أكد المرشد السياحي المسؤول على قصر الملك غازي في محافظة الديوانية "أن قصر الملك غازي تعرّض إلى إهمال كبير في الفترات السابقة، حيث اُستخدم كمركز طبي، ثم مدرسة للمرحلة الإعدادية، والأدهى من ذلك أنه استخدم بعد ذلك مستودعا لوزارة الري للآليات التابعة للوزارة، بل استخدمه بعضهم مرتعا للحيوانات".
وأضاف المرشد السياحي عادل نعمة في حوار مع "لايف ستايل"، أن عملية ترميم أجريت للقصر قبل ثمان سنوات بحيث بدى بهذه الحلة"، لافتا إلى أن الترميم لم يرتق بما يكفي لأهمية ذلك الأثر إلا أنه بدى أفضل بكثير مما كان عليه قبل الترميم. ويضم القصر ثلاث قاعات صغيرة وملحقات من ضمنها غرفا للحراس، مطبخا، واسطبلا للخيول ومتعلقات أخرى. في باحة القصر وضعت مدافع تعود للحقبة العثمانية، وفي الباحة أيضا شيدت ثلاث تماثيل لملوك العراق الثلاثة، يضم القصر محتويات بسيطة تعود للحقبة الملكية.
ويعتبر قصر الملك غازي٬ أحد المعالم العراقية الكبيرة والإرث الحضاري الذي ما زالت منطقة (صدر الدغارة) في شمالي الديوانية٬ تضمه بين أراضيها٬ وهو يطل على شاطئ نهر الفرات الذي يشطر الديوانية إلى شطرين. وشُيّد قصر الملك غازي عام 1923 في المنطقة ليكون منتجعا للراحة والصيد ولقاء شيوخ المنطقة٬ ويقع القصر الذي شُيد وسط أرض زراعية تبلغ مساحتها ثمانية دوانم٬ على مقربة من ضفة أحد الأنهار الصغيرة الذي ينحرف بعد موقع القصر ليدخل مدينة الديوانية.
العائلة المالكة كانت تقضي أوقات الراحة والاستجمام بعيدا عن هموم الحكم في بغداد٬ خصوصا في أيام العطل الصيفية٬ أما السبب الثاني٬ فإن الملك غازي كان يعلم جيدا أن للعشائر دورا كبيرا في دعم الحكومة والعملية السياسية آنذاك٬ والحكومة الملكية كانت بحاجة إلى الدعم العشائري لما تمثله العشائر من ثقل كبير في حياة المجتمع العراقي حينها٬ فكان وجود ذلك القصر ومجيئه إليه بين الحين والآخر واللقاء بشيوخ العشائر يمثل له الضمان الأكيد في انضواء العشائر وبخاصة الرموز الكبيرة فيها٬ تحت لواء مملكته٬ وبذلك يضمن عدم تكالب القوى والأعداء عليه٬ ولذلك هو اختار الديوانية كونها قلب الفرات الذي يضم رقعة جغرافية كبيرة. ويعتبر الملك غازي٬ وهو الابن الأكبر للملك فيصل الأول بن الشريف الحسين الهاشمي (1912 1939)٬ ثاني ملوك العراق٬ حكم البلاد من 1933 وحتى 1939.
وأكد مدير مشروع صيانة وترميم القصر ابراهيم محمد الحسيني أن القصر الملكي الذي يعد من بين أهم المعالم التراثية في الديوانية والعراق عموما تحول في الآونة الأخيرة إلى حال يرثى له خصوصا وأن الاهمال رافقه على مدى عقود من الزمن قبل أن يُخصص له 500 مليون دينار عراقي (350 ألف دولار أميركي تقريبا) من تنمية أقاليم محافظة الديوانية لإعادته إلى الحياة لغرض الحفاظ على معالمه الجميلة.
وأضاف الحسيني أن الأعمال التي بلغت المرحلة الأخيرة شملت أحياء العديد من جوانب القصر منها إعادة تأهيل حديقة القصر بواقع أربعة دونمات من أصل ثمانية دونمات وترميم الدعامات العشر التي يرتكز عليها البناء وإصلاح الجدران الداخلية والخارجية وإحياء الغرف والإسطبل وجراج سيارة الملك وغرف الحاشية والأبواب والشبابيك والأقواس والتيجان الملكية وانشاء جراج خارجي بمساحة 625 مترا مربعا وتبليط 200 متر مربع وإنشاء عشر دوائر في حديقة القصر وغير ذلك من أعمال مهمة. وأفاد الحسيني بأن مبلغا تم تخصيصه لشراء المقتنيات الملكية لوضعها في ستة خزانات داخل القصر لتكون متحفا كالعملة الملكية والأوسمة الممنوحة في ذلك الزمن، فيما تم إنجاز ثلاثة نصب للملوك فيصل الأول وغازي وفيصل الثاني سيتم وضعها في جانب من القصر.
والقصر يعتبر معلما سياحيا تاريخيا في مدينة الديوانية حيث تُفوَّج إليه رحلات مدرسية كثيرة على مدار العام ومع ذلك لم تكلف نفسها وزارة السياحة والآثار وضع أي لوحة تعريفية تشير للقصر، وليس ثمة أفضل وسيلة من السؤال تقودك إلى حيث قصر الملك غازي الذي تعرضت بعض المساحات التابعة له للتجاوز من قبل عامة الناس أو حتى مؤسسات الدولة.