كانت قرية كاثا الصغيرة التي تقع في منطقة ساغانغ في بورما، هي أخر مكان عمل به إيريك بلير، حيث كان يعمل في شرطة الإمبراطورية الهندية بين عامي 1926 و1927، ثم رحل إلى إنكلترا ليصبح كاتبًا، واتخذ اسمًا مستعارًا لا يزال حيًا إلى يومنا هذا، هو الروائي العظيم جورج أورويل.
وعقب سبع سنوات، خلد أورويل القرية الهادئة في روايته الأولى التي ناهض بها الاستعمار "أيام بورما"، والآن يأمل سكان القرية في الحصول على أرباح تلك الرواية، إذ سيتم تحويل منزل الروائي العظيم إلى متحف العام المقبل.
ففي فترة التسعينات، لاحظ نيو كو نينغ، وهو أحد سكان القرية، أن السياح الأجانب الذين يزوروا القرية كانوا يحملون معهم خرائط، وبدا أنهم يبحثون عن شيء ما أو شخص ما، وتبين بعد ذلك أنهم يبحثون عن منزل أورويل.
ولا يزال فندق النادي البريطاني، الذي جرت فيه أحداث الرواية، موجود حتى وقتنا هذا، بالإضافة إلى المواقع الأخرى المذكورة في الرواية، بما في ذلك ملعب التنس والمعبد والسجنـ فضلًا عن أن منزل أورويل ما زال مسكونًا إلى الآن.
ومنذ انتهاء الحكم العسكري، الذي دام نصف قرنًا، في 2011، شهدت السياحة المتعلقة بأورويل انتعاشًا ملحوظًا، على الرغم من أن أعداد السياح مازالت صغيرة، إذ يتراوح متوسط عدد زائري القرية شهريًا، ما بني 300 إلى 400 زائر، وفي 2012، أسس نينغ وهو مؤرخ القرية، متحفًا لحفظ تراث القرية ودشن حملة عبر وسائل الإعلام لإنقاذ منزل أورويل من رجال الأعمال المحليين الذين يريدون تحويل الملكية إلى حلبة للتزلج على الجليد.
ويضم الطابق الأول صور أرشيفية لأورويل، أبرزها صورته وهو ضابط شاب وعدة صور أخرى رسمها فنانون محليون، فيما قال نينغ إنه بصدد البحث عن مواد متعلقة بتراث كاثا كالصور والبيانات وجمعها ليضمها في المتحف، لافتًا إلى أنه يعكف حاليًا على تجديد منزل الروائي والحفاظ على شكله وأصالته، وسيركز المتحف أيضًا على تاريخ كاثا، حيث سيضم معلومات بشأن المعارك المجاورة التي حدثت في القرية إبان الحرب العالمية الثانية