أعلنت ابيجيل حيلو التي تدير حانة ومطعم بنيو اورلينز أن لديها نظرية حول مدينتها وهي ببساطة, "لكي تعيش في نيويورك يجب ان تكون ناجحا ولكي تعيش في لوس انجلوس يجب أن تكون جميلا، اما للعيش في نيو اورليانز يجب ان تكون نفسك فقط", وأضافت أنها تعتز بكونها تمتلك حانة في هذه المدينة، فعندما ضرب اعصار كاترينا نيو اورلينز بقت الحانات مفتوحة وفعل العاملين بها كل ما وسعهم للمساعدة وحتى أنها قدمت المأوي لبعض السكان, مشيرة إلى أن روح المجتمع في مدينتها مختلفة عن أي مكان آخر.
اذا تناولت الكحول في الشارع في أي ولاية أميركية غالبا سيتم القبض عليك، أما في نيو اورلينز سيتوق البعض ليمزح معك أو يصرخ قائلا "اتمنى لك وقتا طيبًا".
وعلى نهر المسيسبي بالقرب من مدخل خليج المكسيك وهي المكان الانسب للبحارة من محبي الروم على الرغم من حظر الخمور، وأغلب الأماكن لديها طرقها للتحايل على هذا القانون؟, ولدخول نادي تيبيراري السيد أوبراين هناك كلمة مرور سرية، وهي "العاصفة تقترب، في حين رواد مطعم أنطوان يتم تقديم الخمور لهم في أقداح الشاي, وتزدهر هذه الاماكن اليوم مع الرخص الشرعية لتقديم الخمور.
ربما كانت عصى الفودو التي راسها على شكل تمساحا (هدية من مهاجري هاييتي) أو الاحتفال بالموتى مع شواهد قبور عملاقة ومواكب الجنازة هي ما يجعلك تشعر وكأنك في فيلم اسباني ويعطي المكان طابعا سرياليا, وقبل أن تشتري الولايات المتحدة نيو اورلينز كانت ملكية الولاية متنازع عليها بين فرنسا واسبانيا, وفي الأغلب تبدو كأنها أوروبية اكثر منها اميركية وخاصة في الحي الفرنسي حيث يتم تزيين الشرفات الكبرى ذات طابع القرن الثامن عشر بالنباتات الجميلة.
وفي نيو اورلينز الجميع ودود للغاية مع الغرباء ويحيونهم، سواء كانوا أطفال يلعبون في الشوارع أو سيدات ينتظرن سيارات النقل العام.
ويعد "الترام" وسيلة النقل العام الوحيدة في المدينة وغالبا ما تصدر اصواتها المميزة وهي تمر أمام قصور حي سانت تشارلز والمحلات التجارية ومحلات الخمور, ويظهر الذوق الفرنسي في حي بايووتر حيث ستجد محال المشروبات الروحية, ومثل الكحول فان الموسيقي جزء اصيل من روح المدينة, وفي العشرينات كانت موسيقي الغاز مرتبطة إلى حد ما بعالم الجريمة والعصابات التي كانت تدير اعمالها في الحانات, وقريبا تحتفل المدينة بعيد ميلادها الــ300 في 2018، ولكن العمر هو مجرد رقم، فدائما تحتفظ نيو اورلينز بروحها المراهقة.