كشف خبيران من خبراء فن "اليونساي" اليابان، عن الأسرار القديمة التي تكمن وراء زراعة هذه الأشجار البالغة عدة قرون، ويعد البونساي أحد أهم الفنون في اليابان، ويعنى بزراعة أشجار مصغرة أو نباتات في وعاء من السيراميك أو في أصيص، ويعاد زراعتها لتنمو وتصبح نموذجًا مصغرًا لمنظرها في الطبيعة مما يعطي فرصة لتذوق وتأمًّل جمال الطبيعة من خلالها، ويتفاوت طول هذه النباتات فمنها ما يفوق الـ 60 سنتيمترًا وأخرى صغيرة يمكن أن تستوي على راحة اليد، وهي مستوحاة من فن "البونكي" الصيني، حيث ارتبطت الأشجار بالديانة البوذية.
وأكد كل من كونيو كوباياشي، معلم فن اليونساي في اليابان، وجاك سوستيك مدير متحف البونساي في الولايات المتحدة، أن فن الاعتناء بأقدم أشجار البونساي على وجه الأرض، شأنه شأن فن الاعتناء بالأطفال الصغيرة، وأوضح سوستيك أنه "غالبًا ما يقول الناس إن أشجار البونساي كالأطفال، وهي كذلك حقًا، نحن نرعاها ونهتم بها ونقلق عليها وإذا كانت جميلة وبصحة جيدة نتفاخر بها ونريد عرضها"، ومن ضمن مجموعة البونساي الموجودة في المتحف، شجرة صنوبر ياماكي بيضاء تبلغ 400 عامًا ونجت من قنبلة هيروشيما النووية عام 1945، مضيفًا: "إنه فن متواضع للغاية،عندما نزرع أشجار البونساي، نسير وفق جدولها الزمني وليس العكس، عادة ما أضع الجدول الزمني وفقًا لفصول السنة، وعندما يكون هذا أفضل خيار للقيام بمهام معينة على أشجار معينة".
ويقوم زارع البونساي بالتركيز والعمل على تقليم الفروع وثنيها وتثبيتها على أشكال معينة وذلك باستخدام الأسلاك وأحيانا إضافة طبقة من الطحالب والحصى المناسبة وغيرها من التقنيات المختلفة ليعبر عن إبداعه وذوقه الخاص من خلال شكل البونساي الذي يطوره، ليست هناك نهاية أو مرحلة اكتمال في تربية أشجار البونساي حيث أن النبتة المستخدمة طبيعية وليست صناعية ولذلك تستمر في النمو على الدوام، ولأن أشجار البونساي تستمر كذلك في التغيّر والتحول لذا فإن تخصيص الوقت اللازم يعدّ أمرًا جوهريًا للغاية.