السعادة ليست مجرد حالة مؤقتة من الفرح والبهجة، وليس لها كتالوج خاص وأسباب محددة إن تحققت سعد الإنسان، لكنها نسبية روحية وليست مادية ملموسة، وهي شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير، لكن السعادة في الحقيقة ليست هدفاً في ذاتها، بل هي نتاج عملك وإخلاصك وتواصلك مع الآخرين بصدق .
يقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. أحمد عبد الخالق لـ"سيدتي": السعادة نسبية فهي تختلف من شخص لآخر، وهي مفهوم شخصي يسعى البشر إلى تحقيقه بناءً على رغباتهم وتطلعاتهم، فالبعض يجد السعادة في تحقيق الثروة، ولكنهم غالباً يكتشفون إنها لحظية، ومنهم من يرى السعادة في تحقيق النجاح والمركز الاجتماعي، وآخرون يجدون السعادة أمراً يرتبط بالصحة البدنية والنفسية، وهناك من يجدها في الأمان والاستقرار، وآخرون يرون أن السعادة تكمن في الإيمان والتقوى والفوز بجنة الله.
أسرار السعادة الحقيقية
السعادة هي كل ما يُدخل الفرح والبهجة على النفس وهي الشعور بالرضا والراحة النفسية، وتعني السعادة الحقيقية العيش في فرح وسلام، وحب، كما أنَّ السعادة الحقيقية تتجاوز السعادة اللحظية، وهي تنمو وتزداد، وهي نوعان:
• الملذات (مشاعر سريعة الزوال)
وهي المتع الحسية "كالطرب، والمرح، والإحساس بالراحة والنشوة، والبهجة، والإثارة "
• المسرات (تستمر فترة أطول من الملذات)
وهي الأنشطة التي يُحب الإنسان أن يمارسها والانغماس بها "قراءة كتاب، والرقص، والتسلق".
هل للتنمية الشخصية أثر في الشعور بالسعادة يمكنك التعرف على ذلك من خلال متابعة كيف ترتبط السعادة والتنمية الشخصية؟
تجد السعادة الحقيقية من خلال المفاتيح الآتية:
السعادة الحقيقية لها العديد من المفاتيح (المصدر:pexels)
• الذكر الدائم لله
يزيل الذكر والدعاء قسوة القلب وشدته، ويجلب السرور وراحة البال، والراحة النفسية، ويشعر الإنسان بالسعادة في الدنيا والآخرة من خلال الاستمرار في ذكر الله واالتقرب إليه.
• إسعاد الآخرين يمنحك السعادة
يشعر الفرد بسعادة عظيمة عندما يرى أشخاصاً مُبتسمين بسببه، فابتسامتك قد تساعد فى تحسين مزاج شخص ما وإسعاده، ويمكنك اختيار يوم لقضائه مع الأشخاص الذين تحبهم، وتقديم العون لهم من أكثر الأمور التي تجلب السعادة الدائمة للفرد، ويُمكن القيام بذلك عن طريق مُساعدة المُحتاجين.
طرد الأفكار السلبية
تقف الأفكارالسلبية عائقاً أمام شعور الفرد بالسلام الداخلي والسعادة، فيجب عليك التصدي لهذه الأفكار، ومُحاربتها بكل ما تملكه من قوة، عن طريق العديد من التمارين التي تُحارب هذه الأفكار مثل التأمل، ولا تسمح لأي شخص أن يكون هو مصدر هذه الأفكارالسلبية، وعلى طريقة تفكيرك.
الانشغال بالأعمال النافعة
الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة مما تأنس به النفس وتشتاقه، والانخراط في التعامل بلطف مع الآخرين يفرز الأوكسيتوسين، هرمون السعادة المعزز، وذلك يلهي القلب عن اشتغاله بالقلق الناشئ عن توتر الأعصاب، وربما نسي اسباب الهم والغم، وفرحت نفسه وازداد نشاطه.
إزالة الأسباب الجاذبة للهموم
البعد عن مصادر الهموم، والبحث عن الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها.
تجنّب مقارنة النفس بالآخرين
وهذه من صفات الأشحاص أصحاب الشخصية المهزوزة والضعيفة، فيجب على الفرد أن يقتنع بكل ما يملكه من ماديات، وقدرات، ولا يقارن نفسه بمن هو أغنى منه، أو وظيفة أفضل من وظيفته، فالقناعة كنزٌ لا يفنى، وهي الطريق نحو السعادة اللامتناهية.
النظر للأشياء بتفاؤل
يجب على الفرد النظر إلى الأشياء بتفاؤل، فالمتفائل طيب الحياة بالأمل والتفاؤل، والمتفائل يقرأ الأحداث على أحسن الوجوه ويرى الخير حتى من خلال الشر، فلا داعي للتشاؤم لأنه قد يكون سبباً في تدمير كل ما هو جميل.
يمكنك التعرف على فوائد الضحك النفسية والجسدية والتي تجلب لك السعادة من أوسع أبوابها.
إحاطة النفس بأشخاص إيجابيين
يستمد الفرد طاقته الإيجابية، أو السلبية من الأشخاص من حوله، فكل من حولك يجعلك أكثر إيجابية، إنها مثل عقليتهم السعيدة، سيغير حياتك للأفضل بطرق مختلفة كثيرة. لهذا السبب يجب أن تعمل بكل تأكيد لتطويق نفسك بأشخاص إيجابيين، ويجب أن يحرص الفرد على الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يدمرون نفسيته، والمشاعرالإيجابية التي تجلب السعادة.
ممارسة الأنشطة البدنية
يجب ممارسة الأنشطة البدنية مثل ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، وتقوم بتخفيف الضغوط النفسية. حيث يعزز النشاط البدني الذي تبذله من إنتاج الإندورفين الذي يجعلك تشعر بالسعادة، فمن شأنها أن تُحسن من هرمون السعادة في الجسم وشعور الفرد بالسعادة، والرضا.
القناعة والرضا
ارض عن نفسك تعش سعيداً (المصدر:pexels)
الرضا والقناعة وجهان لعملة واحدة إذا امتلك الفرد منها الكثير أصبح سعيداً، ويشعر الإنسان بالسعادة من خلال القناعة بما قسمه الله له والرضا بما لديه. وعندما يكون الإنسان قنوعاً وراضياً بما يمتلكه سواء كان قليلاً أو كثيراً وحمد الله وشكره، ملأت السعادة قلبه وروحه، ويعيش حياته بسعادة ورضا.
كن مؤمنا بأحلامك
لتكن مؤمناً بأحلامك ساعياً لها لكي تحققها علي أرض الواقع وبمواجهة الصعوبات تكون سعيداً.
كافئ نفسك
امنح نفسك الفرصة لتكون سعيدة، بل ابحث عن السعادة حيثما تكون، فقد تكون سعادتك مع أشخاص معينين أو عمل ما.. لذا اعرف ما يجعلك سعيداً ولا تجعله يفوتك.
لا تقارن نفسك بأحد
لاتقارن نفسك بالآخرين، فحتماً لديهم إمكانات ليست لديك، وأنت لديك إمكانات ليست لديهم، والمقارنة هي سارقة المتعة بكل ما تعيشه من تفاصيل حياتك، لذا احرص على التركيز على نفسك واعرف قدرتك وإمكانياتك ولا تقارنها بقدرة وإمكانيات غيرك.
الامتنان
و هو الاختصار الجميل للسعادة، حيث يمتلئ الشخص بمشاعر السرور والرضا، وأبق ممتناً،يظل الأشخاص السعداء ممتنين لكل ما لديهم، فعندما تشعر بأنك لا تملك شيئاً، احسب النعم التي حصلت عليها وانظر كم حصلت عليها.
قد يهمك أيضا
بحث جديد يوضّح أن السعادة المفاجئة تؤدي إلى "تحطيم القلب"