يطمح كثير من الناس إلى أن يكون أطفالهم بصحة جسدية ونفسية جيدة، ومما قد يثير قلق أو انزعاج الوالدين هو أن يفتقر طفلهما إلى الثقة بنفسه، فلا يندمج مع الآخرين، ولا يملك الجرأة ليتحدث أمام الآخرين، وقد يتراجع مستوى تحصيله الدراسي، وقد يشعر بالرهبة والخوف من الذهاب إلى المدرسة أو من مخالطة الآخرين، ويحتار الوالدان في كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه، والحقيقة أن هناك الكثير من الطرق لمعالجة هذه المشكلة التي يسهل التغلب عليها في سن صغيرة والتي يفضل أن تتم معالجتها في الطفولة قبل أن تصبح طبعاً لديهم عندما يكبرون، وهنا بعض ما يمكن أن يفعله الوالدان ليزرعوا الثقة في أطفالهم:
من المهم جداً أن تمدح طفلك دائماً وأن تثني عليه خصوصاً عندما تراه يفعل شيئاً حسناً كمساعدة أخيه الصغير أو ترتيب ألعابه أو طاعة أحد الوالدين، فذلك يعزز المشاعر الإيجابية لدى الطفل، ويخطئ كثير من الآباء والأمهات في تربية أطفالهم حيث يتصيدون لهم الأخطاء ويعاتبونهم على فعلها بل وقد يعاقبونهم عليها، أما عندما يرون أطفالهم يفعلون أشياء جيّدة فإنهم يتجاهلون أن يقولوا لأطفالهم بأنهم قد أحسنوا صنعاً، فشعورك بالرضا عن أبنائك لا يكفي، بل يجب عليك أن تقول لهم ذلك باستمرار وكلما فعلوا أمراً يستحقون الثناء عليه. ومن المهم أيضاً أن تمدح طفلك أمام الآخرين، ومدح الطفل أمام الآخرين يأتي في المرحلة الثانية بعد مدح الطفل بينك وبينه أو على مسمع من أحد والديه أو أمام إخوته، فإن لم تكن تعطي طفلك ما يكفي من الدعم لنفسي في البيت، فإنه لن يقتنع في حال مدحته أمام الآخرين بل على العكس قد يزيد ذلك من انطواء طفلك ويثير في داخله الكثير من الأسئلة خصوصاً إذا لم تكن تمدحه دائماً، ولا شك أن المديح أمام الآخرين أمر مهم جداً ويعزز ثقة الطفل بنفسه، ويجعله ممتناً لك حتى وإن لم يستطع أن يعبر لك عن ذلك، ولكن يجب أن يأتي مدح الطفل أمام الآخرين كخطوة ثانية.
يمكن تدريب الطفل تدريجياً على تحمل المسؤوليات الصغيرة التي يستطيع تحملها، واحرص على أن تنمّي فيه الاعتماد على نفسه في أمور معينة، وتعتمد طبيعة هذه الأمور أيضاً إلى عمر الطفل وإلى قدرته على تقبل هذه المسؤوليات والقيام بها، يمكنك البدء بتعليمه أنه مسؤول عن ألعابه بأن يحافظ عليها وأن يرتبها بعد أن ينتهي من اللعب بها، فإن وجدت أنه ملتزم بذلك فاحرص على تشجيعه والثناء عليه وإخباره أنك فخور به وأنه شخص مسؤول يمكنك الاعتماد عليه، أما إن وجدت منه التقصير فعليك أن تبحث عن سبب التقصير فربما يكون السبب في عدم جاهزية الطفل بعد على تحمل هذا النوع من المسؤوليات، ويمكنك الحديث مع طفلك بهدوء وتفهّم وأن تدعه يشرح لك أسباب عدم قيامه بهذه المسؤولية، واجعله يعدك بأن يقوم بها في المرة القادمة، ويمكنك التدرج بعد ذلك في المسؤوليات كأن تجعله يعتمد على نفسه في ارتداء ملابسه أو حذائه وفي غسل يديه وتناول الطعام وحده وغيرها من الأمور. وشجع طفلك كلما وجدت منه التزاماً بالمسؤولية فالتشجيع هو ما يبني ثقة الطفل بنفسه، أما لوم الطفل دائماً على تقصيره وعدم تحمله للمسؤولية فإنه يدمر شخصية الطفل الحساسة في هذه المرحلة.
واحرص دائماً على مدح طفلك دائماً على انفراد وأمام الآخرين واحرص على أن تبتعد عن نقد طفلك وعن التعليقات السلبية خصوصاً أمام الآخرين، واحرص كذلك على أن تطلب رأي طفلك في الأمور التي يمكن أن تشركه فيها، ومن المهم أن تعلم طفلك مهارة ما أو أن تنمي موهبة لديه لتنبع ثقته بنفسه منها، وتذكر أن تبدأ بتعليمه تحمل المسؤولية تدريجياً لتبني طفلاً واثقاً من نفسه يمكنك أن تفخر به.