استطاع الثنائي ميرنا حمادة، وإيلي أبو جمرة أن يجدّدا روح التصميمات الخاصة بالخط العربي، وهي الأسس التي تقوم عليها أحرف "لغة الضاد" وألفاظها، لرسم تفاصيل مفردات قطع الأثاث والإكسسوارات ، واتخذا من خاصية الليونة والانسيابية الذي يتميز به الخط العربي، نهجًا في تشكيل التصاميم، التي باتت تتميز بها أعمالهما ما منح الفراغ الثراء والدفء، فضلًا عن رسالته لنشر اللغة العربية، وحفظها والتعريف بألفاظها عند الثقافات الأخرى.
وبشأن هذا المنهج من التصميم، تقول ميرنا، مديرة التصميم في “كشيدة”، إن "للخط العربي إيقاعًا فنيًا انفرد به عن اللغات الأخرى، ومفرداته غزيرة الأفكار جعلته قابلًا للاستغلال في عناصر الديكور الداخلي، فعلى مر التاريخ استخدم الخط كزخرفة فنية على المساجد من خلال آيات من القرآن الكريم التي تزين القباب والأقواس والأعمدة بحركة انسيابية رصينة، إلى جانب بعض الزخرفة النباتية والهندسية".
وتذكر ميرنا: “رغبة منا في النهل من كنوز اللغة العربية، وسبر أغوارها، والخروج على السائد في الأسواق أسسنا مؤسسة كشيدة التي تعني التطويل أو الوصلة بين حرفين في كلمة واحدة. في إشارة إلى أننا الوصلة بين الخط العربي وتصميم المفروشات والأكسسوارات”، موضحة أن “فكرة كشيدة تتمحور حول إدخال الخط العربي إلى حياتنا اليومية، عن طريق تصاميم يمكن استخدامها كقطع من الزينة على شكل تحف أو لوحات فنية، أو قطع للضيافة أو هدايا، بالإضافة إلى قطع أثاث بسيطة تم تشكيلها بالخط العربي، من دون زخرفة”، وتشير إلى أن لديهما زبائن في أوروبا، والولايات المتحدة لا يتكلمون العربية، لكن يجذبهم جمال الخط العربي.
وتحدّثت حمادة عن مرونة استخدام الخط في التصميم، فقالت “هناك أنواع عدة من الخطوط العربية، ما جعل إمكانية التحليق في رسم الأفكار أكثر اتساعًا، فكل خط يتميز بتفاصيل خاصة به، بالإضافة إلى جمال الخط نفسه، فأحرف اللغة العربية تختلف حسب موقعها في الكلمة، مثلا حرف الميم يعطي شكلًا مختلفًا كليًا عندما يأتي في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها، وكل هذه التفاصيل تخول الخط العربي أن يكون مصدر إلهام للتصميم”، وأضافت "نحاول استعمال خطوط عديدة مثل الثلث، والكوفي، والديواني، والخطوط التجريبية التي نبتكرها في الاستديو. وننفذها بخامات تتوافق مع ما يحتاج إليه كل تصميم. فأحيانًا نستخدم الخشب جميع أنواعه، وأحيانًا نلجأ إلى المعادن كالستاينلس ستيل، كما يمكن استعمال الرخام والكثير غيره، فنحن لا نتوقف عند خامة معينة”.
وأوضحت حمادة أبرز صعوبات التصميم بقولها " التصميم يأخذ وقتًا طويلًا جدًا من لحظة طرح الفكرة والمناقشة والرسم إلى مرحلة التصنيع والتنفيذ”، مشيرة إلى أنه ليس من السهل تحويل حرف مكانه الأصلي على الورق إلى قطعة ثلاثية الأبعاد لها استعمال مختلف في ردهات المنزل”.