لا شكّ بأنكِ كأمّ تسعين دائماً لتقديم الأفضل لطفلكِ، والقيام بالخيارات الصائبة التي تنعكس عليه إيجابياً في حياته المستقبلية... ولكن في نهاية المطاف، وعلى رغم مساعيكِ الحثيثة، لا أحد مثالياً، وقد تقعين وزوجكِ في شرك بعض الأخطاء الشائعة والنمطية التي لا يكون لها الأثر المرجو!
إكتشفي في هذا السياق أبرز العادات التي يقوم بها جميع الأهل، والتي تؤثر بشكل سلبي على الطفل وعليكِ التوقف عن فعلها في أقرب وقت:
تفادي الموقف الصارم والحازم:
تخشين التصرف بقسوة مفرطة مع طفلكِ، لتكوني متساهلة ومتسامحة؛ هذه الإسترتيجية في التعامل ليست بالسيئة إطلاقاً إن تمّ إعتمادها بإعتدال، ولكن معظم الأهل يقعون ضحية التساهل المفرط! فمن المفترض أن يفهم طفلك أنكِ ووالده تضعان القوانين، وعليه إحترامها وإتباعها. كوني حازمة في قراراتكِ معه عند اللزوم، ولكن إبتعدي عن أي عنف لفظي كان أو جسدي.
المفاخرة به على مواقع التواصل الإجتماعي:
إنّه طفلكِ الحبيب الذي تفخرين بأصغر إنجازاته، فكيف تكبحين نفسكِ من مشاركة العالم بكلّ ما يفعله؟ خطأ شائع يرتكبه معظم الأهل على رغم حسن النية، ألا وهو الإفراط في مشاركة الصور وحتى المنشورات المكتوبة عن أطفالهم. ففي كلّ مرة تريدين نشر أي من صوره أو تفاصيل عنه، تذكّري أن صغيركِ سيصبح رجلاً في يومٍ من الأيام، ويستطيع هو وأصدقاؤه ومعارفه أن يطّلع على كلّ هذه التفاصيل، فهل ستكون مناسبة للنشر؟
الثرثرة:
آخر ما تريدينه هو طفل ثرثار يستمتع بفضح أسرار المنزل أو أسرار أصدقائه! وصدّقي أم لا، هذه العادة تبدأ من المنزل. فأنتِ قد تنسين أن طفلكِ هو كالإسفنجة يقوم بإمتصاص كلّ تصرف تقومين به في حضرته. لذلك، إحذري الثرثرة أمامه، مهما كانت "بريئة" وغير مضرّة، كي لا يقوم بالمثل.
الحكم على الأهل الآخرين:
لكلّ والدين نمط خاص يتبعانه في تربية أطفالهما، ويؤمنان بفعاليته. ولكن ما يحدث للأسف في معظم الحالات هو إنتقاد الأهل الآخرين في حضرة الطفل، وعزلهم أو قطع العلاقة بهم بسبب الإختلاف في طريقة التربية أو اتخاذ بعض القرارات. هذا الأمر يعلّم طفلكِ أوّلاً التنمّر، نبذ الآخر المختلف عنه، وعدم الإنفتاح على وجهات النظر المختلفة.
إنعدام الروح الرياضية:
كلّنا نتمنى أن يكون أطفالنا الأفضل، وأن يفوزوا في كلّ ما يشاركون به، ولكن ذلك لا يبرّر ردّة الفعل العفوية والنمطية عند خسارته؛ فأنتِ إمّا تتّهمين الطرف المشرف على المسابقة بالتواطؤ، أو أحد المشاركين بالتأثير على طفلكِ سلباً، أو حتى توبخين طفلكِ بالتقصير وعدم تقديم "أفضل ما عنده". وعلى عكس ما تظنين، أنكِ بذلك لا تقوّين شخصيته وتشجعينه على التحسن، بل أن الأثر سيكون معاكساً تماماً. لذلك، أظهري روحاً رياضية في التعامل مع الخسارة أمام طفلكِ، ولا تخشي من شرح مبدأ الخسارة والربح منذ صغره كي يستطيع تقبّل النتيجة مهما كانت.
فمن أصل 5، ما هو عدد العادات التي تقعين ضحيتها كأم؟ شاركينا رأيكِ في الموضوع ضمن خانة التعليقات!