- الطريقة المثلى لمعاملة المرضى النفسيين؟
سبق أن أشرت هنا في إجابتي عن سؤال “كيف نحافظ على أنفسنا…” إلخ إلى مفهوم المرض النفسي كنوع من عدم التوازن المرحلي الوارد عند أى منا، وهذا يجعلنا أكثر قربا من المريض النفسي، وأكثر سماحا بما ليس كذلك ما ليس عاديا وأنا أرفض أن يعامل المرضى النفسيون بما يسمى الشفقه، كما أرفض أن يستعملوا مجالا للسخرية حتى لو أجرينا على لسانهم الحكمة، وأرفض أن نعتبرهم دعاء كيميائيا فاسدا، علينا أن نعادل فساده بكيمياء عمياء أخرى وإنما علينا أن نعامل المريض النفسى باعتباره “نحبه” أى بالتقمص والمواكبة، فكل منا “مشروع مريض"، فليتعامل المريض بما يحب أن يعاملونه حين يصيبنا الدور، والمريض النفسي يحتاج لمن يواكبه لا لمن ينصحه، وهو يحتاج لمن يتقبله ليغير اتجاهه، لا لمن يتقبله ليصفق له فيبقيه حيث هو، وهو يحتاج لمن يحاور أعماقه، لا لمن يتفرج على ظاهر تناثر ألفاظه.
وهو يحتاج لمن يصبر عليه دون نسيان أو اهمال، لا لمن يتخلص منه بمجرد غلق الباب خلفه، وكل هذه المواقف لا يقوم بها الطبيب وحده، وإنما هي دور كل من يتصل بالمريض النفسى من معالجين وأهل، ومجتمع.