في دراسة حديثة، كشف مجموعة علماء بريطانيين أن الذين يتمتعون بالحياة وقد جاوزوا الخمسين عامًا يقل لديهم خطر الوفاة في السنوات السبع التالية بنسبة 24 في المئة، حيث أن الأشخاص الأكثر سعادة في منتصف العمر من المرجح أن يعيشوا لفترة أطول، فقد تتبع علماء جامعة كوليدج في لندن أكثر من 9000 شخص من الرجال والنساء في المرحلة العمرية ما بين الخمسين والستين عامًا، الذين يعيشون في إنكلترا.
وأعّد العلماء دراسة عن كل عامين في الفترة ما بين 2002 و2006، وطلبوا من المتطوعين الإجابة عن أسئلة حول استمتاعهم بالحياة، وكم كان مدي الاستمتاع بصحبة الآخرين، ومقدار ما يتمتعون به من الأنشطة اليومية، وأوضحت الدراسة أن ربع الأشخاص تقريبًا عبروا عن عدم الاستمتاع بالحياة خلال أي من التقييمات الثلاثة التي أجرتها الدراسة، فيما أبدى 20 في المائة عن استمتاعهم في واحد من الثلاثة تقييمات، ونسبة 22 في المائة في تقييمين و34 في المائة في جميع التقييمات الثلاث.
واستمرت الدراسة على مدى الأعوام السبعة التالية، حتى عام 2013، لدراسة وفاة 1310 من المشاركين، حيث أوضحت أن الذين أفادوا بالاستمتاع بالحياة أكثر في الثلاثة تقييمات كافة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 24 في المائة خلال فترة المتابعة مقارنة مع أولئك الذين أفادوا بعدم استمتاعهم بالحياة، أما من استمتعوا بالحياة في تقييمين كانت نسبة التعرض إلى الوفاة أقل بنحو 17 في المائة، ويعتقد العلماء أن ذلك يرجع إلى إن المزاج العام لشخص ما يُغير مستويات الهرمونات الضارة والنافعة في الجسم.
ويقلل بقاء الإنسان في حالة من السعادة من هرمونات التوتر والقلق مثل الأدرينالين والكورتيزول، والتي يمكن أن تسبب عبئًا على القلب وترفع ضغط الدم، كما كشفت الدراسة عن أن الناس الأقل سعادًة أكثر عرضة للتدخين وشرب الخمور حتى مستويات غير صحية.
وكانت وجدت دراسات سابقة أيضًا أن الناس الأقل توترًا يكون لديهم انخفاض في مستويات الكوليسترول في الدم، كما يكونوا أقل عرضة إلى الالتهاب، واستجابتهم المناعية أفضل، وقال العلماء أيضًا إن الناس الأكثر سعادًة يحصلون على مزيد من النوم، على حد قولهم، مما يكون له أثر إيجابي على جهاز المناعة ونظام التمثيل الغذائي.