تعتبر "دي لوبوس" إحدى جزر الكناري الصغيرة، التي تقع على مقربة من فويرتيفنتورا، تتميز بجمالها اللافت للأنظار، ووعرتها وكذلك العزلة التي تحظى بها. فمن بعيد يبدو وكأنه قبعة قديمة. أو كأنه الفيل الذي كان بداخل ثعبان رواية "الأمير الصغير" للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت-أكزوبيري..
ويطلق عليها جزيرة الذئب، وترجع تسميتها بذلك الأسم إلى ذئاب البحر، أو الفقمات، التي كانت تعيش عليها. وتتميز بالون الرمادي والأسود البركاني، وهي قصيرة، ووعرة يمكن قطعها بقارب رحلة سياحية، تبعد أقل من 100 ميل قبالة سواحل أفريقيا. فإذا أخذت القارب المناسب، يمكنك أن تنظر من خلال الجزء السفلي من زجاج النظارة، لترى الكثبان الرملية البيضاء الواسعة، ومجموعات الأسماك الأرقط والأخطبوط، التي تختبئ وراء الصخور. وبعد 15 دقيقة من الإبحار، يمكنك الهبوط على رصيف باهت.
وجزيرة دي لوبوس واحدة من تلك الأماكن القليلة النادر عليك أن تتذكرها إذا كنت متاحة لك. ففي الواقع، لا يوجد شيء رائع يمكن أن تراه فيها. ولا تزال، تعتبر حديقة طبيعية، ربما بسبب مناظرها الواضحة المحيرة، والمنحوتة بفعل الرياح والبحر. كما كان 1960 أخر مكان إقامة للسكان الدائمين على هذه الجزيرة، وذلك عندما أصبحت الفنارات تشغل اليًا. وفي الجزيرة، لا توجد مناطق جذب سياحي، فلا أماكن جذابة مثيرة للذهاب إليها، ولا شيء ترفيهي يمكن القيام به، باستثناء التجول حول الجزيرة في مسارات حجرية.
وتجعلك الأجواء تشعر بالنعاس، ويمكن للأطفال اللعب بأمان في المياه الضحلة، أو ربما يمكنك زيارة المكان الوحيد في بلدة العش في جزيرة دي لوبوس، وأيضا مجموعة من المنازل المهجورة التي تكاد تختفى في الأرض حيث يوجد هناك مقهى والكثير من المناظر الخلابة للبحر والساحل. واختاراها توماس ريدهال كأحد أماكن المناظر الحيوية في روايته، "الناسك" بسبب أنها تحظى بانعزال كامل وبعد عن المجتمع النادر هذه الأيام.
وربما يكون أكثر الأشياء جمالًا هناك، عندما تمدد جسدك على الصخور فوق كهف وتستمتع بالرياح المقبلة من أفريقيا، وكذلك مناظر فويرتيفنتورا. وكانت الجزيرة مكانًا رائعًا للتأمل والاختفاء، والعلاج النادر. ولكن عليك إحضار كمية من الماء وربما الغذاء الكافي، فكما يقولون على الموقع الرسمي للجزيرة "عليك ارتداء نظارات واقية من الشمس وألا تلقي القمامة".