 15 شخصا تعرضوا للرفض من شركاء حياتهم مؤخرا لأجهزة مسح الدماغ. وعندما شاهد المشاركون صور معشوقيهم الذين رفضوهم، لاحظ العلماء نشاطا في المناطق المرتبطة بالمكاسب والخسارة والاشتياق وتنظيم المشاعر من الدماغ، وكذلك المناطق المرتبطة بالتعلق العاطفي.
وتقول فيشر: "لا ينتهي الحب بعد الرفض، بل إن الطرف المرفوض قد يتيم عشقا بالشخص الذي رفض الارتباط به. وتنشط المنطقة المرتبطة بالإدمان من الدماغ"، لذا يزداد إفراز الدوبامين والناقل العصبي نوريبنفرين المرتبط بالضغط العصبي، وتزداد الرغبة في ملاحقة الشخص الذي رفضنا وجعلنا نشعر بالإحباط. ولهذا تقول فيشر إن البعض قد يذهب إلى أبعد حد لاستعطاف الطرف الذي رفضه حتى يصفح عنه.
ولاحظ الفريق أن منطقة النواة المتكئة المرتبط بالإدمان في الدماغ نشطت لدى المشاركين، رجالا ونساء، وكانوا يفكرون بشكل مبالغ فيه في شركاء حياتهم الذين رفضوهم ويتلهفون للعودة إليهم، حيث تقول فيشر إن الأشخاص الذين انفصلوا عن شركاء حياتهم ثم عادوا إليهم مرات عديدة يدمن كل واحد منهم الآخر، ولن يتمكنوا من الانفصال تماما إلا بعد أن يتخلصوا من (الإدمان)".
ويقول رين ديلي، الباحث في العلاقات العاطفية بجامعة تكساس، إن شعلة الحب والتعلق بين شريكي الحياة قد لا تنطفئ رغم كثرة الخلافات. وقد يكون سبب الانفصال هو عدم القدرة على حل الخلافات أو التعامل معها. وربما يشعر الطرفان أنهما أصلحا علاقتهما ويحاولان تجديدها.
وتقول كريستين مارك، الأستاذة المتخصصة في الصحة الجنسية بجامعة كنتاكي: "إن الأشخاص الذين يشعرون بالرغبة في العودة إلى شركاء حياتهم السابقين رغم أنهم كانوا يسيئون معاملتهم، يخشون في الغالب من الوحدة، إذ يفتقدون هذا الجانب الإيجابي من العلاقات، ويشعرون بالفقدان والحزن بسبب الانفصال".
وأشارت دراسة أجريت على مشاركين مروا بتجربة انفصال مؤخرا إلى أنه كلما زاد الشعور بالخوف من العزوبية، زاد الشعور بالحنين إلى شريك الحياة السابق وزادت الرغبة في إعادة المياه إلى مجاريها.
ويرى غيل سالتز، أستاذ الطب النفسي بكلية وايل كورنيل للطب في نيويورك، إن "مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" وغيرها تسهل العثور على شريك الحياة أو الحبيب السابق وإحياء العلاقة مجددا، موضحًا أن وسائل التواصل الاجتماعي تحول دون طي صفحة الماضي والبدء من جديد، إذ يظل رواد هذه المواقع يراقبون خفية منشورات شركاء حياتهم أو رفقائهم السابقين".
وينصح الكثيرون بالابتعاد تماما عن شريك الحياة بعد الانفصال لفترة تتراوح ما بين 30 و60 يوما، أو حتى للأبد، على أساس أن هذه الفترة سيستغلها الطرفان لإصلاح أنفسهما. ويقترح الكثيرون إرسال رسائل نصية لرفقائهم أو أزواجهم السابقين لتذكيرهم بالأوقات الممتعة التي أمضياها معا، وإثبات أنهم تغيروا أثناء هذه الفترة.
وعن مزايا الانقطاع عن التواصل بشريك الحياة السابق، تقول فيشر: "إن التعافي من انكسار القلب يشبه علاج الإدمان، إذ يتطلب الأمر الابتعاد عن كل ما يذكرك بشريك الحياة السابق، والتوقف عن متابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصال به"، فيما ترجع بروغارد ذلك إلى أن هذه الفترة تساعد على تخفيف حدة المشاعر السلبية، كالغضب وخيبة الأمل وما إلى ذلك.
قد يهمك ايضا:
أنا وزوجتي في خلاف دائم وأفكر بالانفصال
5 طرق لتخفيف التوتر والضغط النفسي لمرضى السرطان منها التعبير عن المشاعر
GMT 15:27 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر
تصالح المراهق مع نفسه أولى خطوات الثقةGMT 13:36 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر
كيفية التعامل مع التحديات السلوكية في مرحلة الطفولةGMT 14:49 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر
التعرف على الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولةGMT 15:06 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر
طريقة لمنع طفلك من ضرب الآخرين حتى لا يصبح متنمراًGMT 13:27 2023 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر
كيفية التعامل مع الصدمات النفسية عند الأطفال Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك