حالة من الجدل أثيرت بعد تداول صورة "حضن" جمع بين منتقبة باكية وشرطية دنماركية، خلال تظاهرات خرجت ضد قانون حظر النقاب في الدنمارك، بدأت بانتقاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتصرف الشرطية، وانتهت بتحويلها للتحقيق بعد نحو شهر من التقاط مصور "رويترز" للصورة.
وكانت هيئة الفصل في الشكاوى بالشرطة الدنماركية، قالت إن "تحقيقات تجرى مع شرطية احتضنت محتجة منقبة أثناء مظاهرة في كوبنهاجن ضد حظر غطاء الوجه".
وحسبما ذكرت "رويترز"، التقطت صورًا للواقعة في أول أغسطس، فيما بدا أن المحتجة كانت تبكي عندما بدأ سريان حظر غطاء الوجه في الأماكن العامة على مستوى البلاد.
وقال ماركوس كنوت، النائب بالبرلمان عن حزب "الأحرار" المناهض للمهاجرين، وهو الحزب الأكبر في الحكومة، إن "الصورة جعلت من الشرطة فاعلًا بشكل غير إرادي في جدل سياسي في غاية الحساسية ما كان يتعين أن تشارك فيه".
ولفت هو وغيره انتباه الهيئة المستقلة للفصل في الشكاوى إلى الواقعة، وأضاف أن "مهمة الشرطة هي إنفاذ القانون، وليس احتضان من يعارضونه".
ومن ناحيته، قال توربين كوتش، محامي الشرطية إنها "شعرت أنها تعاملت بشكل يتناسب مع الموقف في إطار دورها بوصفها شرطية حوار، وهو تخصص نشأ لتخفيف التوترات أثناء المظاهرات".
وأفاد كوتش بأن "هذا محض هراء، وكما قالت موكلتي لو كان أي شخص آخر في الموقف نفسه لفعلت الشيء نفسه، لذلك فالأمر لا علاقة له بارتدائها النقاب".
جدير بالذكر أن القانون الجديد يحظر ارتداء النقاب أو البرقع أو اللحية المزيفة في الأماكن العامة، ويعاقب المخالفين بغرامة تبلغ ألف كورون دنماركي، وإذا تكررت المخالفات فإن الغرامة يمكن أن تصل إلى عشرة آلاف كورون.
وكانت المنتقبة التي تدعى "آية" تبلغ من العمر 37 عامًا، التي احتضنت الشرطية شاركت في مظاهرة لمئات الرافضات للقانون ضمن تظاهرة انطلقت في شوارع نوربرو، في كوبنهاجن.
وحسبما ذكر موقع "ذا لوكال" الإخباري الدنمارك، فإن آندرو كيلي مصور "روتيرز" هو من التقط هذه الصورة، وأصبحت القصة الأكثر قراءة على موقع صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية على الإنترنت، بعدما التقت الصحيفة بالمتظاهرة المنتقبة آية، كما ساعد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على انتشارها، ولم تنجح أي وسيلة إعلامية في الحصول على تعليق من الشرطية.
وقالت آية لـ"رويترز" قبل المظاهرة، إن القانون سيحد من حريتها الشخصية وإن "هذه ليست الدنمارك التي نعرفها لا أستطيع الخروج عندما أرغب، ولدي أطفال، كيف يمكنني أخذهم من الحافلة والمدرسة والقطار؟".
وأضافت المرأة المنقبة، أنها بحسب هذا القانون ستكون مجرد سجينة في منزلها، لكنها تفضل أن تكون سجينة عن أن تخلع نقابها.
فيما أخبرت "بوليتيكن" عقب انتشار صورتها وهي تحتضن الشرطية إنها لا تستطيع تذكر أحداث يوم التظاهرة، "لكني أذكر أنني كنت أتحدث مع الشرطية، ثم بكيت فجأة، وكانت لطيفة وودودة معي، وأخبرتني أنها ضد هذا القانون شخصياً، على الرغم من كونها ضابط شرطة".
وأكدت أن اليوم كان صعبًا للغاية، وأن المتظاهرين كانوا غير آمنين إلى حد كبير، ولم يكونوا يعرفوا ماذا سيحدث لهم ما يمكن توقعه، ولكن ضابطة الشرطة فاجئتهم بسؤالها عما إذا كانوا بخير أم لا، وقدمت لهم الماء.
وذكرت آية أنها كانت لديها مشاعر مختلطة تجاه الشرطية، وأنها كانت تخشى القرب منها لأنه من حقها توقيع الغرامة عليها، فيما شددت السيدة المنقبة على أنها ستستمر في ارتداء النقاب على الرغم من الحظر، بالرغم من أنها لا تتحمل دفع الغرامات.