يقع قصر الجم في مدينة الجم التونسية التابعة لمحافظة المهدية الساحلية وهو رمز معماري عالمي الثاني من نوعه في العالم (حيث يوجد مثيل وحيد له في العالم يقع في روما)، ويتميز بشكله الدائري الكلي وهو الوحيد الذي مازال قائمًا كما بناه الرومان منذ ما يفوق الألفي سنة.
في مدينة الجم "تيسدروس" يقع المعلم الروماني الأكثر مهابة على الإطلاق، حيث ينتصب هيكله الدائري الضخم في سهل ممتد الآفاق يمكن من رؤيته على مسافة بعيدة جدًا، خاصة أن المدينة التي انتشرت حوله تجنبت البناءات العالية، وهو أيضًا من بين الآثار الشبيهة به أحسنها حفظًا رغم عوامل الزمن الكثيرة.
ويبلغ طول هذا المعلم 149مترًا، وعرضه 124مترًا، وارتفاعه 36 مترًا، أما مدارجه، التي لم يبق منها شيء اليوم ولكن تمت إعادة تشكيلها جزئيًا، فقد كانت تتسع لثلاثين ألف متفرج، وهو ما يجعل هذا المبنى يحتل المرتبة السابعة بعد مدرجات روما وكابونا وميلانو وأوتون وفيرونا وقرطاج، كما يبلغ طول الحلبة في محورها الأكبر 65 مترا، ويخترقها تحت الأرض رواقان عريضان كان يدخل منهما الممثلون ويؤتى بالسباع الضارية.
لقد ظل مدرج الجم (او الكولوسيوم) منحصرًا مدة طويلة في دوره كمعلم تاريخي، إلا أنه منذ حوالي عقدين تحوّل إلى فضاء ثقافي يستقبل في الصيف مهرجان الموسيقى السمفونية بالجم وغيره من التظاهرات الفنية. والقصر قديمًا كان مخصصًا للحلبات الاستعراضية ( كقتال رجل لأسود متوحشة، أو صراع وحوش بين بعضها، أو قتال فرسان ضد بعضهم لأغراض السلطة..) وكان الشعب والنبلاء في تلك الأيام يجلسون ويشاهدون تلك الاستعراضات.. وعن السرداب قال علماء الآثار إنه يربط بين قصر الجم وقرطاج مرورًا بمدينة سوسة (أي أن طوله يصل إلى 170 كيلومترا) استعمله السكان القدامى للجم أيام الحروب لجوءًا إلى قرطاج والبحر.