يعاني ثلاثة أشقاء في حادثة فريدة من نوعها من اضطراب غامض يجعلهم لا يشعرون بالشبع مما يضطرهم إلى الأكل بشراهة، ويعيش هؤلاء الأطفال في ولاية غوجارات في الهند، فيما يشعر أبويهم بالخوف تجاه حالتهم بسبب صعوبة التعامل مع أطفالهم الذين يعانون من زيادة كبيرة في الوزن.
ويواجه راميشبهى وبراغابن ياندغوان صعوبة في منع أطفالهم من الأكل، فابنتهم "أميشا" البالغة من العمر أربع سنوات وصلت إلى وزن مقلق حيث تزن 51 كيلوغرامًا، أي ما يعادل ثلاثة مرات أكثر من متوسط وزن أي طفل في عمرها، بينما تزن شقيقتها الأكبر سنًا، "ياغيتا"، 33.5 كيلو – ما يزيد بمقدار الثلث عن ما ينبغي عليه وزنها في عمر الخامسة - في حين تزن شقيقتها "هارشيا" 16 كيلوغرامًا في عمر 18 شهرًا من العمر.
ويعاني الثلاثة من مشاكل في التنفس، حتى أثناء نومهم، نتيجة للمشاكل الصحية الناجمة عن الإفراط في تناول الطعام، وارتفاع وزنهم بمعدل ينذر بالخطر، على الرغم من أن طفلهما الرابع، "بهافيكا"، وزنه طبيعي وصحي.
ولم يلاحظ الوالدان أي شيء غير مألوف عندما ولد الأطفال، ولكن بمجرد أن بدأ الأشقاء في تناول الأطعمة أدركا أن هناك شيئًا غير صحيح، وقال الوالدان: "كان الأطفال أصحاء وطبيعيين عندما بدأوا في تناول الطعام لكنهم بعد ذلك بدأوا يأكلون مثل الكبار خمسة أو ستة أرغفة خبز روتي، وإذا لم نطعمهم، يبدؤون في الصراخ.
واستمر الأطفال في تناول كميات كبيرة من الأرز، والخبز، وغيرها من الأطعمة، وبالفعل تؤثر حاليًا حالة أميشا عليها، وتسبب لها صعوبات في التنفس في حين تستمر في زيادة الوزن بوتيرة سريعة، ووضعها الصحي في خطر، وقال الوالد: "لم نتمكن من التعامل مع الأطفال، وهم يعانون أيضًا، حيث في مثل هذه المرحلة العمرية ينشغل الأطفال باللعب والجري، ولكن أطفالنا لديهم مشكلة في ذلك، فعندما يجلسون، لا يستطيعون القيام مرة أخري". ويسعى الزوجان إلى الحصول على علاج لمساعدة أطفالهم في الشفاء في المستشفى المدني في أحمد آباد.
وفى السياق نفسه، قال الدكتور تشاريل بيرنى، أستاذ مساعد في طب الأطفال في المستشفى المدني: "هذه حالة نادرة أول مرة أري مثلها في حياتي، فلديهم الكثير من المشاكل في الجهاز التنفسي، فهم غير قادرين على التنفس بشكل صحيح عند النوم"، فيما أجريت سلسلة من الاختبارات على الأخوة الثلاثة وأرسلت عينات من الدم إلى مستشفى أدينبروكس في كامبريدج حيث تم اختبارها كجزء من دراسة دولية حيال الأسباب الوراثية للبدانة عند الأطفال.
وأوضح صدف فاروقي، أستاذ التمثيل الغذائي: " نبحث الآن في مستقبلات اللبتين، الجين الدماغي الذي يعمل على تنظيم الشهية، حيث وجدنا طفرة، الثلاثة لديهم نفس المشكلة، وهو عيب يمنع هذا الجين من العمل، ونتيجة لذلك لا يتلقى الدماغ أي إشارة على أنهم شبعوا".
وأضاف فاروقي: "حتى هذه اللحظة، لا يوجد علاج لهذه الحالة، ولكن الأطباء يأملون في التوصل إلى علاج، فهناك فرص محتملة للعلاج في المستقبل، حيث توجد عدد من الأدوية الممكنة، ويتم حاليًا إجراء التجارب عليها ويمكن أن تكون مفيدة إلى هؤلاء الأطفال".