أثبتت مجلة "المرأة العداءة" أنها تدعم بالفعل المرأة المتفوقة، بغض النظر عن شكلها أو ثقافتها أو أصولها، طالما أنها تكسر القواعد وتتحدى الظروف, فقد وضعت مجلة اللياقة البدنية على غلاف عدد تشرين الأول/أكتوبر، العداءة البالغة من العمر 32 عامًا والأم لثلاثة أبناء، رهف الخطيب.
وتعيش رهف في فارمنغتون هيلز في ولاية ميشيغان، وتعمل في ستة سباقات ماراثون، في حين أنها ترتدي الحجاب، مما يجعلها أول عداءة مسلمة محجبة تتصدر غلاف مجلة اللياقة البدنية, فيما ولدت رهف في العاصمة السورية، دمشق وهاجرت إلى الولايات المتحدة مع والديها عندما كانت طفلة, وأوضحت أنها عندما شعرت بالملل في الصالة الرياضية، بدأت ركض الماراثون الأول لها في ديترويت في عام 2012.
وأضافت: "أركض من كل روحي وقلبي, إن الجري يعطيني طاقة تقوية كبيرة، ليس فقط جسديا بل روحيا أيضا"، مضيفة أن الدين الإسلامي شجعها أن تحرك جسدها قائلة: "هناك إشارات تاريخية أن النبي [محمد] كان يتسابق أو يعدو مع زوجته عائشة", في حين أنها تجري فقط من أجل نفسها، تجد أنه شرف لا يصدق أن تكون على غلاف المجلة.
وتابعت: "كأم لثلاثة أطفال تبقى في المنزل ، وكعداءة ذات أهداف، فإن هذا يعني العالم بالنسبة لي. إنه شيء يمكنني أن أريه لأطفالي في المستقبل، ومجتمعي، والأهم من كل ذلك، والدي, وهو ما يعني أن كل المجهود والعرق والدموع أثناء التدريب لم تذهب سدى".
وترتدي رهف الحجاب طوال الوقت، حتى عندما تجري وتتدرب، ولكنها أكدت للقراء أنها ارتدته بإرادتها تماما, حيث قالت: "هناك اعتقاد خاطئ أنه تم إجباري على ارتداء الحجاب. إنه يساعدني على التمسك بعقيدتي".
ويعد الغلاف هو ثاني أكبر تغيير أجرته مجلة المرأة العداءة، فقد اعتادت المجلة على تسليط الضوء على النساء اللاتي لم تعتد رؤيتهن على أغلفة مجلات اللياقة الأخرى, وفي شهر آب/أغسطس من عام 2016، رئيسة التحرير جيسيكا سيبور وضعت صورة امرأة زائدة الوزن، وهي العارضة "إيريكا شينك" على الغلاف، مما يجعلها أول امرأة زائدة الحجم تتصدر غلاف مجلة اللياقة البدنية, وقالت سيبور في حينها: "هناك صورة نمطية أن جميع العدائين رفيعي الحجم، فالعداؤون يأتون في جميع الأشكال والأحجام، ويمكنهم أن يجتازوا خط النهاية في السباق، وكان من المهم بالنسبة لنا الاحتفاء بذلك", وأضافت, "أعتقد أن بعض النساء تذهب إلى رف المجلة أحيانا وتشعر أنها لا يمكن أن ترى نفسها على الغلاف, وقد أردنا تغيير ذلك".
يُذكر أنَّ مجلة المرأة العداءة وضعت نادية أبو الحسن، عارضة أخرى زائدة حجم، على غلاف عددها الصادر في نيسان/أبريل 2016، لتثبت أن هذه الخطوة لم تكن مجرد لمرة دعائية واحدة، ولكنها دفعة حقيقية نحو جعل تلك الفكرة أكثر شمولية.