كشفت مجموعة صور مذهلة التقطتها المصور ديفيد شيل "70 عامًا" على مدى عقود عن سحر المخلوقات البحرية في أعماق المحيطات والتي قلما يراها البشر، واستطاع شيل تصوير المخلوقات البحرية الغريبة أثناء قضاء بعض الوقت على متن سفن الأبحاث البريطانية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك المضايق النرويجية وخليج ماين على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وأضاف شيل " طُلب مني الذهاب في هذه الرحلات لتسجيل الكائنات التي تم جمعها، وكان لدي خلفية في علم المحيطات وصناعة أفلام الحياة البرية، وكانت الرحلات البحرية لغرض بيولوجي خاص بجمع الكائنات من أعماق البحار".
وفي الأيام الأولي كان يتم جمع هذه الكائنات بواسطة الشباك ولكن أدى التقدم التكنولوجي لاستخدام مركبات تعمل عن بُعد (ROVs) يمكنها جمع الكائنات البحرية على عمق أكبر من 3 أقدام تحت سطح الأرض، وتوضع الكائنات في حاويات على المركبة قبل أن تعود إلى السفينة ليقوم شيل بتصويرها.
وأوضح شيل: "وجدتهم رائعين، ويصعب جلبهم إلى السطح نظرا لتكيفهم على العيش في أعماق البحار ما يجعلهم أكثر إثارة للاهتمام حقا، كما أنهم تقنيا يمثلون تحدٍ للتصوير، حيث يجب استخدام التركيز البؤري اليدوي وضبط التعرض اليدوي وإعدادات الفلاش، ويمثل كل حيوان تحديا خاصا وتحديدا الحيوانات الشفافة"، مشيرًا إلى استمتاعه بالتقاط الصور لهذه الأنواع النادرة التي لم تُرى من قبل، وأضاف: "لدي نوعين مفضلين هما الهلام وأبو الشص، حيث كانت الكائنات هشة ورقيقة للغاية حتى أنه إذا أمسكت إحداهم بيدك فربما تتفكك ولكن عند تركهم يسبحون بحرية في الخزان فيمكن رؤية ألوان قزحية، وتم تصوير سمك أبو الشص باعتباره وحش عميق ذات هيئة منتفخة وأفواه ضخمة مليئة بالأسنان، وفي الحقيقة هذه الكائنات غير شائعة وصغيرة عامة، ومعظم الكائنات التي صورتها كان طولها أقل من 10 سم ".