تفرض الحكومة السورية حالة من الحصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من النقص الشديد في الطعام والدواء هناك، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يوم الجمعة. ويكشف "مودار شيخو"، والذي يعمل كممرض في منطقة شرق حلب المحاصرة، أنه تمكن من تخزين بعض المواد التموينية قبل قطع طريق الإمدادات في منطقة شرق حلب خلال هذا الصيف، ليبقى مع زوجته على قيد الحياة بفضل بعض الوجبات البسيطة، كالمعكرونة سريعة الطهي وبعض الفاصوليا والخضراوات. قائلًا: "نتمنى فقط الحصول على بعض الخضراوات والفاكهة".
وتوضح "هالة عبد الوهاب"، والتي تبلغ من العمر 24 عامًا وتعمل كمعلمة في إحدى مدارس مضايا، أنها تأكل وجبة واحدة فقط من العدس أو الأرز أو البرجل أو الحبوب، دون طهي، غالبًا ما يتراوح موعد تلك الوجبة بين الثانية والثالثة بعد الظهر، إلا أنه بعد أقل من 20 دقيقة تتقيأ هذا الطعام. وتقول: "الطهي أصبح من المستحيلات، فالوقود يبدو من الصعب جدًا الحصول عليه، هناك من يقومون بحرق الكتب أو الدفاتر للطبخ عليها. إنه حقًا مشهد يكسر القلوب".
أما السيدة فريدة "37 عامًا"، وتعمل طبيبة في مستشفى المدينة الكائنة داخل المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة السورية، فتقول: "كنا نأكل اللحم مرتين أسبوعيًا، بينما الدجاج مرة واحدة. ربما الأمر يمكن تحقيقه الآن ولكن في الأحلام"؛ وأضافت أن هناك نقصًا كبيرًا في الخضراوات، وبالتالي ليس أمامها سوى تقديم وجبات بسيطة للغاية تعتمد على الأرز والمعكرونة لابنتها وزوجها. وتعد "فريدة" واحدة من الأطباء القلائل الذين مازالوا يعملوا في مستشفى حلب، حيث إنها تتخصص في مجال النساء والتوليد، حيث تقول: "عملي هو بمثابة النفس الذي أتنفسه.. إنني أحبه للغاية".
وتروي فاطمة "26 عامًا"، وهي ربة منزل، معاناتها فتقول إن الوقود الذي كانت تعتمد عليه من أجل طهي الطعام نفذ منذ أسابيع، وبالتالي لم يعد أمامها سوى إحراق بعض المواد لاستخدامها في الطهي، كالخشب أو البلاستيك. وأضافت: "أقوم بعمل الباستا في وجبة الإفطار والغذاء والعشاء، لأنه لا يوجد لدينا خبز. أستطيع الحصول على ستة أرغفة من الخبز كل عدة أيام، ولكنها لا تكفي كثيرًا لأسرتي المكونة من خمسة أفراد". ورغم المعاناة، أنشأت فاطمة حسابًا لابنتها "بانا" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتستخدمه لنشر التطورات، والمطالبة بوقف الهجمات.
ويأتي في ذلك الحين "مؤيَّد، 19 عامًا"، وهو عامل في أحد محال الملابس، ويقول: "أسعار الطعام تبدو أكثر عشر مرات عن مرحلة ما قبل الحرب، ولكن الحياة تبدو أكثر طبيعية في العاصمة السورية دمشق. وأضاف أنه دائما ما يتوقف أمام أحد محال الشاورمة في دمشق، وهو في طريقه إلى المنزل، حيث إنه يعمل في أحد المحال في العاصمة السورية، موضحًا أن هذا يمنحه قدرًا من الهروب من المعاناة التي تشهدها مدينته. أما السيدة لينا "40 عامًا"، فتشكو من نقصان مكونات الطهي، فتقول إنها تعتمد غالبًا على الأرز، في حين أنها توقفت عن تناول اللحوم بسبب أسعارها المرتفعة للغاية.