ما هي القناة الشريانية ؟
تشكل القناة الشريانية (Ductus arteriosus)، في الحياة الجنينية، المسار الذي يتم عبره إرجاع الدم الواصل إلى البطين الأيمن للقلب، إلى الشريان الأبهر (الاورطي)، ويمنع وصوله إلى الرئتين. عندما يكون الطفل في الرحم فانه يحصل على الأوكسجين الذي يحتاجه من أمه عن طريق المشيمة، وتكون رئتاه في حالة ضمور. ويكون الدم الذي يصل من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي أكثر من الضروري لنمو رئتي الجنين، وبالتالي قد يسبب الضرر للرئتين. ولمنع تدفق الدم من خلال الدورة الدموية الرئوية، تتولى القناة الشريانية إعادة اغلب الدم مباشرة من الشريان الرئوي إلى الشريان الأبهر، دون أن يمر عن طريق الرئتين.
ظاهرة الإغلاق المتأخر للقناة الشريانية شائعة لدى الخدج، ويزداد انتشارها مع انخفاض سن الخدج، وكلما كانت مُتَلاَزِمَةُ الضَّائِقَةِ التَّنَفُّسِيَّة (Respiratory distress syndrome) المصاب به الطفل أكثر صعوبة. يتم تشخيص انفتاح القناة الشريانية لدى نحو 20 ٪ من الأطفال الذين يولدون في الأسبوع ال- 32 للحمل، ولدى نحو 60 ٪ من أولئك الذين يولدون قبل الأسبوع ال- 28 من الحمل.
اعتبارا من الأسبوع السادس للحمل تمرر القناة الشريانية، اغلب الدم المتدفق للبطين الأيمن للقلب، من الشريان الرئوي إلى الشريان الابهر. بما انه يمر عبر القناة الشريانية في الرحم حوالي 60 ٪ من النتاج القلبي (Cardiac output)، فان قطرها يزداد تدريجيا حتى يتساوى قبل الولادة مع قطر الشريان الرئيسي (الأبهر) النازل (Descending aorta) عند الولادة تمتلئ الرئتان بالهواء ويمنع استمرار وجود مسار التفافي من خلال القناة الشريانية، تدفق الدم إلى الرئتين ويعيق عملهما. التغييرات في الأكسدة والتوازن الحمضي القاعدي يؤدي لإغلاق القناة الشريانية. يحوي مبنى القناة الشريانية طبقة عضلية وسطى مبنية بصورة لفائف، وهي تساعد على إغلاق سريع وفعال للقناة الشريانية.