س/كيف تتأثر النتيجة النهائية للقدم السكري بدرجة قصور الشرايين ؟
ج/في الدرجة البسيطة من قصور الشرايين فإن الجسم لا يمكنه حشد وسائل المقاومة ضد الميكروب بسبب ضيق الشرايين. أضف إلى ذلك أن ضيق الشرايين قد لا يسمح حتى للعلاج (المضادات الحيوية) بالوصول لمكان الميكروب بتركيز كاف.
في هذه الحالة إما أن تصل المعركة إلى حالة تعادل ويطول الوقت بحالة الإلتهاب دون تحسن يذكر أو تصبح المعركة من طرف واحد وينتصر الميكروب بسرعة ويبدأ في الانتشار لأجزاء أخرى من القدم وربما الساق . يؤدي ذلك إلى صعوبة السيطرة على العدوى مع الوقت لإنتشارها في معظم الأنسجة مع تلف هذه الأنسجة تدريجيا بشكل قد يستحيل معه عودة القدم إلى حالتها الأصلية.
في الدرجة المتوسطة من قصور الشرايين تؤدي الإحتياجات الإضافية لتدفق الدم بسبب العدوى مع عدم تلبيتها إلى إنفجار أزمة خطيرة. في هذه الأحوال فإن إحتياجات الأنسجة الأساسية تتأثر مما يتسبب في كارثة وهي موت الأنسجة. بحدث ذلك خصوصا في أطراف القدم بالذات وفي الأصابع وكذلك في حواف الجروح وأسطح مناطق العدوى .
عندما تموت الأنسجة يتحول لونها إلى لون الغسق أو تميل إلى الزرقة ثم تصبح سوداء تماما. ويلاحظ الطبيب أن الأجزاء المصابة من القدم لا تنزف فلا يستطيع الطبيب (إذا كان يمتلك الخبرة الكافية) أن يمس هذه الأجزاء حيث أن أي تدخل منه لتنظيف الجرح أو تفريغ الصديد المشتبه في تواجده يؤدي لموت جديد للأنسجة في مناطق تدخله، لأن مشرط الجراح يتسبب في أضرار إضافية وبالتالي إحتياجات إضافية للأنسجة التي تعاني فعلا من الفقر النسبي في الدورة الدموية.
أما في الدرجة الشديدة من قصور الشرايين فإن المذهل أن القدم التي تموت فيها الأنسجة لا تعجب حتى الميكروبات المرضية المسببة للإلتهاب وبالتالي فإن هذه الميكروبات إما أن تموت من سوء الظروف البيئية (قلة الأكسيجين والغذاء والماء)، أو ترحل إلى المناطق الأقل سوءا مثل الأجزاء الأقرب من القدم أو حتى الساق. في الوقت نفسه تنتعش ميكروبات أخرى هي الميكروبات الرمية. وهذه الميكروبات لا يمكنها عادة التسبب في مرض الأنسجة الطبيعية لكنها تستطيع العيش على الأنسجة الميتة لأن إحتياجاتها قليلة نسبيا. وهي السبب في ظهور السواد بالأجزاء الميتة كما أنها تنتج سموما تؤثر على سائر الجسم وقد تهدد حياة المريض. وتلك السموم تتسبب في حدوث الهذيان في المرضى المصابين بالغرغرينا.
وباختصار فإن ضيق أو إنسداد الشرايين يحول المعركة المتكافئة بين القدم والميكروب إلى معركة من طرف واحد، ينتصر فيها الميكروب لعدم التكافؤ أو تموت فيها الأنسجة من تلقاء نفسها.