arablifestyle
آخر تحديث GMT 11:03:25
لايف ستايل

حماية الطفل بقانونالمزيد

الرئيسية

حماية الطفل بقانون

لايف ستايل

حماية الطفل بقانون

خلود الخطاطبة
بقلم - خلود الخطاطبة

إساءات متتالية للطفل، في الأسرة، في الشارع، حتّى في المدرسة، وكل هذا لم يشكل ضغطًا حقيقيًا على الحكومة للإسراع في إقرار تشريع لحماية الطفل من العنف، وهو التشريع الذي يراوح مكانه منذ ما يقارب من العشر سنوات.

كل الجهود التي تبذل لحماية الطفل في الأردن من قبل مؤسسات محلية ومؤسسات مجتمع مدني، ستذهب أدراج الرياح في النهاية، اذا لم تؤطر بشكل قانوني يضمن العقاب لمن يتعدّى على الطفولة بالعنف، ويرسّخ ثقافة العقاب لدى شريحة واسعة من الأطفال في المدارس دون أن يمرّ على ما يسمّى بثقافة الثواب التي تغيب تحديدًا عن كثير من مؤسساتنا التعليمية.

في كل مرة تخرج قضية إلى العلن، تؤكّد تمامًا بأنّ الجهود المبذولة تجاه قضايا الطفولة في الأردن لم تؤثر في تغيير مفهوم ثقافة العنف تجاه الاطفال، ولم تستطع أن تجد صياغة محدّدة للأفعال التي ترتكب بحق الأطفال وتعتبر عنفًا، وهذا الأمر لا يمكن تحديده إلّا بتشريع واضح يحدد المفاهيم ويضع العقوبات الكفيلة بعدم توريث الجيل الجديد نفس المفاهيم السلبية المتعلقة بتأديب الطفل.

لسنا بصدد استعراض جرائم القتل المرتكبة ضدّ الأطفال في الأردن ويكون الجاني فيها من داخل الأسرة، وهي نتيجة أكيدة للخلط بين مفهوم التأديب والتعنيف المرتكب بحقّ الطفل، إنّما نحن بصدد ما يمارسه معلمون في مدارس حكومية، من انتهاكات لفظية وجسدية ضد الأطفال تنعكس على تغيير سلوكهم بشكل سلبي في المنزل، ناهيك عن تأثيرها النفسي على مدى سنين عمرهم.

تلك الانتهاكات كانت واضحة تمامًا في الفيديو الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، لمعلمة في مدرسة خاصة تعنّف طفلًا بشكل قاس، ما يعكس الذهنية لعدد من المعلّمين الذين لا زالوا يعتقدون أنّ الشتم والضرب هي الطريق الصحيحة للتعليم، وهذه مصيبة، لكنّ المصيبة الأكبر التي يجب التأكد منها فيما إذا كانت ذات المعلمة هي من صورت الفيديو الذي يتضمّن إساءتها لطفل بشكل خاص وإلى الأطفال في الصف عمومًا، وقامت بنشره على أنّه إحدى "بطولاتها".

كيف سيكون شعور الأطفال مع معلمتهم بعد هذا التعنيف الجماعي، وما الذي سيحكم العلاقة بين المعلمة و"أطفالها" بعد ذلك؟ أعتقد بأنّ قرارًا لوزارة التربية والتعليم تجاه هذه المعلمة يمكن أن يشكّل رسالة مهمة أولًا للأطفال في الصف الذين سيقتنعون بأنّ من يسيء لهم في المدرسة لن يبقى قريبًا منهم ولا يجوز أن يصبروا على مثل هذه الأفعال إذا كانت تصدر عن غيرها من المعلمات، والرسالة الأخرى للعاملين في التعليم بأنّ الإساءة للطفل والعنف تجاهه لن يكون مقبولًا.

تشوّه الثقافة السائدة فيما يتعلق بتربية الطفل، أدّى إلى ارتكاب البعض لجرائم ضد الأطفال بذريعة "التربية"، فهناك من قتل ابنه أو ابنته بالضرب أو الكهرباء بذريعة "حسن النوايا"، وانطلاقًا من مفهومه لأسلوب التربية الذي نشأ عليه، الأمر الذي يجب أن لا ينشأ عليه جيل آخر يعتقد أنّ الضرب، بغض النظر عن مستوياته، وسيلة أساسية في التنشئة.

حتى لا نصل إلى الجرائم ضد الأطفال المرتكبة داخل أسرهم، يجب أن نسرع في إقرار تشريع يحمي الطفولة بوجه عام وليس عدم ممارسة العنف تجاه الأطفال فقط، بل يحمي أيضًا حقّهم في الصحة والتعليم وعدم التسرّب إلى الشوارع بمباركة ذويهم، كما يحمي حقّهم في مسكن مناسب ومأكل صحي، الدور الذي يجب أن تتكاتف فيه جهود الحكومة مع الأهل لتوفيره إلى أي طفل على الأراضي الأردنية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماية الطفل بقانون حماية الطفل بقانون



GMT 08:50 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

الأمن أولًا...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماية الطفل بقانون حماية الطفل بقانون



GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر
لايف ستايل2-  اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 09:45 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور
لايف ستايللا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:32 2017 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

اتلاف مشروبات غازية منتهية الصلاحية في جنين
لايف ستايلاتلاف مشروبات غازية منتهية الصلاحية في جنين

GMT 13:38 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أم تبتكر سرير يناسب أسرة مكونة من 7 أفراد
لايف ستايلأم تبتكر سرير يناسب أسرة مكونة من 7 أفراد

GMT 13:51 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

يحمل هذا الشهر الكثير من التحرّكات والتغييرات والمفاجآت
لايف ستايليحمل هذا الشهر الكثير من التحرّكات والتغييرات والمفاجآت

GMT 17:06 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أسباب استخدام طفلكِ ألفاظًا نابية وطُرق التخلّص منها
لايف ستايلأسباب استخدام طفلكِ ألفاظًا نابية وطُرق التخلّص منها

GMT 09:53 2016 الخميس ,08 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل سمك الهامور المشوي بالخضار في الفرن
لايف ستايلطريقة عمل سمك الهامور المشوي بالخضار في الفرن

GMT 13:39 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ريتيك روشان في ضيافة مجموعة "MBC" في دبي احتفاءً بـ"Kaabil"
لايف ستايلريتيك روشان في ضيافة مجموعة "MBC" في دبي احتفاءً بـ"Kaabil"

GMT 05:52 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

سعاد حسني الحاضرة الغائبة
لايف ستايلسعاد حسني الحاضرة الغائبة

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

أقنعة العسل لعلاج كلّ مشاكل البشرة
لايف ستايلأقنعة العسل لعلاج كلّ مشاكل البشرة

GMT 19:00 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

سمية الخشاب توجه رسالة للمتحرشين الصغار
لايف ستايلسمية الخشاب توجه رسالة للمتحرشين الصغار
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle