كيف يمكن فهم أثر الإجهاد العصبي في انتشار أمراض القلب و الأوعية الدموية ؟
ج- إن الأوعية الدموية في جسمنا واقعة كغيرها من الأعضاء تحت إشراف مستمر من قبل الجهاز العصبي المركزي ، و هي على الأخص تتأثر بسرعة و إلي حد كبير ببعض الانفعالات العصبية مثل: القلق،و الخوف،و الفرح ، و الحزن ، و الغضب ، و غيرها .
إن هذه الخاصية تفسر بوجود مراكز ردود الأفعال العصبية هذه في الجهاز العصبي المركزي ، في نفس الموضع الذي توجد فيه المراكز المنظمة لعمل القلب ، و الأوعية الدموية .
و لذلك يقترن الانفعال عادة ببعض التغيرات في عمل جهاز القلب و الأوعية الدموية ، فمن لا يعرف أن الإنسان عند الانفعال يحمر وجهه أو يشحب ( أي يحدث عنده تمدد أو تقلص في أوعية دموية دقيقة معينة ) و يسرع نبضه أو يبطؤ ، و يتغير ضغط دمه إلخ ، و بالطبع غالباً ما تكون هذه الانفعالات قصيرة الأمد ؛ و لذلك سرعان ما تتلاشي التغيرات في عمل جهاز القلب و الأوعية الدموية ، و لكن في بعض الحالات حين تكون المؤثرات العصبية قوية جداً أو متكررة باستمرار ، فإن التغيرات في عمل القلب و الأوعية الدموية لا تتلاشي كلية ، و قد تؤدي إلي ظهور أمراض معينة في القلب و الأوعية الدموية .