يواجه المراهقون مُستويات مرتفعة من القلق أثناء سعيهم نحو تحسين قدراتهم.. وبناء مفهوم إيجابي عن ذاتهم، وفي هذا المجال أشارت دراسة بأن مفهوم المراهق عن ذاته وتصالحه مع نفسه.. يلعب دوراً أساسياً في صحته النفسيّة والعاطفيّة، فإذا شعر المراهق - مثلاً- بشعورٍ جيدٍ حيال نفسه.. وكان متصالحاً مع نفسه، سيكون أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين وتقدير الدعم المُقدم له في المدرسة أو المنزل والاستفادة منه.
بالتقرير سنتعرف على معنى التصالح مع النفس، وخطوات التصالح.. ودور الآباء في تدعيم ثقة المراهق بنفسه. لقاؤنا والدكتور جمال عبد العزيز المستشار الاجتماعي بمعهد البحوث لمزيد من الشرح والتفسير.
معنى التصالح مع النفس
هو التعامل بتلقائية مع النفس دون تكلف وتصنع أو مباهاة، هو الرضا والقناعة بما أنت عليه، قابل لما قسمه الله من خصائص ومزايا وكذا النواقص.
تصالحك مع ذاتك صديقي أو صديقتي المراهقة.. يعني أن تتقبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك لا تكرهه.
المتصالح مع نفسه.. يركز على مزاياه ويعمل على تحسين عيوبه دون ملل وكسل، بينما عدم التصالح مع الذات، يعني وجود مشاعر سلبية تزداد يوماً بعد يوم.
وهذه المشاعر تُتعب صاحبها، وتتحول إلى هاجس مقلق لا تفارقه، وكثيراً ما تجعل المراهق يختلف مع نفسه في شتى المواضيع.
عناصر التصالح مع الذات
وجود الابتسامة على وجهك طيلة الوقت، هي علامة أنك متصالح مع نفسك، ولا تود إبراز أي هموم أو مشكلات للآخرين.
تواجدك في موقف صعب تكون فيه أحد الخصوم.. وتسامحك، يعني أنك شخص لا تحب المشكلات، ولا الخصام أو المشاعر السلبية.
كما أن تقبل الآخرين بعيوبهم وميزاتهم والتعاون معهم، يعني أنك شخص متصالح جداً مع نفسه، ومدرك أنه لا يوجد شخص بلا عيوب.
التفاؤل: الشخص المتصالح مع نفسه يتوقع الأفضل والخير دائماً، والابتعاد عن التوقعات السلبية أو مجاراة الواقع التشاؤمي.
الشخص المتعصب لرأيه غير متصالح مع ذاته على الإطلاق، هو شخص يحاول إثبات وجوده وفرض رأيه.
الإنصات: أنت تنصت للأفكار التي يبثها الناس من حولك، وتوفر الوقت والجهد لتلقين الآخرين المعلومة بسرعة نتيجة إنصاتك وتركيزك.
دور الآباء في تدعيم تصالح المراهق مع نفسه
علم ابنك المراهق أسلوب حل المشكلات...احترم ذوق ابنك في اختيار الأشياء.
حدد وقتاً للجلوس مع ابنك، وتذكرا معاً الأوقات السعيدة...إياك والإفصاح عن سر ابنك لأحد. دور الآباء في بث الثقة.
الحب ولمسة الحنان حل لكثير من المشاكل فلا تتغاضى عنهما...قدر ما يقوم به ابنك سواء كان التقدير بالكلام أو النظرة.
لا تقل له أنت ما زلت صغيراً...تابع ولا تراقب، لا تتصرف معه كشرطى تراقبه.
شارك ابنك في اللعب...لا تهن ابنك أبداً أمام الآخرين.
اهتم بتغذيته الصحية وممارسة الرياضة..وعلم ابنك أن الإيجابية أسلوب حياة.
خطوات ..تصالح المراهق مع نفسه
ممارسة التمارين الرياضية
يستطيع المراهق الاستفادة من التمارين المنتظمة، حيث إن النشاط البدني وحده يستطيع تحسين وتقدير مفهوم الذات بالنسبة للمراهقين.
و مع بيئة النشاط البدني- بالنادي أو الساحة الرياضية- يظهر المراهق تطوراً واضحاً، للمصالحة مع الذات مقارنةً بالذين يتمرنون في البيت .
التركيز على التصالح مع الذات وليس تقديرها
تشير الدراسات إلى أن التصالح مع الذات هو الحافز للكفاح المستمر والأداء الذي يجعل المراهق يتعامل مع ذاته بلطفٍ وانفتاح.
بدليل أن المراهقين الذين يتمتعون بمستوىً أعلى من التصالح مع النفس، قد أظهروا مستوىً أعلى من الصحة النفسيّة.
وذلك لأنهم كانوا متصالحين مع أخطائهم، ويتعاملون مع أنفسهم بلطف كما لو كانوا يفعلون مع أي صديق.
تخلي عن المقارنة الاجتماعية
كثير من المراهقين في حالة تركيزهم على تقدير الذات، يميلون إلى الوقوع في مقارنة أنفسهم مع الآخرين، وغالباً ما يشعرون بأن لديهم “جمهوراً خيالياً” ينظر إليهم.
بالإضافة إلى أنهم يصبحون أكثر حساسيةً تجاه ممن حولهم، ولهذا فهناك رابط ما بين منصات التواصل الاجتماعي والاكتئاب.
الاستفادة من مهاراتٍ محددة
إن مجمل تقدير المراهق لذاته أو شعوره بالقيمة، ينحدر من ثمانية مجالات مختلفة هي:
المنافسة الرياضية، والمنافسة الدراسية، والقاعدة السلوكية، والتقبل الاجتماعي، الصداقة الحميمة، الطابع الرومانسي، الرضا عن العمل، وأيضاً المظهر الخارجي الجذاب.
مساعدة الآخرين وخاصةً الغرباء
بعض المراهقين يشعرون بشعورٍ أفضل نحو أنفسهم عندما يتواصلون مع الآخرين،
وفي دراسةٌ أجريت شملت نحو 681 مراهقاً، تتراوح أعمارهم ما بين 11- 14، تم دراسة سلوكهم العاطفي والتعاوني خلال مدة الأربع سنوات.
وجد الباحثون أن المراهقين الذين كانوا لطفاء ومتعاونين مع من حولهم ، لديهم مستوىً أعلى من التقدير والتصالح مع النفس.
عكس أولئك الذين يوجهون سلوكهم التعاوني تجاه الغرباء، وليس الأصدقاء والعائلة، لا يظهرون انسجاماً وتصالحاً.
قد يهمك أيضا:
GMT 13:36 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر
كيفية التعامل مع التحديات السلوكية في مرحلة الطفولةGMT 14:49 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر
التعرف على الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولةGMT 15:06 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر
طريقة لمنع طفلك من ضرب الآخرين حتى لا يصبح متنمراًGMT 13:27 2023 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر
كيفية التعامل مع الصدمات النفسية عند الأطفالGMT 16:59 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر
دراسة جديدة تُؤكد أن هناك علاقة بين العمر و احتمالية إدمان الإنترنت Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك