عادةً ما يقوم المختصون بتحليل شخصية الطفل من تصرفاته، وبالتالي معرفة مدى صحته النفسية.. وما إذا كان حساساً أم لا، ثم العمل بعد ذلك على تقوية شخصيته.. لكن قبل الكشف عن طرق تقوية شخصية الطفل الحساس، لا بد أنْ ندرك أنّ شخصية الطفل تتكون بحسب ما ذكرت الدراسات والأبحاث، تبدأ بالتكوّن خلال السنوات الـ5 الأولى من عمره؛ أيْ قبل دخوله إلى المدرسة، وبالتالي من المهم جداً معرفة كيفية التصرف مع الطفل في هذه المرحلة من حياته، ومحاولة تقوية شخصيته قبل دخوله إلى المدرسة، والتي تُعتبر أولى أماكن اندماجه في المجتمع الكبير.. التقرير التالي يوضّح أسباب هذه الحساسية في شخصية الطفل، وأسلوب التعامل معها.. وفي النهاية يسرد التقرير كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس.. اللقاء وخبيرة شؤون الطفل الدكتورة مديحة عبدالفتاح الصفتي، الباحثة الاجتماعية.. للشرح والتوضيح.
معاملة خاصة للطفل الحساس
يحتاج التعامل مع الطفل الحساس لطريقة خاصة تختلف عن غيره من الأطفال؛ لأنه يمتاز بمشاعر مرهفة حساسة.
يجب استغلال هذه المشاعر بطريقة مفيدة ولصالح شخصيته؛ لهذا وجب البحث عن الطريقة السليمة التي يجب اتباعها.
أكد خبراء التربية على أن التعامل مع سلوك الطفل الحساس، يجب أن ينطوي على التركيز على الصفات الحسنة فيه.
وعلى كل ما يقوم به من سلوكيات إيجابية، ومن ثَم تعزيز شخصية الطفل الحساس.
فيكون مستعداً لمواجهة الحياة بمفرده في المستقبل، وعلى الصعيد العملي والعائلي كذلك، وكافة أمور حياته.
أسباب ضعف شخصية الطفل
قبل أن نتعرف على كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس في البيت، ومن ثَم في المدرسة لاحقاً، لا بد من أن نستعرض أسباب ضعف الشخصية عند الأطفال.
من الأسباب: حماية الطفل بشكل مبالغ به؛ فيصبح الطفل عاجزاً عن القيام بأيّ أمر بمفرده ومن دون تواجد والديه بجانبه.
التدليل المفرط للطفل لا يساعده؛ بل على العكس يضره، ويجعله ضعيف الشخصية، يبكي في حال لم يتمكن من الحصول على ما يريد.
مقارنة الطفل بغيره تضر بصحته النفسية، وتجعله ضعيف الشخصية؛ إذ يشعر بالدونية والضعف، ويفقد بالتالي ثقته بنفسه.
عدم السماح للطفل بالقيام بأموره الخاصة؛ مما يمنعه من تكوين شخصية مستقلة، بمعنى أنه يعتمد على الغير في القيام بأموره الخاصة.
تهديد الطفل باستمرار، واستخدام أسلوب في الكلام يعتمد على العنف، يجعله يشعر بالخوف من القيام بأيّ شيء بمفرده، وهذا ما يجعله ضعيف الشخصية.
السخرية من الطفل إذا قام بأمر خاطئ أمام أصدقائه والأقارب؛ مما يؤدي إلى تدمير شخصيته وجعله ضعيف الشخصية.
كيفية تقوية شخصية الطفل الحساس
السماح للطفل بالتعبير عن نفسه وآرائه، عن هواجسه ومخاوفه، وعما يفرحه ويسعده، والأخذ برأيه في بعض الأحيان.. هذه الطريقة تساعد على زيادة ثقة الطفل بنفسه، وتقوية شخصيته وتُعده للاندماج في محيطه ومجتمعه.
التحفيز الدائم للطفل حتى عندما يخطئ، تعَد من أهم الأمور التي تساعد في تقوية شخصيته.. وهذه الطريقة تساعده على اكتشاف مكامن القوة عنده، وعدم الشعور بالضعف أو الدونية.
إشراك الطفل في النشاطات الاجتماعية، ومنها: الزيارات العائلية، وزيارة الأصدقاء وحفلات أعياد الميلاد.. هذه الطريقة تسهّل عليه الاندماج في المجتمع الكبير، والمدرسة لاحقاً، وتقوّي شخصيته كثيراً.
مدح الطفل؛ خاصة عندما يحسن القيام بمهمة أوكلتها إليه، أو إذا رسم شيئاً جميلاً أو قام بأيّ تصرف جيد.. هذه الطريقة تعزز ثقته بنفسه، وتجعله مستعداً لمواجهة المجتمع.. فالقدرة على العمل والإنجاز، تترك أثراً طيباً على الطفل عموماً.
يحتاج الطفل الحساس إلى الشعور بالحب والقبول وسْط عائلته الأولى؛ لذا عليك أن تشعريه بأنه مقبول وأنه محبوب.. هذا ما يساعده على تنمية قدراته، وعلى اكتساب مزيدٍ من الثقة بالنفس.
السماح للطفل بتجريب الأمور بنفسه، وحثه على القيام ببعض النشاطات والمغامرات وحده أو وسط الأصدقاء.. لأن هذه الطريقة تقوّي ثقته بنفسه، وتجعله مستعداً لمواجهة المجتمع.
طرق أخرى لتقوية شخصية الطفل الحساس
يجب تسليط الضوء على الإيجابيات التي يتمتع بها الطفل لتعزيزها وتقويتها؛ لتعزيز ثقة الطفل بنفسه؛ فهي بداية قوية وفعالة لتقوية شخصية الطفل الحساس.
كما أنه لمدح الطفل الحساس دورٌ كبير في تقوية شخصيته، لما لها من انعكاسات إيجابية على حياته الاجتماعية، وتفاعله مع الآخرين؛ لذا يجب على الوالدين مدح الطفل الحساس كلما قام بسلوكيات إيجابية.
التركيز على المواهب وتنميتها.. الطفل الحساس طفل مرهف الحس والمشاعر، ولديه مواهب كثيرة مدفونة، تحتاج لمن يكتشفها وينميها، ولذلك يجب على الوالدين مراقبة الطفل الحساس لاكتشاف وتعزيز ما لديه، من خلال مشاركته مع أطفال يشاركونه نفس الموهبة.
يحتاج الطفل الحساس أن يشعر بالدفء والاحتواء العائلي، ولهذا فهذه المشاعر تعَد من العوامل التي تصقل شخصيته بكثير من السمات التي تؤهله للتعامل باستقلالية مع الآخرين.
قد يهمك أيضا: