أعلن مجموعة من العلماء عن إجراءهم تعديلًا وراثيًا في خلايا إنسان لأول مرة باستخدام تقنية رائدة، وتعتبر هذه خطوة جديدة في إعادة كتابة الحمض النووي لتحديد الأمراض الفتاكة, وجاء ذلك بعد حقن العلماء رجلًا في الصين بخلايا مناعية معدلة تم تصميمها لمحاربة سرطان الرئة, ومن المقرر أن تجرى العام المقبل تجارب كبيرة في الولايات المتحدة وبكين، والتي يقول العلماء إنها يمكن أن تفتح عهدًا جديدًا من الطب الوراثي.
وتسمى التقنية المستخدمة "كريسبر" والتي تعمل كمقص جزئي صغير تقوم بقص الشفرة الوراثية واستبدالها بتعليمات جديدة لبناء خلايا أفضل، ويعتبر هذا الاكتشاف مستقبل التحرير الجيني لأنها أرخص بكثير وأسهل وأكثر دقة من الطرق السابقة في استبدال شفرة الحمض النووي، وقال خبراء بريطانيون إن التقنية لديها القدرة على أن تكون "نقطة تحول" للكثير من الأمراض، وأكدوا أنهم كانوا يتوقعون أن ترى "تقدمًا كبيرا في السنوات القليلة المقبلة".
وأوضح البروفيسور أندرو شارروكس، من كلية علم الأحياء والطب، جامعة مانشستر: "من الواضح مع التحسينات المستقبلية في تكنولوجيا "كريسبر" ستكون الدراسة الحالية الأولى من بين العديد من المحاولات لتسخير هذه التكنولوجيا لعلاج الحالات الطبية، ويعد علاج السرطان أحد الاستخدامات ولكن من المحتمل أيضًا أن يعمل على مكافحة أمراض ذاتية المناعة بما في ذلك التهاب المفاصل على ولكن ذلك سيحتاج إلى الكثير من العمل والجهد ليؤتي ثماره".
وفيما يتعلق بحالة الرجل الصيني، أخذ العلماء بقيادة الدكتور لو هديت في جامعة سيتشوان في تشنغدو، المتخصص في الأورام، الخلايا المناعية من دمه وتعطيل الجينات التي تحمل تعليمات لبناء بروتين يسمى PD-1، حيث يعمل" PD-1" مثل هوائي، يتواجد على سطح الخلايا المناعية، ويبحث عن الخلايا السليمة، لذا يتعرف الجهاز المناعي عليه ولا يهاجمها.