في كثير من الأحيان تتعرض الأمهات لعنف زائد عن الحد، والأخطر من ذلك هو عدم شعور الآباء بما يفعلوه بهن وهي الكارثة الكبرى، لأن أغلب الآباء يظنون أن الحفاظ على الأسرة والحياة الزوجية مسؤولية الزوجات بالدرجة الأولى، لهذا لا يكترثون أبدا في ما يتعرضن له، فهم يعلمون أن كثير منهن سيتحملن ذلك، وما هو أكثر منه لتسير الحياة ولتبقى الأسرة في مأمن .. ولكن على حساب من؟
الأم المعنفة ليست وحدها الضحية
عندما تبدأ الأم في تجاهل ما تتعرض به من مظاهر العنف المختلفة والتي قد تكون ضرباً، أو إهانة، وتجريحاً، أو تشريداً، من أجل أطفالها، تبدأ قنبلة موقوتة التكوين داخلها والإعداد والتهيئة للإنفجار في الوقت الذي تكون فيه الأم غير قادرة على إستيعاب أي من مظاهر العنف المختلفة التي لا يتراجع فيها الأب، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا عليها وعلى أطفالها فهم المستقبل الوحيد أمامها، وهنا تكمن الخطورة.
تدهور الحالة النفسية
عندما تفقد الأم القدرة على التحمل، وهو أمر وارد جدا ويحدث من حولنا ويوميا، تصبح شديدة الإنفعال، متوترة، فاقدة للتركيز مع الأطفال والبيت، وقد تتحول في كثير من الأحوال إلى كتلة من الصمت وقد يتملك الإكتئاب منها، وتكره حياتها وتشعر بأنها كالغريق الذي يستنجد قبل الغرق بأعلى صوت .. فهل من ملبٍّ لها.
من يرعى الأم المعنفة؟
هل سيقوم الأب برعايتها بجانب رعاية أطفاله، هل سيتفرغ للإهتمام بالمنزل والأطفال وبها أيضا بعد أن ساءت صحتها النفسية وتملك منها الإكتئاب، بسبب ما تعرضت له، مرة بالضرب، وأخرى بالسب، وثالثة بقلة التقدير والإهمال.
دور المجتمع؟
إذا كان بعض الآباء يسخّرون بنفسية الأم، ولا يقدرون قيمة ما تقوم به من مسؤوليات تجاه أسرتها وأطفالها، ولا يحرصون على بقائها بصحة جيدة سواء جسديا أو نفسيىا، ولا يدركون قمية أن تظل هكذا من أجل الحفاظ على الأسرة وعلى أطفالها، فعلى المجتمع والجهات المعنية أن ينظروا للأمر بجدية، وأن يجتهدو لحماية الأمهات المعنفة من العنف، حفاظا عليها وعلى دورها المثمر في تنمية المجتمع وحفاظا على الأبناء شباب المستقبل، وأساس نهضة البلاد.