الطبيعة الخلاّبة التي توشّح تونس الخضراء

اوذنة هي منتزه نادر جمع بين الطبيعة الخلاّبة التي توشّح تونس الخضراء والآثار الشاهدة على عراقة التاريخ في ربوع ولاية بن عروس، وهي الحاضنة للكابيتول أكبر معبد روماني في افريقيا ولثالث أكبر مسرح دائري في تونس و لموروث من خزانات المياه والحمامات الكبرى، وهي القاطرة للاستثمار الثقافي في ولاية بن عروس.

وتعد أوذنة الواقعة على بعد 30 كلم عن مدينة تونس، من أبرز المواقع الاثرية في البلاد، وتتمثل أهميتها في موقعــها التاريخي الذي كــان يوجد على الطريق الرومانية الرابطة بين قــرطاج وتبــوربوماجـوس الموجود قرب الفحص والمـــلقب بـ"هنشير القصبة" ومرورا بما كسولا (رادس حاليا) وبمستعمرة اخرى اندثرت وتدعى "كانوبيس".
ومن المؤكد انه كانت لقرطاج البونية علاقة بهذه المدينة والاراضي الخصبة خاصة وأنه تم العثور بالمنطقة القريبة منها على نقيشة تحمل ثلاث لغات لاتينية وبونية واغريقية.

ومن ابرز الآثار الموجود ة في هذه المنطقة نجد تسعة منازل تم حفرها من قبل الفرنسي "غوكلار" واشهر هذه المنازل وافخمها المنزل المعروف باسم عائلة لابيري الموجود على اليسار بمدخل المدينة وهو منزل اعطانا الكثير من اللوحات الفسيفسائية الخلابة مثل اللوحة التي تمثل الحياة الريفية بمنطقة اوذنة او تلك التي تصور لنا ملك "الاتيك" "ايكاريوس" وأمامه اله الخمر "ديبونيسوس" بصدد اهدائه عنقود عنب او اللوحة التي تمثل الالهة "سيليني" المبهورة بجمال الراعي "ايديميون" او تلك التي تصور كبير الآلهة "جوبيتر" بصدد اختطاف الآلهة.

وتحتوي أوذنة على عدد من المعالم المهمة ومن ابرزها المسرح الدائري ويتسع الى حوالي السبعة عشر الف متفرج ويرجع بناؤه الى بداية القرن الثاني بعد الميلاد كما تحتوي اوذنة على الحمامات الكبرى والمعبد. وجدير بالذكـر انه  تم تخصيص مـــيزانـية ضخمة للعـناية باوذنة وترمـيم معالمها  وتــم  ابراز الواجهة الشمالية للمسرح الدائري واكتشاف جزء كبير من قاعة بها لوحة من الفــسيفساء الرخـامية كما تم الكــشف عن كل واجهات الكابيتول وعن المنطــقة المسخنة من الحمامات الكبرى وترميم جزء مــن الطوابق السفلية والعلوية للكابيتول وتدعــيم جدرانه وأقواسه التي كانت مهددة بالانهيار..

وأوذنة كانت احدى أهم المدن بالمقاطعة الرومانية الأفريقية وتشهد على هذه الأهمية مساحة الموقع وثراء حليته المعلمية وزينته ورخاء وكثرة منازله الخاصة. وتوفر أوذنة على سهول خضراء، هي متعة للناظرين ابتداء من عتبة جبل الوسط مرورا بمرناق وصولا إلى جبل بوقرنين.

ولعشاق التاريخ تتوفر أوذنة على عديد المعالم من خلال بنايات مهيبة تعود إلى العهد الروماني منها الكابيتول وهو أكبر ما شيّد في أفريقيا القديمة ومجموعتين من المعالم المائية الضخمة كالحمامات والمواجل وآثار لمنازل كانت ملكا لبعض الأشراف ومدرج مطمور تحت الأرض...