في أحيان كثيرة يتصادف أن يتغير مسار حياة بعض الأشخاص في أعقاب لجوئه للشعوذة بطريقة أو بأخرى، ويؤدي ذلك إلى تعميق إيمانه بالخرافة بل وربما ينشر هذا الاعتقاد بين الآخرين الذين يُحكى لهم تجربته مع الشعوذة وكيف انتشلته من الضياع وحققت له كل الأحلام.
ومن الأمثلة الغريبة على ذلك ما حدث مع منى، تلك الفتاة السكندرية التي كانت تعمل فني تحاليل، وتبلغ من العمر 40 عامًا، والتي وجدت نفسها تتحدث عدة لغات فجأة، منها الفارسية والهيروغليفية والفرنسية والإنجليزية، فما حدث مع الفتاة السكندرية أثار دهشتها، ما دفعها تذهب إلى دجالة مشهورة بالإسكندرية، فأخبرتها بأن هناك عفريتًا يعشقها، وأنه أخبرها باللغة الإنجليزية أنه يحب منى، قائلًا: "I love mona"، وفقًا لما ذكره الكاتب حسين عبدالواحد، في كتابه "اعترافات عفريت"، ويتحدث في عدة فصول عن التفسير العلمي للخرافة.
ويضيف الكاتب في قصة منى، أنها "كانت تشعر بأعراض غريبة تصاحب كلامها باللغة العربية مثل ارتعاش شديد في الجسد وتغير ملامحها"، ووفق الكتاب، كانت منى تقول إنها كانت تُعاني قبل ظهور هذه الأعراض عليها من ضغوط نفسية وحالات خوف شديد من الظلام والوحدة والأماكن المرتفعة وتهيؤات تؤرق حياتها، وعندما ذهبت للدجالة أخبرتها بأن جنيًا يعشقها، وأنه "يلبسها"، وأنه يرفض الخروج من جسدها، وبالرغم من جلسات الزار المتكررة، إلا أن منى لم تُشف من مرضها.
وذكر الكتاب، التفسير العلمي للحالة التي تعرضت لها منى، قائلًا: "حينما تم عرض حالة السيدة السكندرية على خبراء الطب النفسي كان هناك شبه إجماع فيما بينهم على الشك في مصداقية هذه القصة من الأساس، خاصة فيما يخص تحدثها بلغات متعددة مثل الهيروغليفية والفارسية".
ومن وجهة نظر هؤلاء الخبراء، فإن أقصى ما يمكن تصوره هو إصابتها بتشنجات عصبية نتيجة لنشاط كهربي زائد في المخ، وخلال هذه التشنجات يمكن أن تكون في ذاكرة الفتاة بعض الكلمات أو الألفاظ الأجنبية ربما لا تعرف معناها أو عرفتها في مراحل مختلفة من حياتها بما في ذلك مرحلة الطفولة.